على مدى التاريخ

سامر الياس سعيد

على مدى التاريخ برهن منتخبنا الوطني عجزه عن ركوب المهمات السهلة نسبيا الا بتصعيبها لغرض تجاوزها في الكثير من لمحافل والبطولات ممن سنحت له المشاركة فيها بغض النظر عن مدى مهارة المدرب الذي كان يقـــــــــــــوده من عدمه فقد تصاعدت في الاونة الاخيرة حدة الانتقادات والاحتجاجات على المدرب كاساس لتحميله مسؤولية انهيار المنتخب في اللقائين الذين جرى نهاية اذار (مارس ) الحالي لاسيما عن قابل منتـــــــــــخب الكويت على ارضنا وبين جمــــــــــــــاهيرنا وسط امال بسهولة اجتيازها مع الكثير من الطموحات بقدرة المنتخب الذي كان يمتلك اهم المحترفين الى جانب اللاعبين المحليين فزج كاساس بتشكيلة غريبة يغلب عليها عدم التجانس اضافة لعدم قدرته على قراءة اوراقه الرابحة واصراره على اجلاسها على دكة الاحتياط برغم دعوته لهم لاجتياز الاف الاميال من اجل المشاركة مع المنتخب لذلك تبدو هذه الجزئية صعبة نسبيا على التقبل خصوصا وان المنتخب خلال تشكيلته الحالية لم يكن يعاني من نقص في اي مركز من مراكزه وكان اغلب اللاعبين يحسنون سد الثغرات لو تسنى لهم المشاركة مع المنتخب لذلك قبل البدء بتحميل المدرب كاساس مسؤولية الانهيار الحاصل في المنتخب وضعف ادائه في الدقائق الاخيرة خصوصا في مواجهتنا امام المنتخب الفلسطيني وتكرر سيناريو هدف الفلسطينين المسجل من ضربة ركنية لم يحسن لاالدفاع ولاالحارس التعامل معها بشكل منطقي فهنا تثار الكثير من التساؤلات لتعيدنا الى المربع الاول بغياب المدرب القادر على فهم المنتخب وكواليسه والكثير من السيناريوهات المعدة لابعاده عن المنافسة رغم سهولة المهمة وطبيعة المنتخبات التي تنافسنا على صدارة ووصافة المجموعة .

وخلط الاوراق الطريقة التي عرفت بها تعاملات الناشطين مع المنتخب بدات تاخذ مسارها لضرب الاعلام الرياضي وتحميله هو الاخر المسؤولية الكاملة وراء ما حصل رغم ان جل البرامج الرياضية كانت تعـــــــــــتمد سياسة الدوران حول المــــــــشكلة دون ابرازها او الاسهام بالاشارة الى من يتحــــــــــــمل المسؤولية كاملة وراء النتائج المخيبة التي مني بها واكتفى الاعلام باللحاق وراء كلا من رئيس الاتحاد عدنان درجال ونائب الرئيس يونس محمود لغرض الحصول على تصريح يمكن ان يشفي غليل الجماهير المتالمة من جراء ما اقرفه المنتخب في ملعبي البصرة وعمان .

علينا من خلال ما استشفيناه من تصريحات يطلقها اصحاب الشان في ان التاهل سيكون ديدن المنتخب في الاشهر القادمة ان لانسهم بتلوين السراب وابراز ما ستكون عليه حالة المنتخب وهو يعاني اصلا من غياب المدرب العارف بتـــــــــشكيلته والقادر على قراءة مستوى كل لاعب من لاعبيه وعدم الاعتماد على التـــــــــقليدية في ادارة المنتخب بالتمسك بايمن حسين كراس للحربة والاعتماد على الكرات الطويلة التي تصل لراس حسين فيودعها بالشباك لتكون خطة طبق الاصل يضعها المدرب في كل مباراة متناسيا ان المنتخب المنافس حفظ على ظهر قلب تلك الخطط الفقيرة ولم يعد مستوعبا الاصرار عليها دون تغيير ستراتيجية المدرب بالبحث عن افكار اخرى وخيارات بديلة تسهم بتقريب الفوز .

لقد انقسم الشارع الرياضي بعد الخسارة امام فلسطين الى جمهورين احدهما بات يبحث عن البدلاء من المدربين وابراز انسبهم الى جانب جمهور اخرى اضحى قانونيا ليبحث عن الشرط الجزائي الواجب دفعه لكاساس من عدمه بسبب ضرورة اقالته من تدريب المنتخب .