أبناء الضوء.. وصايا العارف لعمر يُرى بالقلب

شوقي كريم حسن

 

*يا من ضجّ بك السؤال،

خفّف عن روحك وَقْر الظنون،

فما من دربٍ إلى الحقيقة

إلا وابتدأ بقبولِ ما أنتَ عليه.

علِّمْ قلبك أن يُبصر،

فالعين لا ترى إلا قشرة الأشياء،

أما البصيرة،

فهي من تشهد النور في العتمة،

تلمس الرحمة في قسوة القدر.

الزمن ليس عدواً،

إنما المعلم الصامت،

يمنحنا الحكمة على هيئة خسارات،

ويصوغنا بلينٍ خفيّ،

نحسبه وجعاً،

وهو بابُ النضج مشرَعٌ لمن وعى.

اشرب من نهرَيْك:

دجلةُ الحنين، وفرات الصفح،

ففي ماءِهما،

يتطهّر القلب من شوائب الحقد،

يتعلّم كيف يَسَعُ العالم.

لا تلهث خلف الإجابات،

العارفون ما طلبوا دليلاً،

بل ساروا بأقدامٍ مبلّلةٍ باليقين،

كلما خَفَّ زادُهم من الكلام،

زادت أحمالهم من المعنى.

الحياة ليست خصماً،

إنها ضيفٌ كريم،

إذا أحسنتَ استقباله،

أهداك نِعَماً لا تُحصى،

وإن جحدت،

ظلّ واقفاً على الباب،

حتى تتعلّم كيف تُفتح الأبواب من الداخل.

رتِّلْ يومك كما يُرتَّل الدعاء،

وامشِ فيه كما يمشي العارفون:

بلا استعجال،

بلا خوف،

فمن تيقّن أن الله لا يغيب،

رأى في كل لحظةٍ وجهه الكريم.

فاسكُن سلامك،

وعلّم ذاتك أن تكون بيتاً للنور،

واصنع من رضاك سلماً،

ترتقي به نحو ما خُلِقْتَ لأجله:

أن تكون شاهداً على الجمال،

وساكناً في الحكمة،

وعابراً برحمة.!!.