الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الكاتب والمؤلف فؤاد مطر في إنجاز جديد.. العراق الغاضب والمغضوب منه والمغضوب عليه

بواسطة azzaman

الكاتب والمؤلف فؤاد مطر في إنجاز جديد.. العراق الغاضب والمغضوب منه والمغضوب عليه

  وقائع وهوامش وخفايا صدَّامية – سعودية – خليجية –خمينية – بوشية

    عن شراهة الثورات الحائرة والحروب المحيِّرة والأوطان المستباحة

بيروت - وجدان شبارو

 

بعد عشر سنين أمضاها الصحافي والمؤلف والكاتب في لندن ناشراً ومترئساَ تحرير مجلة «التضامن» التي كان شعارها ومنطلق مبدئيتها «مجلة العرب من المحيط إلى الخليج» وقد أدت الواجب الوطني القومي العربي بأفضل تأدية وبهمة زملاء وزميلات ومراسلين ورسامين وقامات فكرية في دول الأمة والدول الفاعلة في صناعة القرارات الأممية... بعد السنين العشر تلك عكف فؤاد مطر على إنجاز عمليْن لهما الصفة التوثيقية الموسوعية وبالتعاون مع فريق من الباحثين والموثقين هما «موسوعة حرب الخليج. اليوميات. وثائق الأزمة والحرب. الحقائق» صدر عام 1994. وكانت من حيث المنهج التوثيقي وأسلوب متناول مثل عمل آخر سبق أن أصدره عام 1993 بعنوان «لبنان اللعبة واللاعبون والمتلاعبون. سنوات الحرب ومراحل الصراع والتحالفات من الوجود الفلسطيني إلى الدور السوري إلى الحل السعودي». ويقع كل من الموسوعتيْن في خمسمئة صفحة من الحجم الكبير مع إرفاق المادة التوثيقية بالصور التاريخية والحدثية المتيسرة.

 تجدر الإشارة إلى أن فؤاد مطر رفد المكتبة العربية بين العام 1964 والعام 2020 بالمؤلفات التي إستند في تأليفها إلى خبرته وتجوالاته منذ العام 1964 في صحيفة «النهار» اللبنانية محرراً ورئيس قسم فإلى كبير مراسلي الصحيفة في العالم العربي وتغطية للأحداث الإنقلابية ثم لمؤتمرات القمم العربية قبل أن يستقر في لندن ناشراً ورئيس تحرير لمجلة «التضامن» التي حققت تعاوناً متميزاً مع جامعة «كمبردج» ومع صحيفة «فايننشال تايمس» إلى جانب التعاون مع مجلات بريطانية متخصصة في مجال الإقتصاد والصحة. وأما المؤلفات المشار إليها وأنجزها ثم صدرت عن «صحيفة النهار» وعن «الدار العربية للعلوم _ بيروت»  و «دار الناشر العربي والدولي» بين العام 1964 والعام 2020 فهي:

