الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حكومات الازمات وبرلمان الإمتيازات

بواسطة azzaman

لمن تقرع الاجراس؟

حكومات الازمات وبرلمان الإمتيازات

هاشم حسن التميمي

 

 كيف تدار الدول بل حقول الدواجن   ومنصات الاعلام وحتى  بيوت الدعارة والاجابة  لاتحتاج جيوشاً من المستشارين والمحللين السياسيين ووعاظ السلاطين.

نعم وباختصار شديد توصف السياسة بانها فن الممكن والادارة توظيف امثل للقدرات  والاقتصاد تنمية الاصول المالية وحمايتها وصولا للرفاهية…ويرى البعض ان مقولات ميكافيلي هي الاهم والاسلم ويتحقق ذلك عند محاولة  ادارة بلد فقير مثل الصومال او غني مثل العراق عندما تدرك قياداته وصناع قراره  هذه المفاهيم علميا وقبلها توافر الخبرة والارادة الوطنية والنزاهة والتخطيط الستراتيجي لتحقييق اهداف محددة في توقيتات معلومة ويتم ذلك بوضع الانسان المناسب في المكان المناسب بعيدا عن تدخل  مراكز القوة والنفوذ في التخطيط والتنفيذ سواء كانت من الداخل او الخارج. وعند ذلك تتراكم المنجزات وتتطور التنمية  في ظل  استقامة السلطات واستقلالها عن بعض حتى لا تختلط الاوراق..

ماذا حدث في العراق على مدى ربع قرن ليعيش الشعب معاناة   مستمرة وازمات مزمنة  في مستوى المعيشة والخدمات المتمثلة بغياب الرعاية الصحية  والاجتماعية والنظافة والقمامة التي تحاصر كل الاحياء والغرق في زخة مطر وانقطاع التيار الكهربائي وفشل الدراسة  في التربية وتخريب التعليم العالي وهزالة الاقتصاد وضعف الزراعة والصناعة وتلاشي ابسط مقومات الدولة الاعتيادية وليس الحديثة..؟.

لماذا حدث الذي حدث ولم ننجح بتامين انتاج الكهرباء وقد انفقنا من المليارات ما ينتج لتغطية عشر دول بحجم العراق بفيض من الكهرباء النظيفة وانفقنا على شبكات المجاري والطرق مليارات من الدولارات لو انفقت في السودان لاصبحت  اجمل من طوكيو وباريس… لماذا.. حدث الذي حدث وسيستمر الانهيار في  المجالات  والحقول كافة ويكذب من يدعي القدرة على الاصلاح في ظل هكذا نظام سياسي مبني على تقاسم   المواقع الرئاسية والوزارات والهيئات والسلطات بوصفها غنائم حرب لديمقراطية مزيفة  تداور فيها نفايات السلطة برلمانيا وحكوميا واستثماريا  وتتمركز الثروة بيد لصوص وديناصورات لا تشبع من ابتلاع اصول الدولة والسعي لافقار الناس وتكوين وتشكيل طبقات هشة من العاهرات  والعملاء والمثليين  لتكون المثل الاعلى الذي يحرض ويشجع للتفتيت الاجتماعي  والاخلاقي  وخلق بيئة للتطبيع مع الكيان الصهيوني تحت شعارات الدين  والعقلانية  والديانة الابراهيمية ….ولا نحناج لدليل وتوصيف فنحن  كلنا  نتعايش مع تفاصيل مخيفة ونتعاطى اضطرارا  مع حثالات بدون خبرة او  كفاءة ارتقت  للرئاسات والوزارة والسفارة والهيئات والسلطات والاستثمارات والنتيجة نهب المال العام وخداع الناس بترقيعات اسمها انجازات وتضليل الراي العام بحيوش الكترونية لتزوير  الحقائق وتسقيط المعترضين او الذين ينتقدون بحرص من احل الاصلاح  وتحقيق العدالة. ومازلنا نذكر ذلك الشاعر الذي وقف امام صدام حسين وقال له سيدي اذا تراكمت الغيوم فتستطيع باصبعك ان تمحوها وتصحيها…وبالامس اقرا لمتزلف يقول هطلت الامطار بعد ان دعا السوداني ربه لنصرة نهر دجله وفعلا هطل المطر…وعلق احد الساخرين لقد نسى صاحبك ان يقرن الدعاء بنصرة امانة  بغداد ايضا في سحب المياه…كلنا نعرف كيف تسلق من فشل دراسيا وتلوث اخلاقيا وسقط وطنيا وانسانيا وتربع على عرش الدرجات الخاصة وجمع حوله مريديه وذيوله للعمل ليل نهار، ليس للشعب كما تدعي الابواق بل  لانفسهم وتعظيم ثروته والتمسك بمواقعهم للابد، وطبعا لخدمة  مراكز القوى التي  يتحالفون وينسقون معها محليا وخارجيا….وكلنا نعرف فلان  وفلانه  كيف تغيرت احوالهم بين انتخابات واخرى وكاننا نعيش فصول من حكايات الف ليلة وليلة…..والاخرين بكل مسمياتهم الثقافية والاخلاقية  يراقبون ويتاملون ويجدون انفسهم مهمشين او مقموعين اذا تجاوزوا النقد المسموح، وما عليهم الا دق الاجرااس للتنبيه من الكارثة الاتية وبعضهم يردد ساخرا وهل هنالك اكبر من هذا الابتلاء..؟

نعم حين تمتد الاختلاسات والاتفاقات لبيع مستقبل  العراق وتامين خيراته للجيران والاميركان واتباعهم  وترك اغلب العراقيين في حالة من الخوف والعيش تحت خط الفقر الذي لايرتق لحياة القطط في شوارع بيروت واسطنبول….واخيرا من افتى ان يحتفظ كل مسؤول وبرلماني ومتنفذ بامتيازات وارتال سياراته واتباعه وذيوله وقصور الحكومة بعد التقاعد او الخلع بتهم مخلة بالشرف…فهل هذه دولة تحترم مشاعر مجتمعها ام انها تشرعن لرفاهية اللصوص والخونة؟

الم اقل لكم نحن نعيش في ذروة مجتمع التفاهة والمطلوب ان نمتلك القدرة لقلب الهرم المقلوب لتطمئن القلوب ونستعيد العراق المسلوب؟

 


مشاهدات 35
الكاتب هاشم حسن التميمي
أضيف 2025/03/09 - 2:09 PM
آخر تحديث 2025/03/10 - 11:16 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 258 الشهر 5025 الكلي 10465974
الوقت الآن
الإثنين 2025/3/10 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير