المطربة المغتربة مريم غانم لـ (الزمان): تعلّمت النوطات قبل الحروف الأبجدية وعمري خمس سنوات

باريس - افراح شوقي

تكاد تكون الصوت العراقي النسوي الوحيد حاليا في فرنسا، ذاع صيتها موخرا، بأغنيات من تأليفها والحانها، واشتهرت بأداء الاغاني التراثية خاصة  اغنيات  ناظم الغزالي، حرصت على اداء اللهجة الشعبية العراقية في اغنياتها  رغم انها غادرت الوطن مع عائلتها بعمر مبكر كغيرها من العوائل المسيحية التي هاجرت قسرا بعد احداث العنف والطائفية  التي عصفت بالبلاد عام 2005.

□ سألتها عندما التقيتها اول مرة، انت صغيرة يامريم ، متى بدات طريق الغناء والالحان؟

-انا ابنة بغداد وتحديدا زيونة، ولدت عام 1993 ، غادرت الوطن نحو سوريا  بعد احداث العنف والطائفية التي عصفت بالبلاد عام 2005،  كنت قد تعلمت الموسيقى وانا بعمر خمس سنوات، اهلي اهتموا بتعليمي البيانو في بغداد، كانت تأتي استاذة لبيتنا مرتين اسبوعيا، وقتها تعلمت قراءة النوطات ايضا وحتى  قبل ان اتعلم الحروف الابجدية، وصرت ادرب نفسي على الايقاع ايضا، خالي كان عازف اورغن وكان عنده فرقة في العراق ووالدي كان يهتم بحفظ الاسطوانات القديمة. في سوريا توجهت لتعلم الكيتار، وبعدها جاء القرار ان نغادر الى فرنسا وتركت العزف والموسيقى لفترة طويلة بسبب انشغالي واهلي بالحصول على سكن ملائم وايضا الاهتمام بتعلم اللغة الفرنسية والانضمام للمدرسة.

□ الملاحظ انك تحافظين على اللون الشعبي العراقي في اغنياتك وسمعت انك تكتبين الاغاني وتلحنيها ايضا ، كيف بدأت ومن الذي شجعك؟

- انا جربت كتابة بعض الاغاني وجربت تلحينها، وعرضتها على زملاء لهم باع طويل في الفن فأعجبوا بها  وصاروا يشجعوني للمواصلة، خاصة وانا املك احساس يمكنني من ترجمتها لكلمات والحان ايضا، اول اغنية (كان يامكان على قصة هالزمان) من تاليفي والحاني، بالصدفة كان هناك مطعم لبناني قريب من بيتي، سمع صوتي وشجعني ان اغني في المطعم لقاء مصروف جيب، كان عمري وقتها 14 عاما، فرحت واخبرت اهلي وافقوا على الفور وساندوني، لاني الوحيدة لهم ،  وصرت اغني واعزف كل اسبوع ، ومع الوقت صرت اسمع اعجاب الناس، وصرت ادندن اكثر اغاني التراث العراقي، لان خلال حرب الخليج اهلي كانوا يضعون  سماعات بأذني ويشغلون لي تلك الاغنيات  حتى لااسمع صوت الانفجارات ومن ذلك الوقت وانا عاشقة للتراث العراقي، وكذلك الجمهور الذي يفضل هذا النوع من الاغنيات كجزء من الحنين لوطنهم وتراثه.

□ وماهي انطلاقتك الاولى في عالم التواصل الاجتماعي؟

- انطلقت عبر منصة الانستغرام اولا ، وقررت اوصل صوتي عبر السوشيل ميديا، صرت اكتب لنفسي كلمات وجربت تلحينها على ايقاع الجورجينا، وكان اسمها (يقولون اسمي مهاجر) يظنون عفت الوطن ونسيته ، يظنون.. مايدرون اخالط من اهل الولاد ويلادي مايدرون  جاي وهيل يعدلون مزاجي تذكرون الكريعات وابو نواس واشلون، ننسى سمج دحلة بنار تنور اه يامته اه يامته نعود ونلاكته سوية، ولحنتها واطقلتها بصوتي، وفرحت عندما حققت  45 الف متابع ومن خلال الاغنية تعرفت على ملحنين كبار امثال عمار العاني وعلي بدر، ثم فتحت لي تلك الاغنية ابواب اخرى، مثل اغنية انا وياك واشتاكيت التي تم توزيعها في دبي واغنية مليون التي حصدت اعجاب ونجاح كبير.

هندسة الصوت

□ هل هناك صوت ينافسك في فرنسا؟ 

لا انا وحدي ، اعتقد لايوجد صوت منافس حاليا لاسباب هي اني اشتغلت على نفسي كثيرا وتعلمت المقامات ودرست هندسة صوت في مدرسة صوت والحان في فرنسا واخذت شهادة بأمتياز، وجو المنافسة هنا في الغربة غير موجود، لان الصوت العربي صعب ينجح ويحقق انتشار مثل الصوت الفرنسي النطاق بلغة اهل هذه البلاد.

□ وماهي المصاعب التي تواجهيها هنا ؟

- لو كنت في العراق لحققت شهرة اكبر،  الاعلام الفرنسي عموما  لايشجع المطرب العربي لاني لااغني باللغة الفرنسية، يعني ان الشهرة هنا صعبة المنال، كما ان المطربين العرب في الغرب  يضطرون للغناء في الملاهي والمطاعم الكبيرة، وهي اماكن لاتوصل الفنان لما يريده، ولايطور من مواهبه كما ان النظرة لهم تبقى متدنية، والاجور كذلك، لكني لم ادع اليأس يتمكن مني واشتغلت على نفسي وطورتها وصار لدي جمهور جيد، لكن مصاعبنا تبقى في انتاج الاغنيات الجديدة فهي مكلفة، تقريبا الاغنية تكلف اكثر من ثلاثة الاف يورو وهذا يعني راتب شهرين تقريبا من العمل هنا.

□ اين وصلت اليوم  في سلم النجاح؟ وماهي طموحاتك؟

- انا تقدمت كثيرا خلال الفترة الماضية عما كنت عليه قبلا، صرت اسمع الاخرين يمدحون عملي ويطلبون مني التواصل، انا اتدرب تقريبا يوميا واعزف الاورغن والايقاع. جربت الغناء التركي ونجحت فيه واحلم ان اكون معروفة عربيا وقبلها على مستوى العراق، وضحكت لتقول» اتمنى ان تحقق احدى اغنياتي الترند يوما»، كنت احلم ان اكون طبيبة اسنان او محامية لكن بسبب اللغة تركتها ودرست التجارة وحاليا اعمل في شركة.

□ من هي قدوتك في الفن؟

- رحمة رياض بصوتها ومسيرتها ، هي عانت كثيرا حتى وصلت الى ماهو عليه كما انها تدعم وتشجع الشباب الموهوب، وطبعا كاظم الساهر وناظم الغزالي.

□ ماهي ادوات انتشار الفنان اليوم؟

- مواقع التواصل الاجتماعي  سهلت الانتشار والتوسع وكذلك التواصل مع وسائل الاعلام، ومناسباته الوطنية، بالمناسبة نزلت اغنية وطنية بعنوان اني العراقي الشامخ الراقي للشاعر محمد الواصف، ونالت حظها من النجاح ، كما اني حظيت بخمس دقائق ظهور مع الاعلامي مصطفى الاغا.

□ ماهي قصة اغنية (كيمر عرب)؟ سمعت انك قمت بالرد عليها، الا تعبترين ذلك تحدي وربما يعرضك للمشاكل؟

- احببت الاغنية وصرت احب ارد عليها بكلام اخر، يكون صادر من بنت لاكاني هذا الحلو...الخ ، اتصلت بالموزع وليد زيو في اربيل وطلبت منه ادخال صوتي مع اللحن، وصارت فكرة حلوة حققت انتشار  وارسلها الاصدقــــــاء لحسام الرسام لكنه مع الاسف لم يعلق عليها، وانا اعتب على بعض  الفنانين العراقيين  لانهم احيانا يتعالون ولايساعدون الجدد في حين اجد دعما من الفنان اللبناني والمغربي  وهذا موسف، ودعمني الفنان هيثم يوسف عندما غنيت اغنيته (حنيت للتسعين) ونزلها في صفحته مرتين وكتب يقول (هذه البنت تغني بشكل جيد).

□ هل ستزورين العراق؟

- اكيد وسأنجز اول فيديو كليب من بغداد قريبا، انا احمل علامة فارقة اسمها العراق.