نحو 1500 جندي سوري يدخلون العراق بعد الإنسحاب من القتال
خبير لـ (الزمان): المنطقة في خطر إذا لم تسفر مخرجات الدوحة عن حل
بغداد - قصي منذر
حذر الخبير في الشؤون السياسية، من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن تصاعد التوترات في سوريا، مشددًا على أهمية اجتماع الدوحة كخطوة حاسمة لتحديد مصير المنطقة. وقال الخبير حيدر الموسوي لـ (الزمان) أمس إن (الأوضاع الحالية مقلقة، وأن الجميع يترقب نتائج اجتماع الدوحة، الذي يهدف إلى وضع خارطة طريق لرسم مستقبل المنطقة تحت رعاية قطرية وبمشاركة روسيا وتركيا وإيران)، وأشار إلى أن (هذا الاجتماع، إن لم يحقق توافقًا بين الأطراف، قد يقود إلى حرب طاحنة، حيث لن تقبل الأطراف الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد، مثل روسيا وإيران، بامتداد الجماعات المسلحة نحو المناطق الإستراتيجية كاللاذقية ودمشق وطرطوس، التي تضم قواعد روسية)، وأضاف أن (العراق على المستوى الرسمي لا يرغب في اي تدخل عسكري، لكنه يخشى من تداعيات سلبية قد تؤدي إلى تجدد العمليات الإرهابية وعودة الخلايا النائمة، ما قد يزج بالبلاد في أزمة أمنية مشابهة لتلك التي شهدها قبل الانتصار على تنظيم داعش)، وأوضح الموسوي أن (غياب الحل السياسي قد يدفع بعض الأطراف إلى المشاركة في القتال تحت مسمى حلفاء الجيش السوري، مع احتمالية توسيع نطاق المواجهات لتشمل المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة ذات الفكر المتطرف، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي). وتتابع بغداد بقلق التطورات الأخيرة في سوريا، وتعمل على تنسيق الجهود مع واشنطن وموسكو لضمان استقرار المنطقة ومنع تصاعد الأوضاع، في ظل إعلان وزارة الخارجية العراقية استعدادها لإجلاء الرعايا الراغبين في العودة إلى وطنهم، بعد اجتماع رفيع المستوى ضم وزيرَي خارجية إيران وسوريا مؤخراً، فيما أفادت مصادر عسكرية عراقية، بإن المئات من عناصر الجيش السوري المنسحبة من القتال الدائر مع الفصائل المسلحة قد دخلت الأراضي العراقية وتحديدا من معبر القائم الحدودي غربي البلاد. ونقلت تقارير عن المصادر قولها إن (اكثر من 1500 جندي وضابط في الجيش السوري، دخلوا الاراضي العراقية بعد السماح لهم بالدخول من الجانب العراقي)، واشار الى أن (السماح بدخولهم الاراضي العراقية جاء بسبب توتر الاوضاع في سوريا). فيما التقى وزير الخارجية فؤاد حسين، المبعوثة الأمريكية لسوريا ومساعدة وزير الخارجية لشؤون العراق وإيران على هامش منتدى الدوحة. وجرى خلال اللقاء (مناقشة التطورات التي تشهدها المنطقة، ولاسيما المستجدات الأخيرة في سوريا)، وشدد اللقاء على (خطورة هذه التطورات وأهمية متابعة مجريات الأحداث عن كثب)، متفقين على (ضرورة استمرار التنسيق لمتابعة التطورات والاستعداد لأي مستجدات مستقبلية). كما أكد حسين، لنظيره الروسي سيرجي لافروف، سعي العراق لتجنب تأثير الأحداث السورية على أمنه. وأشار بيان تلقته (الزمان) أمس الى ان (حسين التقى نظيره الروسي، وجرى بحث تطورات الأوضاع في سوريا وخطورة انعكاسها على أمن المنطقة)، وأضاف البيان ان (العراق وروسيا معنيان بالشأن السوري، وشددا على أهمية مراقبة التطورات بدقة واهتمام كبيرين). من جانبه، أعرب لافروف عن (ترحيبه بمخرجات الاجتماع الذي احتضنته بغداد)، مؤكداً (ضرورة تكثيف الجهود لتجنيب سوريا المزيد من المآسي). في تطور، شدد لافروف، على أن روسيا ستساعد الجيش السوري جوياً لمواجهة الهجمات الإرهابية. وقال لافروف خلال اجتماع أستانا في الدوحة (سنساعد الجيش السوري جوياً لمواجهة الهجمات الإرهابية)، داعيا إلى (الإنهاء الفوري للأعمال العدائية في سوريا والحفاظ على وحدتها). على صعيد متصل، وجهت السفارة العراقية لدى دمشق، نداءً للمواطنين العراقيين الراغبين بالعودة الى العراق. وقال بيان للسفارة تلقته (الزمان) أمس إن (السفارة العراقية لدى دمشق، تدعو المواطنين العراقيين الراغبين بالعودة الى العراق الاتصال بالسفارة لغرض تسجيل أسمائهم)، وأضاف إنه (بــــــإمكان الجاليـــــــــــة العراقيـــــــــة الاتصال على الأرقام 00963113341290و00963113341299و00963113341298). فيما أفادت مصادر أمنية، باغلاق منفذ القائم الحدودي مع سوريا بسبب تطورات الأوضاع في منطقة ألبو كمال الحدودية. وقالت المصادر إن أمس إن (الإغلاق سيكون بشكل مؤقت، وذلك بعد انسحاب الجيش السوري من المنفذ المقابل في البو كمال)، وأضافت إن (منفذ القائم اغلق، وتم منع أي حركة ولا يفتح إلا للعراقيين الراغبين بالدخول من سوريا إلى العراق). بدورها، أكدت وزارة التجارة، أن الأزمة السورية لن تؤثر على الاقتصاد والأمن الغذائي العراقي. وقال المتحدث باسم الوزارة محمد حنون في تصريح أمس إن (أولى مهام الحكومة ومنذ تشكيلها هي توفير متطلبات الأمن الغذائي للمواطن من خلال الاعتماد على استيرادات كبيرة من مواد السلة الغذائية وتسويق كميات كبيرة من الحنطة المحلية)، مؤكداً (تحقيق أرقام قياسية في إنتاج الحنطة التي وصلت الى 6 ملايين و300 ألف طن، وهناك خزين كبير يصل الى 3 ملايين طن بالإضافة الى وجود كميات كبير من مواد السلة الغذائية). في وقت، نفت السفارة الأردنية لدى واشنطن، ادعاءات تفيد حث الرئيس السوري بشار الأسد على مغادرة سوريا وتشكيل حكومة منفى. وقالت في بيان أمس (لم يتم الاتصال بنا من قبل صحيفة وول ستريت جورنال للتحقق من هذا الادعاء، وندعوها إلى إصدار تصحيح فوري).