في المرمى

الكرم الحلبوسي .. في الرياضة رؤية واقعية

حسين الذكر

لا اتحدث عن الكرم ببعده التاريخي كملف غدا مرادفاً للعربية بصورة عامة والعراقية خاصة سيما ما أكدته الاحداث وهي تجود بانموذجية العطاء على مستوى الفرد والمجتمع في مناسباته المتنوعة وخير دليل رياضي ما جسد بتنظيم خليجي البصرة 2023 من عطاء ثر تعامى من لم يدرك اثره . فالكرم العربي اشهر من التاريخ ذاته الذي لم تطمس معالمه ..

في الملاعب الكروية تكرر حضور (الأستاذ محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب السابق والقطب في الحراك السياسي العراقي) سيما تلك التي يكون فيها نادي الكرمة طرفا على ملعب الانبار وقد تحدثت الفرق الزائرة للمحافظة عن تكريمها من قبل الحلبوسي بمعزل بعيدا عن نتيجة المباراة .. في خطوة لا تعكس مبدا الكرم المشار اليه أعلاه فحسب بل تترجم رؤية سياسية واضحة ( الدبلوماسية الناعمة والثقافة المتفردة ) ومدى تاثيرها وتلمس نتائجها في التعاطي مع الواقع لمن يحسن ويجيد القراءة ويحدد الأهداف ويضع المنهاج .

يُعد فشل التسويق من مواجع دوري المحترفين في العراق لدرجة انه لم يستطع تامين مبالغ الحكام والفار والنقل التلفازي بحالة مضحكة مبكية للكيفية التي تدار فيها كرتنا . فالتسويق العولمي من اهم معايير النجاح المنظور اما ما خفي منه تحت عنوان ( الناعمية ) فذلك محور آخر ابعد غورا من ان يدركه غير الواعين .

هنا تكمن التفاتة (حلبوسية) جديرة بالالتفات والنموذجية .. فملعب الرمادي في مباريات الكرمة يمتلا تماما بالجماهير وكذا اصبح اكتظاظ ملاعب بعض المباريات كمشهد معتاد لنجاح الإدارات في التسويق .. وهو عين ما فقدناه في اللا ليغا – عدا المباريات الجماهيرية - التي أصبحت فقيرة تسويقيا بما يقارن بالمليارات المصروفة حكوميا .

ان الفلسفة الحلبوسية من دعم نادي الكرمة – بمعزل عن تقييم نتائجه الحالية التي تتعلق بباكورة المشاركة وحجم الخبرات – تعد تجربة جديرة بالاهتمام والدراسة وعلى المؤسسات العراقية الحكومية والأهلية سيما اصحاب رؤوس الأموال ان تتحرك وتتحري ذلك وتفهم مغزى الحراك الرياضي اليوم وتعي الطريق وتحدد الهدف لمن يريد ان يطور الرياضة ويستفيد من ملفها متعدد الفـــــــــوائد بعيدا عن الشعارات الفارغة .