جامعة الأنبار مسيرة صمود تتجدد
علي جاسم الفهداوي
بتاريخ الثالث والعشرين من كانون الأول، تستحضر الذاكرة الأكاديمية لحظة مفصلية في تاريخ التعليم العالي في العراق، يوم تأسست جامعة الأنبار عام 1987 لتكون منارةً للعلم والمعرفة، وعنواناً لطموحٍ وطني آمن بأن بناء الإنسان يبدأ من الجامعة.
حملت جامعة الأنبار رسالة واضحة في نشر العلم وخدمة المجتمع، وتعاقب على قيادتها نخبة من الأكاديميين الذين أسهموا في ترسيخ أسسها العلمية وتطوير مسيرتها، وهم:
الأستاذ الدكتور ناجي توفيق محمد، والأستاذ الدكتور عبد الرحمن عبد الكريم نجم، والأستاذ الدكتور نبيل عمار أحمد، والأستاذ الدكتور عوني كامل شعبان، والأستاذ الدكتور عبد الهادي رجب حبيب، والأستاذ الدكتور محمد عفان مكلد، والأستاذ الدكتور خليل إبراهيم الدليمي، والأستاذ الدكتور جمعة محمد عوض، والأستاذ الدكتور خالد بتّال النجم وصولاً إلى الأستاذ الدكتور مشتاق طالب الندا.
خلال هذه المسيرة التي بدأت أواخر الحرب العرقية الإيرانية وما رافقها من ويلات الحصار الاقتصادي على البلاد في تسعينيات القرن الماضي، ألا أنّ الجامعة لم تكن مجرد مؤسسة تعليمية، بل فضاءً علمياً وثقافياً فاعلاً، صمد رغم الظروف الصعبة، أذ احتضنت البحث العلمي، وأسهمت في إعداد آلاف الخريجين الذين كان لهم حضورهم في ميادين التعليم والإدارة والخدمة العامة، ورغم ما واجهته من تحديات ممثلاً بالغزو الامريكي الذي اتخذها مقراً له عام 2003، مروراً بتنظيم القاعدة وعودتهم بوجه آخر عام 2014، وما آلت اليه الاوضاع الأمنية من نزوح وتوقف للرواتب، بقيت جامعة الأنبار محافظة على دورها ورسالتها، مؤكدة أن المعرفة قادرة على الصمود والتقدم ومواكبة الحداثة.