اللـه بالخير رياضة
المال السائب
اكرام زين العابدين
شهدت الرياضة العراقية تخصيص مبالغ مالية كبيرة لها خلال السنوات الـ 20 الماضية من قبل الحكومات المتتالية، وخصصت هذ المبالغ للجنة الاولمبية والاتحادات الرياضية وكذلك الاندية الرياضية الحقيقية والوهمية.
هذه الاموال سائبة واهدرت بشكل غريب وفيها شبهات فساد كبيرة ، ولم تسهم في تطوير الرياضة في الاتحادات والاندية الرياضية ، وكلما يخرج مسؤول في الاتحاد او النادي فانه يشير الى الصعوبات المالية والضائقة التي يعيشها الاتحاد او النادي وانه بحاجة الى الاموال من اجل تحقيق افضل النتائج.
وهنا نسأل اذا كان الاتحاد مفلس ومطلوب ويعاني من قلة الدعم في كل الجوانب ، ما الذي يجعل مجلس ادارة الاتحاد تستمر في عملها لسنوات طويلة ، والغريب في الامر عندما يطالب البعض ان يستقيل او يغادر الرئيس ومجلس ادارة الاتحاد او النادي فان الاصوات تتعالى وتعد وجودها شرعي ، لانها جاءت عن طريق صناديق الانتخاب وان الهيئة العامة هي من اختارتهم لادارة النادي او الاتحاد، وهي التي تستطيع اقالتهم ، وتبقى الامور على ما هو عليها ولفترة اطول .
ان اي شخص يطالب باقالة ادارة الاتحاد او النادي لاسباب منطقية واهمها انعدام النتائج في المشاركات المهمة في الاولمبياد ودورة الالعاب الآسيوية ، او بطولات العالم وآسيا ، وان اغلب هذه الاتحادات والاندية تفشل في المشاركات القوية ، وتحاول تعويض الفشل من خلال المشاركة في بطولات العرب وغرب آسيا المشكوك في مستواها الفني وكأنها اقيمت من اجل ان يحصد العراق نتائج جيدة فيها ويغطي من خلالها على النتائج السلبية الاخرى.
ان قانون الاتحادات الرياضية المرقم (24) لسنة 2021 وفي مادتها الـ(19) تؤكد انه ، لا يتقاضى رئيس وأعضاء الهيأة الادارية المنتخبون رواتب لقاء أدائهم لواجباتهم ، ويكون عملهم طوعياً عدا نفقات السفر والاقامة والنفقات الاخرى المبررة عن قيامهم بالاعمال الموكلة اليهم والتي تحدد في النظام المالي للإتحاد.
وهذه المواد في قانون الاتحادات موجودة ايضا في قانون الاندية ، والهدف منها المحافظة على اموال النادي والاتحاد وعدم صرفها او هدرها في غير اماكنها الصحيحة، ولكن للاسف فان ادارات الاتحادات تتفن في هدر الاموال من خلال اقامات نشاطات غير مجدية او بطولات وهمية وتخصص اغلب الاموال للرئيس والنواب واعضاء مجلس الادارة ، وتترك عصب الاتحاد وشريانه الرئيسي المتمثل بالمدرب واللاعب ، وتسلمهم الفتات من اجل ذر الرماد في العيون.
نتمنى من الجهات الرقابية ان تنجح في كشف ملفات فها شبهات فساد في الرياضة التي تحولت خلال الفترة الماضية الى واجهة يحاول البعض من خلالها تبيض امواله او تبيض صورته من الدخول بالمجال الرياضي.
في الايام الاخيره انتشرت اخبار تؤكد بان ديوان الرقابة المالية الاتحادي وجه استفسارات الى الاتحاد العراقي لكرة القدم عن كيفية صرف مبالغ مالية خلال السنوات الماضية وكانت خارج ضوابط الصرف وابوابها ، وان الكثير من الاموال خصصت لاغراض خاصة لاعضاء الاتحاد ولم تراعي الضوابط وقانون الاتحادات التي تؤكد على العمل التطوعي بمجال الرياضة .
كنت اتمنى ان تفتح ملفات كثيرة على بقية الاتحادات الرياضية ، وكذلك ملفات تخص عمل اندية دوري نجوم العراق وتعاقداتها مع اللاعبين المحترفين وبمبالغ مالية كبيرة وان هذه المبالغ لا تسلم للاعب ويطلب منه ان يتنازل عنها في نهاية الموسم اذا كانت رغبته مغادرة اسوار النادي.
الامثلة كثيرة على للقضايا التي رفعت من المدربين واللاعبين على ادارات الاندية في المواسم الاخيرة ، علما ان اغلب ادارات الاندية لم تفي بوعودها والتزاماتها ولم تعطي مستحقات اللاعبين والمدربين المتأخرة بحجة ان الجهة الراعية او المرتبطة بها لم ترسل لهم الاموال.