خضر الياس..الراية الخضراء
أكرم سالم
قبل عامين نشرت لي الزمان مقالة موسومة بـ”حزب الخضر” تثير تساؤلات مشروعة عن مصير ومآل حزب الخضر الوطني العراقي؟والدعوة لتشكيل حزب عراقي بيئي يرفع الراية الخضراء قلبا وقالبا ،شعارات ونهجا واهدافا ..مجددا استهاض همم المواطنين الاحرار البعيدين عن اللعبة السياسية ودهاليزها المحيرة ، ولاسيما الطاقات الشبابية من النساء والرجال في التوجه نحو العمل الصادق بكل شفافية وأمانة لتجسيد الاستدامة الايكولوجية البيئية بأجمل صورها وأكثرها اشراقا للحفاظ على الموارد الطبيعية والطبيعة المحيطة بالانسان الفاعل الاول المسؤول عن خرابها وإفسادها وتدهورها مع بالغ الاسف ،او العكس برعايتها والحفاظ عليها للجيل الحالي والاجيال القادمة المستقبلية التي تنتظر او ستنتظر بكل تأكيد من الآباء والاجداد هواء نقيا وماء رقراقا وأرضا حيوية بكرا صالحة للزرع والاستزراع والعيش الآمن السليم “زرعوا فأكلنا ونزرع ليأكلون”..والعراقيون اول من تنبه لقضية الاستدامة البيئية وتقديس الارض والماء والانهر، وتداول الموارد الطبيعية من جيل لجيل ..من الاجداد الى الآباء، اذ هم كانوا ومازالوا ينزلون لشاطيء”شريعة” خضر الياس بجانب الشواكة في الكرخ ليوقدوا الشموع في مقتبل شهر شباط فبراير من كل عام سنويا ،تبركا بالولي الصالح خضر الياس الذي هو آصف بن برخيا الذي “احضر عرش بلقيس ملكة سبأ بطرفة عين الى الملك سليمان بن داود “ في مثل هذه الايام ترى هنا ببغداد عند الشواكة شريعة آصف خضر الياس بدجلة الخير مئات الالواح الخشبية وكرب النخيل تطفو زاهية بشموعها المتوهجة شموع البغداديين وهم يحيون ارث الاجداد ويضيؤون شواطيء دجلة ومياهها طلبا للسلام والمحبة والخير الوفير والزرع المستدام والرزق الطيب ..