إهمال طويل للثروات وفرص كبيرة للتنقيب غير المستغل
ضوء أخضر لحفر الآبار في 14 مقاطعة بديالى
ديالى ــ سلام الشمري
كشفت لجنة الزراعة في مجلس محافظة ديالى ، عن حصول موافقة رسمية من وزارة الموارد المائية للشروع بحفر آبار ارتوازية في 14 مقاطعة زراعية داخل المحافظة، وذلك في إطار مواجهة امتدادات الجفاف المتصاعدة.
وقال رئيس اللجنة رعد مغامس التميمي لـ (الزمان) ، إن (وزارة الموارد المائية أعطت الضوء الأخضر لبدء المرحلة الاستثنائية لحفر الآبار الارتوازية في 14 مقاطعة زراعية داخل ديالى، تتركز في المناطق الشمالية والجنوبية والشرقية، ضمن خطة تنفذها فرق ميدانية مختصة)، مبيناً أن (هذه الخطوة تأتي لمواجهة ارتدادات الجفاف الذي بدأ يلوح في الأفق ويثير القلق، لا سيما في مناطق ناحية العظيم وقراها أقصى شمال المحافظة).
وأضاف التميمي ، أن (عمليات الحفر تأتي وفق مبدأ النفع العام، وهي مخصصة للأغراض الزراعية، إلا أن بعض الآبار يمكن ربطها بمحطات الإسالة الفرعية لتأمين مياه الخام وضخها إلى الأحياء السكنية، خصوصاً القرى، في حال كانت نوعية المياه صالحة للاستخدام البشري).
مخاوف حقيقية
وأكد أن (الوضع المائي في ديالى لم يصل بعد إلى مرحلة الخطر، إلا أن هناك مخاوف حقيقية من تفاقم الأزمة إذا ما جاءت موجات الأمطار خلال الموسم الشتوي دون مستوى الطموح، الأمر الذي سيجعل من الاعتماد على الآبار الارتوازية بديلاً ضرورياً لتأمين المياه في الأنهار والجداول داخل المحافظة).
وتعاني محافظة ديالى منذ أعوام من تراجع حاد في الموارد المائية بسبب قلة الإيرادات القادمة من الأنهر المشتركة مع إيران، إضافة إلى التغيرات المناخية التي تسببت بانخفاض مناسيب المياه في الأنهار والجداول الفرعية. وقد انعكس ذلك على الواقع الزراعي بشكل مباشر، إذ تراجعت المساحات المزروعة في العديد من المقاطعات، فيما اضطر مئات الفلاحين إلى ترك أراضيهم بسبب الجفاف ونقص مياه الري.
وأكدت دائرة صحة محافظة ديالى، أنها لم تعلن ما يسمى بالحالة الحمراء في مدارس المحافظة، نافية تسجيل أي ارتفاع غير طبيعي في إصابات الإنفلونزا بين التلاميذ.
وقال مدير إعلام دائرة صحة ديالى فارس العزاوي، لــ (الزمان) ، إن (تسجيل نزلات البرد والإنفلونزا في صفوف طلبة المراحل الدراسية الثلاث يعد أمراً طبيعياً في ظل المتغيرات المناخية التي يشهدها الموسم الحالي)، مشيراً إلى أن (الرصد الميداني من خلال المراكز والمؤسسات الصحية أظهر أن أعداد الإصابات محدودة وأقل مقارنة بالمواسم السابقة).
وأضاف العزاوي ، أن (الدائرة لم تعلن ما يسمى بالحالة الحمراء، وهي إشارة تستخدم عادةً للدلالة على ارتفاع معدلات الإصابة إلى مستويات مقلقة، والوضع الصحي في مدارس المحافظة طبيعي جداً)، مبيناً أن (ما يتداول في بعض منصات التواصل الاجتماعي حول وجود فيروس جديد يقف وراء حالات البرد والإنفلونزا غير دقيق، وننفيه جملةً وتفصيلاً).
وأشار العزاوي إلى أن (الفرق الصحية المختصة أكدت عدم وجود أي فيروسات جديدة، وأن ما يجري هو انعكاس طبيعي للمتغيرات المناخية والانخفاض الحاصل في درجات الحرارة)، مؤكداً أن (دائرته وجهت رسائل طمأنة إلى ذوي الطلبة بعدم القلق، لأن الحالات المسجّلة محدودة جداً وتقع ضمن المعدلات الطبيعية لمثل هذا الوقت من السنة).
ويشكو أهالي العديد من التلاميذ في الدراسة الابتدائية من انتشار أمراض الإنفلونزا بشكل واسع بين الطلاب، فضلاً عن أمراض فيروسية أخرى تظهر على شكل بثور وحبوب في القدمين واليدين والفم، فيما أكد أطباء ومختصون انتشار عدة فيروسات موسمية بالفعل، لكنها تحتاج إلى فترة انتهاء الحضانة ليعود كل شيء إلى طبيعته، وسط توصيات بمنع الطلاب المرضى من الدوام في المدارس والروضات للحد من انتشار العدوى بين زملائهم.
وتعد محافظة ديالى من المحافظات الغنية بالموارد الطبيعية غير المستثمرة، لكنها ظلت خارج دائرة الاهتمام الحكومي بسبب التحديات الأمنية والإدارية على مدى السنوات الماضية.
ثروات طبيعية
حيث أكد النائب عن محافظة ديالى مضر الكروي لـ (الزمان) ، أن ( نحو 70 بالمئة من جغرافيا المحافظة لم تخضع حتى الآن لأي عمليات تنقيب عن الثروات الطبيعية، فيما أشارت المؤشرات الأولية إلى وجود احتياطات نفطية وغازية كبيرة غير مكتشفة بعد) .
وقال الكروي لـ (الزمان) ، إن (ديالى تضم حالياً من ستة إلى ثمانية حقول نفطية وغازية مكتشفة وباحتياطات كبيرة، بعضها بدأ بالإنتاج والبعض الآخر ما زال قيد التطوير).
وأضاف الكروي ، أن (المحافظة تمتلك قطاعاً إنتاجياً مهماً سيكون له دور محوري في تعزيز قدرات العراق الإنتاجية من النفط والغاز خلال السنوات المقبلة).
وأشار النائب إلى أن (نحو 70 بالمئة من مساحة ديالى لم تخضع لأي عمليات تنقيب حتى الآن، ما يفتح فرصاً كبيرة لاكتشاف حقول جديدة قد تكون ذات احتياطات هائلة)، لافتاً إلى أن (وزارة النفط ستتجه في المرحلة المقبلة لتوسيع نطاق عمليات الاستكشاف والتنقيب في مناطق متعددة من المحافظة، ما قد يغير الواقع الاقتصادي لديالى بشكل جذري ويجعلها من المحافظات المنتجة الرئيسة للطاقة في البلاد).
ويرى خبراء أن توسيع نطاق التنقيب في ديالى يمثل خطوة استراتيجية يمكن أن تغيّر الخريطة الاقتصادية للمحافظة، شريطة أن تُدار بآليات شفافة تضمن استفادة السكان المحليين، وأن تُربط بخطط تنموية طويلة الأمد تمنع تكرار تجارب الإهمال التي طالت مناطق أخرى غنية بالموارد في العراق.
وتشير تقارير اقتصادية إلى أن العراق يهدر سنوياً مليارات الدولارات نتيجة ضعف استثمار الغاز المصاحب للنفط، فيما لا تزال العديد من المحافظات الشمالية والوسطى غير مشمولة بجولات تراخيص استكشافية واسعة.