مراد الداغستاني في كتاب بأربع لغات عالمية

فنان إتسع عالمه الإبداعي في مجال التصوير الفوتوغرافي

الموصل- هدير الجبوري

عن دار مطابع الاديب البغدادية صدرت الطبعة الثالثة من كتاب (مراد الداغستاني- جدل الانسان والطبيعة) للقاص والروائي نجمان ياسين وتعد هذه النسخة الطبعة الجديدة المزيدة والمنقحة عن مراد الداغستاني بالعربية والفرنسية والالمانية والانكليزية ..وقد صدرت الطبعة الاولى في ثمانينات القرن الماضي في العام 1985 وكانت بلغتين هي العربية والانكليزية فقط ..وهو اول كتاب في تاريخ الفن وفن الفوتوغراف يصدر بالعراق بأربع لغات عالمية..وقد حظيت الطبعة الاولى منه باحتفاء كبار الاعلاميين والنقاد اذ قال الكاتب والناقد حسب الله يحيى ان (هذا الكتاب أثير الى النفس قريب الى الذاكرة شديد الاخلاص والصدق في الكتابة عن رائد من رواد التصوير الفوتوغرافي العربي انه كتاب يقدم اصالة فنان عراقي زاخر العطاء واعٍ لمديات فنه بارع في تشكيل رؤية ابداعية متميزة).وقال الكاتب عادل كامل ان (هذا الكتاب يعد وثيقة تأريخية مهمة في أرسال تقاليد نكرم فيها مبدعينا الكبار وباسلوب علمي وثائقي وقد جاء الكتاب لينبهنا الى اصدار كتب مماثلة تجذر تاريخ رواد فن الابداع وصلة هذا التأريخ بالابداعات الوطنية الانسانية الحقة).فيما قال الكاتب والاكاديمي حاتم الصكر ان (الكتاب يعد عملاً رائعاً ففيه شكلاً جديداً للحفاوة بأنساننا المبدع ذاته فصور الداغستاني مبثوثة الى جانب صورة الشخصية طفلاً ورجلاً وأباً والكاتب يقدم بعمله هذا شكلاً جديداً لمطالعة الفنون البصرية عبر مجلد واحد نحلم ان نرى مثله لجواد سليم وهاشم الخطاط وجميع الفنانين الذين تركوا لنا تراثاً جديداً بالاحتفاظ والاعتزاز).

واما الطبعة الحالية الجديدة فما ان صدرت حتى كتب عنها الدكتور محمد صابر عبيد قائلاً (هاهو  نجمان ياسين يؤرخ ابداعياً ويخلد فن الداغستاني عبر قراءة تحليلية تاملية). والتقت (الزمان) بالقاص والروائي نجمان ياسين في هذا الحوار:              

□ حدثنا عن الحافز والمحرك لانجاز كتابك هذا ؟

- فن الداغستاني لم يؤثر في مجموعة كبيرة من الفوتوغرافيين فحسب بل ان هذا التاثيرقد امتد الي ككاتب قصة وامتد تاثيره الى شاعر أستوحى أجواءه في قصيدة له.وتأثر به فنان تشكيلي استعاد من اجوائه في اللوحة وبدا رحلة مع الفوتوغراف في نفس الوقت وهذا من ضمن الاسباب التي كان محفزاً ومحركاً لي لانجاز هذا الكتاب لان فن الفوتوغراف يجعلنا نذهب الى القول بانه موسيقى لغة عالمية توحد الناس من خلال لغة الصورة التي تفهم في كل زمان ومكان ..

□ ماهي المراحل الزمنية في انجاز هذا العمل؟

- في العدد 1 من مجلة افاق  عربية الصادرة في  العام 1976 كتبت دراسة عن اعمال الفنان مراد الداغستاني حملت عنوان مراد الداغستاني –جدل الانسان والطبيعة وهي تمثل الفقرات 1-8من دراستي المنشورة عنه في هذا الكتاب ,, واذكر انني عندما قرأت المقالة لمراد بدأت عيناه تبرقان واخذ يبكي بهدوء ثم قال لي : لقد كتبت عني ايها الولد كما لم يكتب غيرك وان ماكتبت كان منبثقاً عن صوت القلب البشري والعقل ايضاً. بعد ذلك بسنوات التقيت داخل العراق وخارجه  باصدقاء وزملاء كانوا يحدثونني عن المقالة اعلاه وألحوا على الاستمرار بالكتابة عن عالم الداغستاني وكنت ادرك ان يكون هناك كتاب رصين عنه كجزء من الحفاظ على تراث فنان خالد وجزء من الوفاء لفنان نبيل عاش كريم اليد والنفس وأرخ للانسان ومعطياته الشعبية والحضارية,, ومن هنا قمت بكتابة القسم الثاني من دراستي التي يضمها هذا الكتاب في حزيرام 1984 وهي تمثل الفقرات 9-14 وارتايت ان يبقى عنوان دراستي في آفاق عربية عنواناً للكتاب.

□ اين تكمن في رأيك قيمة وفن الداغستاني؟

-مراد الداغستاني فنان عملاق في مجال التصوير الفوتوغرافي وقامته في مستوى إن لم تكن اطول من قامة عظام الفوتوغرافيين في العالم واقول هذا لابدافع العاطفة والحب للرجل وفنه بل من خلال اطلاعي على اعمال الكثير من الفنانين العالميين في الخارج حيث اتيحت لي الفرصة ان اعمل في العاصمة البريطانية لندن وامضيت هناك فترة ليست بالقصيرة اطلعت خلالها على عشرات معارض الفوتوغراف والحق اني لم أجد بين اولئك الفوتوغرافيين من له خصوبة روح وشمولية الداغستاني ولم أجد من قام بتصوير مفردات الحياة الانسانية كما فعل هو ..لقد صور الداغستاني عشرات اللقطات لكل مفردة من مفردات الحياة التي استوقفته ولم يحصر نفسه في مفردات معينة ومن هنا امتلك شمولية واتسع عالمه الابداعي بشكل يثير الدهشة فكان بحق معبراً عن خصوبة روح وقلب وعقل يندر ان نجدها عند غيره من الفنانين العالميين.