رؤساء لبنان من شارل حلو إلى شارل دباس (1964) • الثورة الثانية في ليبيا (1976) • صدَّام حسين _ السيرة الذاتية والحزبية وأسلوب الحُكْم وإدارة الصراع (1989) • الحزب الشيوعي السوداني.. نحروه أم إنتحر (1971) • روسيا الناصرية ومصر المصرية (1972) • أين أصبح عبدالناصر في جمهورية السادات (1972) • بصراحة عن عبدالناصر (1975) • حكيم الثورة، سيرة جورج حبش ونضاله (1984) • لبنان.. اللعبة واللاعبون والمتلاعبون، سنوات الحرب ومراحل الصراع والتحالفات من الوجود الفلسطيني إلى الدور السوري إلى الحل السعودي (1993) • موسوعة حرب الخليج، اليوميات، وثائق الأزمة والحرب، الحقائق (1994) • تحت ظلال الذكريات - تأملات في تجارب الحُكْم والسياسة والدبلوماسية والإستشهاد... وتوريث الزعامة (1997) • زلازل مصر السياسية _ الزلزال الأول: مرحلة رحيل عبدالناصر وترئيس السادات (1999) • المصالحة الوطنية الأُولى في السودان، إنتكسوها.. أم إنتكست؟ (1999) • سنوات نميري بحُلوها.. ومُرِها (2001) • التضامن العربي ذلك المستحيل - (محاضر ووثائق لقاءات رسمية على مستوى القمة حول خفايا محاولة يتيمة لجمْع الصف العربي الذي مزّقه السادات للمرة الأُولى شر تمزيق وكيف يفكر أهل القرار عند خروج أحدهم على القضية) (2002) • للقائد التاريخي قلم ينصفه - التويجري عن الملك عبد العزيز وهيكل عن جمال عبد الناصر (2006) • الخميني.. وصدَّام، القرار الصعب والخيار الأصعب (2007) • ألف فتوى وفتوى! مسلمون في مهب فوضى الفتاوى أزهرية، سُنية، وهّابية، شيعيّة، خمينية (2009) • الصالح والطالح في الحُكْم والحكام: ذكريات ومذكرات عربية وإسلامية (2009) • سوريا المغلوب على أمرها. قراءة في أحلام الأب »حافظ السوري _ اللبناني _ العراقي _ الاميركوسوفياتي« وكوابيس الإبن »بشَّار اللبناني _ الروسي – الصيني – الفلسطينوإيراني« (2013) • حرب وديمقراطية _ دليل العرب إلى اللغز اللبناني (2013) • خادم الحرميْن .. حارس الأمتيْن _ أمر الله.. يا عبدالله _ عزم وتوكَّل.. حاول ويُعذَر (الكتاب الأول من ثلاثية النهج السعودي في ترويض الأزمات والصراعات«) (2011) • سفينة عبدالله _ إضاءة على أدوار ومبادرات في مسيرة مستمرة (الكتاب الثاني من ثلاثية النهج السعودي في ترويض الأزمات والصراعات«) _ (2015) • قاطرة سلمان _ الحزْم والحسم والعزْم على طريق الإستقرار العربي والتأسيس الثاني (الكتاب الثالث من ثلاثية »النهج السعودي في ترويض الأزمات والصراعات«) _ (2015) • إستنطاق حكام عرب - الوراثة المتعسِّرة لعبد الناصر: معمَّر القذّافي . صدَّام حسين. جعفر نميري (2016) • هكذا حالي وأحوال العراق _ ساعات طويلة من الحوارات الصريحة مع صدَّام حسين (2017) • هذا نصيبي من الدنيا _ سيرة حياة ومسيرة قلم (2017) • الكردي المخذول _ رواية الدولة السراب في الوطن المستحيل (2018) • أنياب الخليفة وأنامل الجنرال _ رواية إنقضاض السادات على الناصرية.. وإسرائيل، ومداواة السيسي للجراح الروسية (2019) • عسكر سوريا وأحزابها - غواية الإنقلابات والتقلبات والولاءات الحنظلية ودراميديا الثعلبة وجنون العظمة لجنرالات البلاغ رقم1 (2019) • الحاكم إذا إستبد والشعب إذا إنتفض - مشهدية السودان الخائر.. الثائر.. الحائر. من الجهاد الميداني.. إلى الإجتهاد البرهاني (2020).

مشهد عراقي

ويشار إلى أن فؤاد مطر نشر إلى جانب ما ذكرناه لجهة العمليْن التوثيقيْن مقالاته التي كتبها وحواراته في «النهار» وصحف «الأهرام» و «الوطن» و «الرأي العام» ومجلة «المجلة» وصحيفة «اللواء» وصحيفة «الشرق الأوسط» التي ما زال أحد كتاب الرأي فيها كما أنه ينشر في «الزمان» حرصاً منه على حضوره في المشهد العراقي وإعتباره الصحيفة بناشرها الأستاذ سعد البزاز ورئيس تحريرها الأستاذ أحمد عبد المجيد شهود حق على زمن يرى - والكلام ما زال للكاتب فؤاد مطر- أعطى المبدئية في العمل الصحافي والكتابي حقه وهو من هذا المنطلق – إرتأى أن تكون «الزمان» منبره العراقي كما «الجمهورية» من قبل إلى جانب «الأهرام» في مصر و «اللواء» في لبنان و «الرأي العام» في السودان و «الوطن» في السعودية.

قبل خمس سنوات، وحيث أن الهمة ما زالت تحفز على العطاء كتابة وتأليفاً عكف مع فريق من الباحثين والموثقين إلى جانب مساعدته تنسيقاً وتبويباً وطباعة إلكترونية وتصميماً الآنسة منى مطر على رفد ما أنجزه سابقاً وهما «لبنان اللعبة واللاعبون والمتلاعبون. سنوات الحرب ومراحل الصراع والتحالفات من الوجود الفلسطيني إلى الدور السوري إلى الحل السعودي» و«موسوعة حرب الخليج. اليوميات. وثائق الأزمة والحرب. الحقائق» بعمل توثيقي – تحليلي عن العراق الحرب عليه وحربه على الكويت وإنفراط تجربته الصدَّامية البعثية كما إنفراط تجربة البعث الأسدية في سوريا حديثاً.

