الحكومة تستحي من البعثيين

حسين وناس الخزاعي

في تطور مثير للجدل، كشفت حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن استضافتها وحمايتها لأكثر من 130 من القادة البعثيين الذين لعبوا أدواراً رئيسية في النظام السوري الدموي السابق، بما في ذلك شخصيات كانت تعتبر اليد اليمنى للرئيس السوري السابق بشار الأسد وأخيه ماهر الأسد الذي يُعتبر أحد أكبر مهربي ومروجي المخدرات في منطقة الشرق الأوسط برمته. هذه الخطوة أثارت استياءً واسعاً بين العراقيين، خاصةً في ظل تاريخ هذه الشخصيات الدموي وتورطهم في جرائم ضد الإنسانية.ووفقًا للتصريحات تم توفير حماية خاصة لهؤلاء القادة وإيوائهم في معسكرات خاصة داخل العاصمة بغداد، حيث تم تلبية جميع احتياجاتهم بما يتناسب مع مكانتهم السابقة. هذا الإجراء يعد استفزازاً صارخاً لشعب عانى لعقود من سياسات البعث القمعية، والتي أدت إلى مقتل وتشريد ملايين العراقيين.هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها حكومة شياع السوداني تساؤلات حول نزاهتها وولائها للشعب العراقي من سياسات مريبة وتواطؤ مرفوض، ففي السابق تم تسجيل عناصر من تنظيم “داعش” الذين قُتلوا في المعارك كشهداء، وتم منح أسرهم مخصصات مالية، وهو ما يعتبر خيانةً لأرواح الضحايا من المواطنين والقوات الأمنية الذين سقطوا على يد هذا التنظيم الإرهابي. ولا عجب من حكومة فاسدة قامت بقمع وقتل أبناء الوطن من المتظاهرين السلميين الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم الأساسية مثل توفير الخبز والحقوق العامة، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.في ظل هذه التصرفات المثيرة للاشمئزاز، أصبح من الواجب الوطني على كل الشرفاء في العراق، سواءً من المقاومة أو من القوى السياسية والاجتماعية، التصدي لهذه السياسات الفاسدة. لا بد من وقفة جادة لمواجهة هذه الانحرافات الخطيرة التي تهدد مستقبل العراق وأبنائه. إن استمرار التواطؤ مع عناصر النظام البعثي والإرهابيين يشكل خيانةً للدماء التي سقطت من أجل تحرير العراق وبناء مستقبل أفضل لأجياله القادمة.