لا لطيف الكرخي
لطيف القصاب
قيل لي إنه من خارج المحافظة أي (من ذاك الصوب)، وقيل لي إنه فيلسوف كبير! وهو إلى جانب (كونه) عبقريا في العربية هو (عبقري ) في الإنكليزية كذلك على حدّ قول (الثقات)، وقيل لي إنه يبحث عن الكفاءة بصرف النظر عن درجة الولاء، وبصرف النظر أيضًا عن مدى إجادة طالب الوظيفة لـ (بروتوكولات السمع والطاعة)، وهو في ذلك مخالفٌ – كما يبدو- لمبادئ الغالبية العظمى ممن آلت إليهم مؤخرًا (سلطات) التعيين أو التوظيف في بلدنا الحبيب.
طبعا أنا لا أقصد هنا مجلس الخدمة الاتحادي الموقر فلي معه (سلسلة) من (النقاشات) في الأيام (القادمات) -إذا بقيت الحياة-...
إن الإنسان العبقري القابض بزمام (الأرزاق)؛ هذا الذي أقصده بكلامي الآن يعمل في مؤسسة خاصة داخل المدينة التي أتشرف بالإقامة فيها – بشكل متقطع- منذ أكثر من ثلاثين عامًا، وأعني بها مدينة كربلاء المنوّرة بضريحي أبي عبد الله الحسين وأبي الفضل العبّاس عليهما السلام.
جرّبت أن أتصل بعبقري العربية والإنكليزية هذا مرارًا وتكرارًا ولكن ذهبت كلّ محاولاتي أدراج الرياح؛ فالرجل يا ولدي مسؤول مسؤول ... وخَطُّهُ يا ولدي مشغول مشغول... وكما تلاحظ عزيزي القارئ فأنا أحاول هنا -ما استطعت إلى ذلك سبيلا- إجراء تناصٍ مع قصيدة نزار القباني رحمه الله تعالى التي يقول فيها:
لكن سماءك ممطرةٌ
وطريقك مسدود مسدود...
فحبيبة قلبك يا ولدي
نائمة في قصر مرصود...
من يدخل حجرتها، من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها، من حاول فك ضفائرها
يا ولدي مفقود مفقود ...
المهم عزيزي القارئ أبشرك بأنّي تمكنت أخيرا وبعد أكثر من محاولة (التقاء فاشلة) تمكنت من رؤية (السيد الرئيس)!
امتد اللقاء أكثر من ثلاثين دقيقة تعزّز لدي خلالها صوابية ما فاه به أسلافنا الأوائل حينما قالوا: (ليس الخبر كالمعاينة)! واتفقنا على تكرار اللقاء في ساعة متأخرة من الليل بناء على طلبه هو، فالرجل مسؤول مشغول...
بيد أن اللقاء لم يتكرر وأحسب أنّه لن يتكرر...
وبمناسبة تذكّر القباني أمير شعراء زمانه وأيقونة دمشق العظيمة يطيب لي أن أتقمص شخصية فقير شعراء زمانه، وأيقونة بغداد ملّا عبود الكرخي فأقول على لسانه:
لماذا يا أهل بغداد مازلتم تؤمنون بقول أسلافكم :إن مطربة ذاك الصوب أحسن من مطربة هذا الصوب...