يحمل الإنجاز الموسوعي – التوثيقي – التحليلي إسم «العراق الغاضب والمغضوب منه والمغضوب عليه. وقائع وهوامش وخفايا صدَّامية – سعودية – خليجية – خمينية – بوشية عن شراهة الثورات الحائرة والحروب المحيِّرة والأوطان المستباحة».

أنجز فؤاد مطر من عمله الموسوعي – التوثيقي الجديد عشرة مجلدات كل مجلد من 600 صفحة وإرفاق المجلد بما تيسر من الصور القديمة والأحدث.

وهذا العمل يكتمل في إنتظار من يرى الإستحواذ عليه وبالذات وزارات الخارجية والدفاع والمخابرات بفئتيْها والأحزاب بتنوع منطلقاتها. وعدم الإكتمال إلى درجة إنجاز عشرة مجلدات أُخرى هو أن مثل هذا العمل يستوجب تغطية مالية نوعية للفريق الذي سبق أن أعد المجلدات العشرة الأولى وثمة إمكانية لعشرة مجلدات أُخرى، هذا فضلاً عن الطباعة.

في ضوء ذلك رأيْنا في «الزمان» توجيه بعض الأسئلة الإستفسارية إلى فؤاد مطر، وكانت بالإجابات عنها على النحو الآتي:

 ما الذي يدفعك إلى مثل هذا التوجه الذي يختلف عن تأليف كتاب ولا يستغرق الجهد نفسه الذي يتطلبه العمل الموسوعي – التوثيقي؟

- أشعر أن من واجبي المهني والقومي والضميري إحاطة  من أبناء الأمة بما حدث للدول والأنظمة، وكيف أن إفتعال أزمات أنتجت حروباً أعادت دولاً كانت مستقرة  في الأمة وتنشط على صعيد التنمية ورفد حالة التعليم وكذلك الصحة بالمزيد من الجهد المثمر إلى دولة يعبث فيها الأجنبي إما إحتلالاً وإما إستنزاف ما يمكن إستنزافه من ثرواتها، هذا فضلاً عن الآثار المدمرة للبيئة الزراعية والبساتينية في دول مثل لبنان ثم العراق وسوريا فالسودان واليمن، والخشية واردة بما هو أعظم وأكثر إمتداداً في ضوء العدوان الإسرائيلي من حكومة نتنياهو المطمئنة إلى المؤازرة العسكرية والسياسية والمالية من جانب الولايات المتحدة في حق فلسطينيي غزة وفي حق لبنان وسوريا واليمن فضلاً عن إبتزاز كل من مصر والأردن.

هذه الأجيال التي أعنيها وتحديداً من هم في الستين من العمر وكذلك من هم على مقاعد الدراسة لا يدرون ما الذي كانت عليه أوطانهم وكيف باتت عليه هذه الأوطان تنشد ستر الحال والخشية من تدخُّل الدول الكبرى في شؤونها. والحالات التي تؤكد ذلك كثيرة بدءاً بلبنان وصولاً إلى مصر والسودان وليبيا والعراق والسُلطة الفلسطينية التي نجت من الذي أصاب سُلطة حركة «حماس» في غزة كما دويلة «حزب الله في لبنان» ونصف اليمن الممسك بالعاصمة كما لم يحدُث إنقلاب على الأصول من قبل وتتحمل الجهة الثورية الماسكة بمقاليد العاصمة كل أنواع القصف الأميركي لها نيابة عن القصف الإسرائيلي أو بحُكم الإمتداد له.

 هل تجاوبت جهات عربية رسمية مع هذا الإنجاز الذي تتحدث عنه وبالذات الموسوعة التوثيقية التحليلية عن العراق بالعنوان إخترته وهو «العراق الغاضب والمغضوب والمغضوب عليه؟

- لقد بات الإنجاز عبارة عن مجلدات. ثم ها هو الإنجاز «العراق الغاضب والمغضوب منه والمغضوب عليه» بمجلداته العشرة حتى الآن برسم أهل الرئاسات على أنواعها والأمن بكافة فروعه العسكرية والمخابراتية، فضلاً عن الذين يشغلون مناصب وزراء الخارجية والسفراء الذين يتم تعيينهم. وهذه الأعمال التوثيقية الموسوعية تجعلهم يرون الأمور بصوابية فضلاً عن الجانب المعلوماتي.

