الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
صفقة تسوركوف.. كواليس العملية بين ضغوط واشنطن وتوازنات الداخل

بواسطة azzaman

صفقة تسوركوف.. كواليس العملية بين ضغوط واشنطن وتوازنات الداخل

ضياء واجد المهندس

 

أثار الإفراج عن الباحثة الإسرائيلية – الروسية إليزابيث تسوركوف جدلاً واسعاً في العراق وخارجه، ليس فقط بسبب صفتها الأكاديمية أو خلفيتها المزدوجة (الإسرائيلية – الروسية)، بل لأن العملية حملت في طياتها رسائل سياسية تتجاوز كونها «حادثة اختطاف وانتهاء أزمة إنسانية».  خلف الكواليس : مفاوضات متشابكة

وفق ما تسرب من معلومات غير رسمية، فإن قضية تسوركوف لم تُدار عبر قنوات عراقية رسمية خالصة، بل كانت نتيجة مفاوضات متعددة المستويات بين:

1. الولايات المتحدة التي ضغطت بشكل مباشر على الحكومة العراقية لإيجاد مخرج سريع.

حلفاء غربيين

2. روسيا التي تدخلت باعتبارها صاحبة الجواز الذي دخلت به تسوركوف.

3. إسرائيل التي تعاملت مع الملف بشكل غير علني، لكنها مارست نفوذها عبر الحلفاء الغربيين.

4. جماعة مسلحة نافذة تبنّت عملية الاحتجاز ورفضت الإفراج من دون مقابل سياسي أو ميداني. المعلومات تشير إلى أن واشنطن لعبت الدور الحاسم، حيث تمت مقايضة إطلاق سراح تسوركوف بملفات حساسة تتعلق بتسهيلات مالية وعسكرية، وربما إطلاق سراح معتقلين تابعين للجماعة المسلحة داخل العراق أو خارجه.

 غياب السيادة القضائية

اللافت أن الملف لم يُعرض على القضاء العراقي، ولم يُفتح تحقيق رسمي شفاف رغم وضوح المخالفة القانونية بدخول تسوركوف بهوية مزدوجة. هذا الغياب يعكس حقيقة مريرة: القرار السيادي العراقي ما زال محكوماً بتوازنات الخارج، فيــــــــــــــــــما تتحول مؤسسات الدولة إلى مجرد واجهة شكلية أمام إرادة اللاعبين الدوليين والإقليميين.

 الاستثمار الإعلامي والسياسي

أكثر ما يثير الريبة هو طريقة تغطية الصفقة:

الإعلام الغربي ركّز على «إنقاذ باحثة أكاديمية بريئة» وتجاهل خلفيتها الاستخبارية وعلاقتها بملفات حساسة في سوريا والعراق.

الإعلام العراقي انقسم بين من رأى الصفقة دليلاً على خضوع الحكومة للضغوط، ومن اعتبرها «حلاً واقعياً لتجنب أزمة مع واشنطن».

قوى اجنبية

الجماعة المسلحة خرجت من العملية بمكاسب دعائية تؤكد أنها «لاعب لا يمكن تجاوزه»، فيما خسرت الدولة العراقية المزيد من هيبتها.

قضية تسوركوف ليست مجرد قصة رهينة أُطلق سراحها، بل هي مرآة تعكس حجم التشابك بين القوى الأجنبية والجماعات المحلية، وفراغ الدولة العراقية في إدارة ملفات الأمن والسيادة.

إن أخطر ما في هذه الصفقة هو أنها رسّخت نموذج المساومة غير المعلنة: رهينة مقابل نفوذ، ومواطن أجنبي مقابل تنازلات استراتيجية، وهو ما يفتح الباب لتكرار السيناريو مع حالات مشابهة مستقبلاً.

الخلاصة :

إن صفقة إطلاق تسوركوف لم تكن «انتصاراً إنسانياً»، بل صفقة سياسية بامتياز جرى طبخها في غرف مغلقة بعيداً عن المؤسسات الرسمية، لتؤكد مجدداً أن العراق ساحة صراع مصالح، وأن سيادته ما زالت رهينة الاتفاقات والضغوط الخارجية.

 


مشاهدات 52
الكاتب ضياء واجد المهندس
أضيف 2025/09/17 - 3:19 PM
آخر تحديث 2025/09/18 - 2:39 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 79 الشهر 12391 الكلي 12030264
الوقت الآن
الخميس 2025/9/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير