أردوغان يحذّر من الإستفزاز في أعقاب إعلان العمال وقف النار
توتّر بين ترامب وزيلينسكي يطيح بإتفاق المعادن ويثير ضجة دولية
انقرة - ماهر اوغلو
واشنطن - مرسي أبو طوق
اثار توتر خلال محادثات اجراها الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضوي بالقصر الأبيض، ضجة كبيرة في اعقاب اندلاع سجال بينهما بشأن الدعم الأمريكي للحرب الأوكرانية، الامر الذي انتهى بمغادرة زيلينسكي، البيت الأبيض دون عقد مؤتمر مشترك مع نظيره الأمريكي. فيما أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، عن دعمه الثابت لأوكرانيا، عقب محادثاته ترامب ونظيره الأوكراني، إثر خلاف حاد بين الأخيرين في البيت الأبيض. وقال بيان امس أن (اللقاء شهد مواجهة ساخنة، حيث خيّر ترامب زيلينسكي بين توقيع اتفاق سلام مع روسيا أو اتفاقية بشأن المعادن مع واشنطن، ما دفع الرئيس الأوكراني لمغادرة البيت الأبيض دون توقيع أي اتفاق). فيما اتهم ترامب، زيلينسكي بعدم الاستعداد للسلام، عاداً أن كييف تراهن على الدعم الأمريكي لتحقيق مكاسب تفاوضية. فيما اعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دخول بلاده مرحلة جديدة خالية من الإرهاب بعد دعوة رئيس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، حزبه لإلقاء السلاح وحل نفسه. وقال اردوغان في تصريح أمس إنه (تم الدخول في مرحلة جديدة في جهود تركيا خالية من الإرهاب، التي بدأت بمبادرة شجاعة من شريكنا في تحالف الجمهور، رئيس حزب الحركة القومية دولت باهجلي، وتقدمت بموقفنا الحازم)، وأضاف (لدينا فرصة لاتخاذ خطوة تاريخية نحو هدف هدم جدار الإرهاب الذي بُني بين أخوّتنا التي يمتد تاريخها إلى ألف عام)، وتابع (لن يغفر أي فرد في هذه الأمة، سواء أكان تركيا أم كرديا، لأي شخص يوصل العملية إلى طريق مسدود بخطابات وأفعال متناقضة، كما حدث في الماضي)، ومضى الى القول (سنولي أعلى درجات الاهتمام لأي استفزاز محتمل خلال هذه المرحلة ونتخذ جميع الاحتياطات اللازمة). وقرر حزب العمال الكردستاني امس، وقف إطلاق النار مع تركيا، بعد دعوة تاريخية لإلقاء السلاح وحلّ الحزب وجّهها أوجلان من السجن. وقالت لجنتي من الحزب انه ( من أجل تحقيق والمضي قدماً في دعوة أوجلان، المتمثلة في السلام والمجتمع الديمقراطي، إننا نعلن وقفا لإطلاق النار ابتداء من امس)، وأضاف (نتفق مع مضمون الدعوة المذكورة بشكل مباشر ونعلن أننا سنلتزم بمتطلّبات الدعوة وننفّذها من جانبنا)، مؤكدا أنّه (سنلتزم بمتطلبات الدعوة وننفذها من جانبنا، ولكن مع ذلك، لا بدَّ من ضمان تحقيق الظروف السياسية الديمقراطية والأرضية القانونية أيضاً لضمان النجاح)، وتابع (لن تقوم أيّ من قواتنا بتنفيذ عمليات مسلحة، ما لم تُشن الهجمات ضدنا، كما أن تحقيق قضايا مثل وضع السلاح، لا يمكن أن تتم إلا بالقيادة العملية للقائد اوجلان، المسجون منذ أكثر من ربع قرن).
مشددا على (وجوب ضمان تحقيق الظروف التي تمكن أوجلان من العيش والعمل بحرية جسدية، وأن يكون له اتصال مع كل من يريد، بما في ذلك رفاقه، دون عوائق، ونأمل أن تفي مؤسسات الدولة التركية المعنية بمتطلبات ذلك)، ومضى الى القول (لقد قمنا حتى الآن بإدارة الحرب، برغم كل الأخطاء وأوجه القصور، ولكن اوجلان، هو الوحيد القادر على إدارة حقبة السلام والمجتمع الديمقراطي). وتأسس حزب العمال في العام 1978، وتراه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي إرهابيا. وأطلق تمردا مسلحا صد أنقرة عام 1984 لإقامة دولة للأكراد الذين يشكّلون نحو 20 في المئة من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليون نسمة. ويعدّ الأكراد أكبر أقلية في تركيا، وينتشرون في دول عدة في المنطقة، ولاسيما العراق وسوريا وإيران.