  لقد أنجزتَ فما الذي تنتظره في ضوء ما أوضحْته سابقاً؟

- ما أنتظره هو أن تتبنى جامعات أو حكومات أو أجهزة عسكرية وأمنية هذا الإنجاز، وأن نجد من يرى من الجهات الرسمية المقتدرة أو تلك المتطلعة إلى أدوار في مناصب رسمية أن تزويد مكتبه بهذه الأعمال تحقق له إزالة الكثير من الضباب الذي يغطي واقع الأحوال السياسية، فضلاً عن أنه يجعله يدرك ما الذي حدث ولماذا حدث وهل كان في الإمكان تفاديه وهل سيتكرر.

اوضاع سياسية

 لقد أشرت إلى الأجيال التي تتابع الدراسة في الجامعات وهي كانت لم تولد بعد أو في سن الطفولة عندما حدثت الويلات في بعض أوطان الأمة (لبنان. حرب الخليج. العراق) على سبيل المثال. ما الذي تعنيه من هذا التركيز على هذه الأجيال العربية؟

- ردي على ذلك هو أن ألوفاً من الطلاب العرب يحتاجون عند إعداد أطروحات عن الأوضاع السياسية الراهنة العودة إلى أوضاع البارحة التي أفرزت الراهن من الأوضاع. وهنا تكون هذه الأعمال التوثيقية – الموسوعية بمثابة عنصر مساعد لهذا الطالب الجامعي أو الطالبة عند إعداد أطروحة التخرج.

 هل من مِسْك كلام لهذه المقابلة من جانب «الزمان معك»؟

- أقول بكامل الثقة إنني أديتُ واجباً بحثياً وتوثيقياً وتحليلياً وأنني ما زلتُ أنتظر الرد على التحية بمثلها، بمعنى من يأخذ على عاتقه تبنِّي هذا الإنجاز وتمويله. وبذلك يكون كما حافزي للإنجاز الذي إستغرق بضع سنوات، أدى دوراً وطنياً ومعرفياً يأخذ حيزاً له في الذاكرات العربية. كما يكون الرد الإيجابي على قاعدة الرد على التحية بأحسن منها.

 ربما هنالك من يستوقفه أمر هذا التركيز على العراق ثم هذه التسمية للعمل المتميز وغير المسبوق الذي أنجزته أي «الغاضب والمغضوب منه والمغضوب عليه» هل من بعض التوضيح من جانبك لذلك وبالذات ما يتعلق بالغضب والغاضبين والمغضوبين؟

- لم تأخذ دولة عربية من مثلث الغضب بتنوع حالاته ومواصفاته كالذي إرتبط بالعراق. مراحل هذا الغضب واكبْتُها بالتدرج كصحافي منذ أن راهن العراقيون على إستبدال النظام الملكي بالنظام الجمهوري فإذا بهم يفقدون نعمة الإستقرار النسبي المغطى بالنسيج الإنكليزي الإستعماري المنسحب إضطراراً بالنعيم الثوري الرمزي المسيَّج إختياراً بعقائد مستوردة بعضها من رحاب الكرملين الأحمر وبعضها من نسائم الطبعة الناصرية من العروبة.

 تُزاحم الطبعة الشامية التي رأى كبير صُيَّاغها (الأستاذ ميشال عفلق) في مواجهة نزعة الهلال الخصيب ونجمته الناطقة التركية واليونانية قبرص، أن واقعية جمال عبدالناصر في مسألة الحرية والإشتراكية والوحدة هي دون ما تطمح إليه الجماهير العربية. وأما المرجعيات الدينية فكانت تحاول بين كربلاء والنجف إستكمال بناء عقيدة مذهبية لم تُيسِّر الأمبراطورية البهلوية لعلماء إيران وسُيادها بناء مداميك هذه العقيدة.. إلى أن كان الذي كان وما هو كائن خامنئياً إستكمالاً لما بُدِءَ خمينياً.

على مدى سنوات الستينات وصولاً إلى أواخر سنوات التسعينات والعراق شعباً وأنظمة يعيش مثلث الغضب الذي نشير إليه. فهو محكوم من غاضب. وهو مغضوب منه من جانب الشعب بأكثرية أطيافه المتعددة الإلتزام والأهواء. ثم هو مغضوب عليه من جانب قوى دولية، وبين الحين والآخر من جانب جيران عرب أو إقليميين مسلمين لا يحترمون أصول الجوار.. بل إنهم لا يأخذون بقول الرسول(ص) «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره» وقوله أيضاً «مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره».

