الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
شجرة مباركة زيتونة يكاد زيتها يضيء

بواسطة azzaman

شجرة مباركة زيتونة يكاد زيتها يضيء

 أكرم ســالم

 

  أقبل آذار الربيع ونوّرت الفضاءات بإخضرار الغصون و تفتّح الورود وعبق ازهارها الزكي الذي اختلط برائحة الطين بعد ان رشقتنا الغيوم الثقال قبل أيام بفيض مائها و بعد ان بخل علينا الجار الجغرافي الأزلي بماء الله الجاري منذ ملايين السنين في روافدنا المتشاطئة بشرايين دجلة والفرات قسمة ربانية غير قابلة للنقاش او الجدل!! ..هذه الايام التي هلّت على المعمورة اعياد الشجرة التي توشحت بها الربوع  بالخضرة والعالم آخذ بالاقتراب من سن الرشد والوعي في مساره نحو استهداف الاستدامة البيئية ورعاية الشجرة ومكافحة التصحّر ومآسي التصحّر وغباره وجفافه وقحطه.ولعل من ابرز المؤشرات الحيوية التي برزت وأطلت علينا مؤخرا مشروع واعد عن تعاون عراقي اسباني بانشاء اكبر مزرعة زيتون في العزيزية - واسط بمساحة 12 الف دونم سيحقق انتاجا متقدما من زيت الزيتون البكر والخليط يغطي حاجة السوق المحلية ويزيد .ويعدّ ذلك خطوة اقتصادية زراعية كبيرة ومهمة تضمّ جملة اهداف مركّبة مع بعضها..اقتصادية بيئية اجتماعية من خلال توفير فرص عمل جيدة للمواطنين الى جانب تحقيق العوائد المالية الكبيرة .فالمعروف ان شجرة الزيتون شجرة  معطاءة كريمة تجود زراعتها في الاجواء الجافة الحارة المشمسة بشكل ساطع يتيح اكتناز الغذاء الصحي المتوازن في زيتونها وزيتها المتوهج القا ذهبيا داكن الخضرة «الزجاجة كأنها كوكب درّي يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نور على نور”.. فسيستفاد المزارع العراقي بكل تأكيد من الخبرات الاسبانية المتقدمة والرائدة بزراعة الزيتون وانتاج زيت الزيتون انتاجا واسعا ذا تصنيع تقني عال يواكب نقل التكنولوجيا العالمية ولاسيما الاسبانية في الزراعة والري بالتنقيط وفي تقنيات الطرد اللامركزي بالعصر البارد لانتاج الزيت البكر بلا اضافات كيميائية وبخطوات تتجاوز الطرق اليدوية القديمة ،باستخدام الطاقة الشمسية وبالخبرات الاسبانية الثرية الرائدة..وذلك كله يدعم تنويع الاقتصاد العراقي الذي مازال مغمورا في وحل بحيرة البترول الاحفوري ،فضلا عن ان هذه الخطوة الرائدة من شانها تعزيز الأمن الغذائي والمرونة الزراعية. ما احوج العراق الى مثل هذه الخطوات والمشاريع الريادية المستدامة والتي تحقق المعايير البيئية وسلامتها في مكافحة التصحّر وبلاء تجريف الاشجار جرّاء زحف (التوســع الحضاري ) العشوائي والتلويث البيئي المفتعل..بارك الله بأشجارنا من نخيل وأعناب وتفاح ورمان وبلوط وحمضيات وغيرها..وحيا الله شجرتنا الزيتونة المباركة وسقاها من ماء دجلة والفرات..

 

 

 


مشاهدات 138
الكاتب أكرم ســالم
أضيف 2025/03/15 - 12:31 AM
آخر تحديث 2025/04/01 - 6:04 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 391 الشهر 391 الكلي 10581038
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/4/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير