حوار كاظم بهية
قالت الفنانة التشكيلية المغربية أسماء وكذال إن جميع الألوان قريبة إلى قلبها، لكنها تعشق ألوان البحر بشكل خاص، معتبرة الأزرق والزمردي مصدر إلهام لا ينضب في مسيرتها الفنية.
وكشفت في حديثها لـ الزمان، عن أسلوبها الجريء والابتعاد عن التقليد، قائلة: “أنا مع البحث عن الجديد في عالم الفن والإبداع. فشخصيًا، أنا فنانة عصامية، بدأت مشواري بالفن الواقعي ثم انطلقت إلى العمل على الزخارف التقليدية المغربية، وحاليًا أبحث في تجربة جديدة تخص موضوع التوالد، الذي وصفه نقاد الفن بأنه ينتمي إلى ما وراء السريالية (Le néo surréalisme) “.
وأضافت أسماء: “لا يمكنني تصنيف نفسي ضمن مدرسة معينة، بل أترك الحكم للنقاد. كما أنني أتحاشى العمل على الكارت والبلاجات، لأن ذلك لا ينمي القدرات العقلية للفنان ويحدّ من خياله وإبداعه وأكدت أسماء أن الرسم بالنسبة لها يمثل عالمًا ساحرًا ومتنفسًا تعبر من خلاله عن خلجات النفس وما يجيش به الصدر من معاني ودلالات مختلفة، قائلة: “لا أتصور العيش بعيدًا عن الرسم، فهو يحقق لي سعادة يصعب وصفها”. وعن تطور موهبتها، أشارت أسماء إلى أن موهبتها ظهرت منذ الطفولة قائلة: “بدأت برسم الخربشات على الأوراق والجدران قبل دخول المدرسة، ولكن توقفت عن الرسم لفترة لاستكمال دراستي الجامعية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. بعد التخرج، استأنفت الرسم وزرت قاعات معارض فنية باستمرار، خاصة قاعة باب الرواح التي كانت قريبة من الكلية”.
وحول موضوع لوحاتها وأدواتها الفنية، أوضحت أسماء: “تيمة لوحاتي تدور حول موضوع التوالد، وهو مشروع خاص بي أعبّر من خلاله عن عالمي الداخلي. أعمل على لوحات زيتية باستخدام فرش مختلفة الأحجام.” وعن مشاركاتها الفنية، قالت أسماء: “على مدى عشرين عامًا شاركت في معارض جماعية وأخرى فردية داخل المغرب، وأتمنى إقامة معارض خارج الوطن للتعرف على تجارب وأفكار فنانين من بلدان أخرى”.
وفي تقييمها لتجربة المرأة المغربية في الفن التشكيلي، ذكرت: “شهدت السنوات الأخيرة اقتحام عدد كبير من النساء المغربيات لعالم الفن التشكيلي، وهذه خطوة جيدة لتعزيز المساواة في الإبداع، فالبقاء دائمًا للأفضل”. أما عن مثلها الأعلى في مشوارها الفني، قالت أسماء: “أحترم كل فنان تشكيلي يعتمد على قدراته الفنية بعيدًا عن النقل والتقليد، وكل مبدع يشكل مصدر إلهام لي”.
وختمت حديثها قائلة: “كل الألوان محببة لي، ولكل لون خصوصيته. أحيانًا أختار الألوان الباردة وأحيانًا الساخنة، لكن ألوان البحر هي عشقي الحقيقي”.