تحت وطأة الغضب ضاعت ثروات وأُريقت دماء وزُهقت أرواح وحدثت عاشوراءات بتوصيفات ليست بعيدة في المضمون وفي دواعي الحدوث عن العاشوراء التاريخية.

هذا العراق الذي خير من رسم ملامح شخصية بني قومه الدكتور علي الوردي أمامي في لقاءات جمعتْنا وفي مؤلفات رائدة في عِلْم الإجتماع أغنى المكتبة العربية بها، كما إغناء مماثل من جانب الدكتور خليل أحمد خليل للشخصية اللبنانية، وكما الدكتور جمال حمدان خير من حلَّل الشخصية المصرية، أخذ من سنواتي بين الستينات والتسعينات كثير المتابعة والإهتمام، وبعدما إرتأيتُ توثيق نتاجي الصحافي من مقالات وتحليلات وحوارات مع العشرات من صانعي القرار في العالم العربي، فضلاً عن المؤلفات التي ناهزت الأربعة والثلاثين، في موقع إلكتروني يحقق لي حِفْظ ما أنتجه القلم على مدى ستة عقود وإرفاق الكلمة بالصورة المتيسرة والوثيقة التي إزداد إصفرار ورقها... إنني بعدما بات الموقع الإلكتروني الشخصي موضع تنفيذ إرتأيتُ أن يكون إلى جانبه عمل موسوعي توثيقي خاص بالعراق الذي لديَّ حوله ألوف الأوراق داخل عشرات الإضبارات التي تحوي ما من الواجب تحويلها إلى مادة للقراءة والحفظ ورقياً أو إلكترونياً برسم آخرين يقرأونها، مع ملاحظة أن كثيرين من الواردة أسماؤهم في هذا العمل باتوا في ذمة الله مسبَغة عليهم رحمته غافراً للجميع وذلك من منطلق أن الذين يخوضون تجارب الحُكْم والسُلطة لا بد يقترفون في حق البلاد والعباد من ذنوب تتنوع مقاييس أذاها. كما لفْت الإنتباه إلى أن المادة في هذا العمل الموسوعي تفيد الباحث وتُحفِّز مَن فاتهم الوقوف على وقائع وخفايا للإطلاع عليها. وألْفتُ الإنتباه إلى أن المادة المنشورة فيه لا ترتبط بتسلسل زمني بمعنى أن تكون هنالك مادة من الأربعينات والخمسينات والستينات تليها مادة حول واقعة من الثمانينات وسائر العقود... وهكذا. فالمراد هو إختيار وقائع تعكس ما إصطلحْنا على تشخيصه للعراق.. أي «العراق الغاضب.. والعراق المغضوب منه.. والعراق المغضوب عليه».

ومرة أُخرى إنني أدون هنا ما أرى من الواجب تدوينه عن سنوات من المتابعة والمعايشة لأحوال العراق بطبعته الثورية التي تنوَّع التزخرْف فيها كما تنوعت الفواجع والمآسي والتي أهمها أن العراق يعيش حالة ذبول معنوي وضَنَك وطني باقية على الأقل حتى أعجوبة تحدُث، كما أن أرواح الذين أمسكوا بزمام أمور الوطن وبرقاب المواطن إنتهوا نتيجة تنوع حالات مثلث الغضب المتأصل بحيث إما غاضب وإما مغضوب منه وإما مغضوب عليه، مزهوقي الروح بالرصاص أو بحبل مشنقة وفي مشهد يعكس متعة التشفي من خصوم ربما هم على موعد لاحق مع مصير مَن يمتزج فيه الثأر بالتشفي حتى بالذين باتوا أجساداً تحت التراب. يا ليت هؤلاء الخصوم، ما دام أبناء بلاد الرافديْن إما شعراء وإما حافظي الأشعار يستحضرون من الذاكرة قول البصير العقل الأعمى البصيرة أبو العلاء المعري: لا تظلموا الموتى وإن طال المدى.. إني أخاف عليكمُ أن تلتقوا.


مشاهدات 261
أضيف 2025/04/08 - 10:46 PM
آخر تحديث 2025/04/14 - 1:45 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 176 الشهر 12737 الكلي 10593384
الوقت الآن
الإثنين 2025/4/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير