يوم الضاد .. اللغة الجامعة

أمير علي الحسون

تمثّل اللغة العربية إحدى أعظم اللغات الإنسانية وأثرَاها، فهي لغة القرآن الكريم التي اختارها الله سبحانه وتعالى لتكون وعاءَ رسالته الخالدة، ومصدرَ إشعاعٍ روحيٍّ ومعرفيٍّ للبشرية جمعاء. وقد تفرّدت العربية ببلاغتها الرفيعة، وعمق دلالاتها، ومرونتها التعبيرية التي مكّنتها من استيعاب أدقّ المشاعر الإنسانية وأوسع مجالات العلم والفكر.

وتحتلّ اللغة العربية موقعًا محوريًا في البناء الثقافي والحضاري للأمة، إذ شكّلت عبر العصور لغة العلم والتعليم، ولسان الفكر والإبداع، وأداة التعبير في مختلف المهن والتخصصات؛ فهي لغة القانون والطب والهندسة والفنون، وحاضنة الهوية التاريخية والذاكرة الجمعية للشعوب العربية.

دور فاعل

وما تزال المؤسسات التعليمية والثقافية تضطلع بدورٍ فاعل في ترسيخ مكانة العربية وتعزيز حضورها في المناهج الدراسية والفضاءات المعرفية المختلفة.

ويأتي يوم الضاد مناسبةً ثقافيةً ومعرفيةً نجدد فيها وعينا بقيمة لغتنا العربية، ونؤكد التزامنا بالحفاظ عليها والارتقاء بها، لتظلّ لغةً حيّة متجددة، قادرة على مواكبة تحوّلات العصر، وحاملةً لقيم الأمة وثقافتها، ورافدًا أساسيًا من روافد هويتها الحضارية عبر الأجيال.

وانطلاقًا من هذه المسؤولية الثقافية، نأمل من الدولة، والمؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية، ومنظمات المجتمع المدني، إحياء هذا اليوم ببصمةٍ عراقيةٍ أصيلة، تليق بتاريخ العراق ومكانته، بوصفه بلدًا عُرف عنه أنه شعبٌ قارئ، ومصدرٌ للحضارة والثقافة والفنون، ورافدٌ إنسانيٌّ أسهم عبر العصور في إثراء الوعي الإنساني وصناعة الجمال والمعرفة للشعوب كافة.