الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
يل شاتل العودين خضر فرد عود

بواسطة azzaman

يل شاتل العودين خضر فرد عود

كاظـم بهَــيّــة

 

تذكرت امور عدة في تراثنا والفلكلور الشعبي، من قصص شعبية يتداولها القدامى،  اجد من المفيد ان يعرفها القارئ وخاصة قصة القصيدة المغناة والمعروفة « يل شاتل العودين خضر فرد عود «التي اداها المطرب الريفي ناصر حكيم، وجاءت استغاثة صدرت من احساس مطرب ومن قلب أحب وتولع ونسبت الى كثيرين منهم زامل سعيد فتاح وغيره، وقد قرأت عند متابعتي لموسوعة الشعر والغناء انها للمطرب ناصر حكيم غناءا وكتابة ولحنا، ذكرها في حديث له اجراه معه الزميل جواد كاظم اسماعيل يذكر في مقدمة حواره :ان الراحل ناصر حكيم معروف بميله الكبير لتجنب الصحافة وكرهه الشديد لعدسات التصوير سعى الزميل  الشاعر ناصر علال لتسجيل مجموعة من الاحاديث معه غفلة منه فالزميل اسماعيل نجح في الحصول على تلك التسجيلات بعد مرور 20  عاما، على اجرائها حسب ما ذكرها وبالضبط في كانون الثاني 2003 . بعد ان سأله الزميل علال، ماهي قصة اغنية (فرد عود) التي اشتهرت على لسانك ؟ فأجاب قائلا : القصة تراثية من مورثنا الشعبي، حيث يحكي ان هناك ملكا من الملوك  لديه طير عمل على حبسه في قفص ذهبي ولشدة حبه وتعلقه بهذا الطير اراد ان يسعده ويخرجه من حالة الحزن الذي لم يبارحه يوما، فأمر حاشيته بان يحملوا ذلك الطير الى موطنه، وما ان وصلوا الى  مشارف ارض ذلك الطير حتى بان الارتياح والسرور عليه لمرآة جذع شجرة يابس، فامر الملك بأخذ عودين من هذه الشجرة لزراعتها في حديقة قصره وخلق موطن مشابه لموطن الطير، وبعد فترة من الزمن اورق احد العودين ومات الاخر، وفي احد الايام تناولت قطة من قطط القصر ثمرة ذلك العود الذي جلبه الملك من اجل الطير وماتت على الفور، فتعجب الملك لذلك وظن ان الطير سعى لقتله فذبحه من فوره، وفي هذه الاثناء سمعت فتاة من اهل المدينة بقصة ثمر هذا العود فسعت للحصول عليه للتخلص من جديها اللذين كانا يقفان بطريق حبها، ولما طعمتهما من ذلك الثمر استعادا شبابهما بالكامل اصيب الجميع  بالذهول ووصل الخبر الى الملك، فأمر باجتماع جميع العرافيين والاطباء والحكماء لتفسير ما حدث واذا باحدهم يفسرها بأبيات شعرية منها:

شنهو العاف زيه وكطع رد شاب،عود ومن هديته الشيب رد شاب، بيه حاله اليضوكه بعجل رد شاب، ذبح وحيه وحزن  ميّه ويقول ناصرحكيم  لتأثيري بهذه القصة كتبت اغنية (فرد عود) وغنيتها في عام 1932 وهي من الحاني:

يل شايل العودين خضر فرد عود،لابالذهب ينباع لامنه موجود،كون العزيز يصير بضلوعي شامة،نتكابل انا وياه ومامش ندامة، يهواي اذا مريت سلم بالجفون،والواشي والنمام وانتم تشرهون، الواوشي والنمام عذبو حالي، ظليت انا حيران وانشده بالي وهذه قصة (يل شاتل العودين خضر فرد عود) وليس كما يتداولها في احاديثهم بعض الناس. والمطرب ناصر حكيم  ليس مطربا فقط، بل يكتب الشعر وخاصة الابوذية والدارمي وكثير من الاغاني الريفية الجميلة، التي  اداها هي من كتاباته والحانه.


مشاهدات 30
الكاتب كاظـم بهَــيّــة
أضيف 2025/11/14 - 11:19 PM
آخر تحديث 2025/11/15 - 12:53 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 33 الشهر 10339 الكلي 12571842
الوقت الآن
السبت 2025/11/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير