الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وصايا فطيم وحيلي

بواسطة azzaman

وصايا فطيم وحيلي

شوقي كريم حسن

 

(الليالي الطويلة تصيبني بالحزن والارتباك،تصيبني حيرة الإنتظار لمجهول لا اعرف كيف يجيء..ببطء

ازحف الى أحضانها لتحدثني عما لااعرف من مخاوف الدنيا وأحلامها،،

بهدوء عرافة سومرية  شديدة التعلق بالامال،تقول……..)

أنت ياربيب الغرابة وجواد الاستغراب، لا تظن أن الحياة لاتحمل سوى الطيب، في كل درب، تجد العثرات، وما العثرة  سوى حجر تتكئ اليه لتنهض من جديد.  أجدادنا يزرعون الصبر في  الأرض العطشى، يكتشفون القوة في قلب المعاناة. لا تخف، ماءالنهر الذي يجري في عروقك  نفس الماء الذي يروي عيوننا في أيام الجفاف.!!

…ياولدي الباحث عن القبول.. ..حين تكون رياح الحياة عاصفة، تذكر أن البذرة لا تنمو إلا تحت ضغوط الأرض.”

…إن شعرت بالوحدة، تذكر أن أهوارنا كانت يومًا شواطئ خالية،مع مرور الزمن، امتلأت بأرواح الطيور والحيوانات، وبالناس الذين عاشوا مع الماء، لا يفرقهم عن بعضهم إلا حدود الزمان. الوحدة يا بني،  ليس إلا بؤرة تركيزك على الاهم. ، حيث لا تشغلنا الجموع، لنجد أنفسنا أكثر قربًا من الأحلام.…الروح في جوهرها ليست في الأعداد،  في الصفاء الذي يجمعها.”

واحذر، يا ولدي، أن تنخدع بالمظاهر، ففي قلب كل شيء، تكمن الحقيقة التي لا تنطق،  الصمت الذي يعكس صوتًا أعمق من الكلمات. الحياة لا تنتهي في الظلال، بل في ضوء الشمس، حيث الزهور تنبت من التراب، تعود الروح لتزهر ثانية. كل زهرة تنمو في قلبك  مزيج من عرق الأرض ورؤيا السماء….!!

“لا تخف من الظلال، فهي طريقك إلى النور.”أما عن الأحلام، فاعلم أن رؤاك في الليل ليست مجرد خيالات، هي رسائل من عالم غير مرئي، حيث تلتقي الأرواح وتتشابك الأزمان. كان أجدادنا يقيمون الطقوس على ضفاف الأهوار، يفهمون أن الحلم جسر بين الدنيا والآخرة. فلا تكف عن الحلم، لان الاحلام النبع الذي يغذي روحك من لا شيء.“في كل حلم، تُزرع بذرة، وفي كل بذرة، يتجدد العالم.”…تذكر، يا بني، أن الطريق الذي اخترته مسار قلبك، فلا تسلّم أمرك لأيدي غيرك،  الأرض التي تقف عليها، مكانك الذي اختارته السماء لك. مهما تعددت الطرق، يبقى طريقك الذي أضاءه نورك الخاص.“نحن لا نسير في طرق جديدة، بل  نخلق الطرق بنورنا.”…يا بني، عندما تشعر أن الرياح تعاكسك، تذكر انها لا تعاكس إلا من يسعى وراء الأفق البعيد. الحياة رحلة من الاصطفاء، الظروف تخلق الرجال، والرجال يخلقون مصيرهم. لا تخشَ من الألم، لأنه مثل النهر الذي يجري، يحمل معه التغيير، فإذا مرّرت عنده، سترى المياه تصبح أكثر صفاءً بعد العاصفة.“إذا كانت الأنهار لا تكتمل إلا بعد أن تعبرها الصخور، فإنك لن تكمل رحلتك إلا بتجاوز الصعاب.وإذا شعرت بالضياع في  العالم الواسع، تذكر أن السومريين، في أيامهم العريقة، لم يجدوا وطنًا إلا في عيون بعضهم البعض. الوحدة، يا بني، هي القوة التي تنبت في قلب العائلة والمجتمع، حيث لا يفصلنا سوى حدود الجغرافيا. الوطن لا يكون في المسافة، بل في الحب الذي يجمع القلوب.“أينما ذهبت، ستجد الوطن في قلبك، لأنه حيثما تحط الرحال، قلبك يزهر.” الأحلام التي تراودك في نومك، لا تظن أنها محض خيال. فكما كانت الأهوار مهدًا للحياة، هي أيضًا أرض للآمال التي تنبت في الظلام. كل حلم هو بذرة زرعها الله في قلبك، لتكبر وتصبح شجرةً تؤتي ثمارها في وقتها. لا تنسَ أن لكل شجرة جذورًا عميقة، تستمد قوتها من الأرض، فلا تستهِن بجذورك.“الأحلام أشجار غافلة في الليل، لكننا نعلم أن الصباح سيعطيها ظلًا.”يا بني، إذا شعرت بالعتمة، فاعلم أن النور لا يولد في الأماكن الجافة، بل في المدى الواسع الذي يفتح أمامك قلبك. كما الأهوار تطوي نفسها في الليل، لتصبح بحيرة مضيئة في الصباح، كلما غمرك الظلام، سترى ضوءًا أرحب.“الضوء لا يأتي من السماء وحدها، أنت من تصنعه بأفعالك. يا بني، تذكر أن الحياة لا تقاس بالسنين، بل باللحظات التي نشعر فيها أننا أكثر حضورًا في العالم. الحياة مثل نسيم الأهوار، لا تستطيع الإمساك به، لكنك تشعر به في قلبك وفي أنفاسك. لا تُهدر وقتك في البحث عن الخوف،  ابحث عن الفرصة في كل خطوة.كل لحظة عمرٌ كامل، فاعشْ كل لحظة كما لو كانت  الأبد.،،،،،،!!.

 


مشاهدات 65
الكاتب شوقي كريم حسن
أضيف 2025/02/12 - 5:23 PM
آخر تحديث 2025/02/13 - 8:08 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 193 الشهر 6893 الكلي 10402264
الوقت الآن
الخميس 2025/2/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير