الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
غزة.. جدلية النصر والهزيمة (2)

بواسطة azzaman

غزة.. جدلية النصر والهزيمة (2)

عبد الخالق الشاهر

 

المطلوب للقضاء الدولي كمجرم حرب وللقضاء الإسرائيلي بتهم فساد.. نتنياهو يحرف اتجاهي في أي مقال كتبته عن غزة ، ومنها (بين مسمار جحا ومسامير نتنياهو) ونسيت حينها ان اعتذر من جحا وأقول حاشاه بل حاشا اي انسان ان يذكر مع نتنياهو وحتى ان كان من مجرمي الحرب لأني اتحدى اي مجرم حرب فعل أفعال نتنياهو 22 قتيل و124 مصاب في لبنان بالأمس ومليون انسان سيرا على الأقدام في البرد القارص في غزة يوقفهم كي لا يصلوا الى ارضهم المحروقة فلا بيوت بقت .... بانتظار ملكة تدمر اربيل يهود !!!! لاحظوا الضعف الذي اصابنا نحن الذين مساحتنا 14 مليون كم ونفوسنا نصف المليار الا قليلا بفضل 23 زعيم ونلوم شاعرنا الكبير النواب حيث قال (لا أستثني منهم احدا) .. لنعد الى المقال:

نظرية مؤامرة

جاءتني رسالة واتس من شخص احترمه ان جزء المقال الأول كان عبارة عن أنشاء اتغزل فيه بالشعب الفلسطيني ومقاومته، وسألني ((اي نصر؟؟ انها مهزلة خططت لها ايران ودعمتها موقتا وتخلت عنها)) .. لم يقلل هذا الرأي من احترامي له ليس لأنه خطأ او صح ، وليس لأنه أعد ما جرى في غزة (مهزلة) بل لأن الكثيرين من مثقفينا يفكرون هكذا، وأنا قضيت عمري في محاربة نظرية المؤامرة (conspiracy theory) فمنهم من يتحدث عن الحلف الثلاثي (ايران – اسرائيل- امريكا) ومنهم من يتحدث عن بيع إيران للشهيدين اسماعيل هنية والسيد نصرالله وغير ذلك الكثير، ويذكرني ذلك بجلسة حوار مع صديقين مثقفين قبل سنة أحدهما أكد مجددا على الحلف الإسرائيلي الإيراني فعصبت وأقسمت ان اسرائيل هي التي سيسند لها الملف الإيراني عسكريا بدعم امريكي .. جاءت الضربة ليقول (زعل الحبايب جذاب) ونفس الشيء قيل عن ضربة ايران لإسرائيل وبقيت محتفظا برأيي لأني أعرف أن إسرائيل لم تضرب ضربات موجعة كما حصل من حزب الله رغم انها امتلكت قبتين حديديتين وللعلم آخر الأخبار تفيد ان إيران حصلت على خريطة القبة الحديدية وزارد من يقيني قرار رامبو تسليم قنابل 2000 رطل لإسرائيل ولمست ان نتنياهو غير سعيد وزامنت ذلك مع ان تلك القنابل منعت عنه امريكيا ليلجأ الى الصفقة الا انه وبكل صفاقة دخل رفح والآن هو ليس بحاجة لها الا في ايران او اليمن، وقد تستخدم للتلويح فقط للضغط على اي من الطرفين  وخصوصا في المفاوضات النووية المرتقبة مع ايران ، استبعدت العراق كون القنبلة غبية ومصممة لاختراق الخرسانة السميكة والمعادن، ما يخلق دائرة انفجار واسعة ومدمرة ويمكنها النفوذ الى اعماق كبيرة تتناسب مع ملاجئ السلاح النووي وكهوف اليمن اما العراق فأن الاستراتيجية المتوقعة فهي ضربات جراحية دقيقة وموجهة ضد أشخاص وكفى الله المؤمنين شر القتال.

الدور الإيراني ما له وما عليه :

الموضوع حساس وحيوي في الوقت نفسه فدعوني اسهب قليلا ارجوكم فهنا بيت القصيد وسأتحدث لكم عن تطور مدركاتي للموضوع.                                                      # في العام 1991كنت طالبا في الدفاع الوطني .. ألقى علينا استاذ سياسة من جامعة بغداد محاضرة عن إيران وكان صديقا لي.. بعدها قام بتسجيل الأسئلة والآراء وكان رأيي يقول الآتي(( يبدوا ان علينا ان نعترف بأن ايران ليست أداة بيد الولايات المتحدة بل هي في الحقيقة تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة)) وكانت (الحديدة حارة) فترك رأيي للأخير وبدأ بقراءته قائلا : يبدوا ان علينا... وتوقف ليسألني عن كلمة (نعترف) هل هي (نغترف) ام (نعتزق) فأنقذته بالقول ان لدينا موعدا اليوم وسنتحاور خلال اللقاء.

# قابلت الرئيس صدام حسين عام 2002 بمقابلات المواطنين وقدمت له دراسة ب32 فقرة أذكر منها (( نعول أحيانا سيدي على الشارع العربي والصين وروسيا وهذه كلها لها ادوار اما مكملة او هامشية ، وعندما يتكلم المدفع الأمريكي سنجد اننا وحدنا في الساحة بكل ما نملكه من ضعف بعد الحصار الجائر مقابل امريكا بكل ما تملكه من قوة وعنجهية وسيضيع البلد.)) و (( يبدوا ان لا مناص سيدي من تفعيل محور طهران بغداد دمشق لأننا الثلاثة في قارب واحد مثقوب وفي بحيرة مغلقة.)) و (( وليكن لنا في رسول الله اسوة حسنة حين ختم بخاتمه الشريف صلح الحديبية الذي يعرف بأنه اكثر العقود ذلا إلا ان المؤرخين يجمعون على انه كان المقدمة الحقيقية لفتح مكة ونشر الإسلام)) و(( ان أحد الخطوات المطلوبة لسحب البساط هي ان ندعوا المعارضة العراقية في الخارج الى مؤتمر في بغداد او دولة مجاورة...)) ولعل اختياري للنقاط اعلاه فيه رسائل لكل دولة تواجه الخطر نفسه الآن.

# في العام 2007 إن لم يكن الزهايمر قد زارني وبعد اعلان الرئيس الإيراني احمدي نجاد دخول النادي النووي .. قلت من على فضائية جوابا عن: هل ستضرب إيران؟؟

 اجبت ان ضربة ايران هي كقطار يسير على السكة لا بد ان يصل المحطة يوما.. وفي احتفال رسمي بمناسبة الثورة الايرانية القى الرئيس نفسه كلمة ورد فيها (لا عودة لحزب البعث في العراق) وفرح بعض الساسة العراقيين فنشرت مقالا قلت فيه (( ان في ذلك تدخل سافر في الشؤون العراقية .. وقلت لنتخيل ما كان سيحصل لو قال الرئيس العراقي (( لا عودة لحزب جمهوري اسلامي في ايران))

نفوذ ايراني

# في العام 2009 نشرت سلسلة مقالات من 18 جزء عنوانها قصة إيران ذكرت فيها الكثير وأوله كان فرحي الكبير بالثورة الإسلامية في الجزء الأول وتسلسلت الاجزاء الأخرى بفقرات كثيرة وقبل الطوفان المجيد نشرت سلسلة من ستة مقالات بعنوان (السادة زعماء ايران بعد التحية ) تحدثت فيها عن كيف تتحول ايران الثورة الى ايران الدولة فضلا عن النفوذ الإيراني في العراق.

# دعيت للمشاركة في ندوة في سوريا التي كنت اسميها (قلعة العرب الأخيرة) بعد الغزو الأمريكي للعراق من عدة باحثين ايراني وفلسطيني وسوري ولبناني برعاية السيد وزير الثقافة السوري عن موضوع (الشرق الأوسط الكبير).

جيش الاحتلال

وكان الإيراني يتحدث العربية بطلاقة وتبين انه عراقي وهو مقتدر حقيقة وكان مستشارا للرئيس خاتمي خلال ولايته فقال (( اتصلت بي مونت كارلو وهددتني بعدم التعامل معي الا بعد ترك السيد حسن نصرالله  - وكنت انا اعشق هذا الرجل الذي كان قد ساهم بدور رئيسي في تحرير الجنوب اللبناني ومنعه جيش الاحتلال من احتلال شبر واحد في حرب 2006- فقلت لهم لدي حذاء السيد يعادل مونت كارلو والغرب )) تذكرت اني كنت ملتصقا بالتلفاز في حرب 2006 اتابع بانبهار خطب السيد فقال لي احدهم لماذا تتابعه وهو ذكر كل المقاومات الا العراقية؟؟

فنشرت خطاب مفتوح للسيد حسن نصرالله مما قلته له فيه معاتبا ان المقاومة العراقية لا تريد مديحا من أحد لكنها كانت ستفرح بمدحكم لها.. وهذا ما اوحى لي بالحديث خصوصا عندما قال الإعلامي والذي اتذكر لقبه الحسيني بأنه يحمل الجنسية الايرانية .. قلت عندما جاءني الدور (( نحن نتحدث عن مشروع الشرق الاوسط الكبير والذي بدأ بغزو بغداد وانتهى فيها .. هناك مقاومة منسية اسلحتها صدئة يحاربها العالم كله لا تمتلك اذاعة ولا تلفاز ولا صواريخ .. المقاوم لا يجرأ ان يخبر حتى زوجته عن حقيقة انتماءه ولكنها ينطبق عليها قول مونت غمري واصفا صنف المشاة بأنه أقل الصنوف لمعانا لكن بدونه لا يمكنك عمل اي شيء .. اي شيء على الإطلاق ، وهذا ينطبق على المقاوم العراقي البطل فلنقل مونت كارلو والغرب كله تحت اقدام الشعب العراقي المقاوم )) واذا بتصفيق لم اشهد له مثيلا .. قال لي السيد الحسيني أهنئك على عراقيتك .

# زارني آمر لواء سوري حاملا كتاب رسمي من كلية الدفاع الوطني السورية يرجون فيه اشرافي على بحثه وكان البحث عن الوضع السياسي في العراق .. وضعت له هيكل البحث وخصصت مبحثا بعنوان (النفوذ الإيراني في العراق) فقال لي عند اطلاعه (( يا سيدي دخلك)) باللهجة السورية فقلت له انا ايضا اقول يا سيدي دخلك واعتذرت له عن قبول الإشراف كون دارس المشهد العراقي لا بد له من دراسة ذلك النفوذ.

هذا كان تطور ادراكي للدور الايراني في غزة والشرق الاوسط عموما وسأوظفه في الجزء القادم كقاعدة للتوصل الى حقائق خارج نظرية المؤامرة وخارج السطحيات وللفائدة ولرؤية المشهد بمنظار واسع ستكون تركيا حاضرة في التحليل ..

 

وللحديث بقية

 


مشاهدات 73
الكاتب عبد الخالق الشاهر
أضيف 2025/02/03 - 12:19 AM
آخر تحديث 2025/02/05 - 4:59 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 91 الشهر 2280 الكلي 10397651
الوقت الآن
الأربعاء 2025/2/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير