جلسة للشعر السومري في أور الآثارية
الناصرية - الزمان
اقيمت في المسرح السومري في مدينة اور الاثاريةمؤخرا ,جلسة نقدية عن الشعر السومري للدكتور فرانكو اغستيو والدكتورة ليجا رامانو من جامعة روما , وبإدارة وترجمة الاديب امير دوشي. سعت الجلسة لتقديم صورة عن تشكل الشعر السومري مع قراءة نماذج منه. في تقديم الجلسة تكلم دوشي عن العلاقة بين التراث الرافديني والانسان العراقي المعاصر « يذهب البعض من الباحثين في تاريخ تشكل الدولة والمجتمع العراقي الحديث الى ان السبب عدم الاستقرار والاضطراب الذي شاب تاريخي العراق الحديث يعود الى ان» العراقيين لم يتفقوا حتى الان على نموذج مقبول بشكل عام للمجتمع السياسي .اذ في غمار عملية بناء الامة هنالك نموذجان متنازعان فيما يتعلق بالمجتمع العرافي السياسي: احداهما هو النموذج العراقوي والاخر القومي العروبي, يتصارعان فيما بينهما من اجل الهيمنة « وان غياب نموذج مقبول بشكل عام يرتبط بمشكلة الهوية الجامعة للعراق والاساطير المؤسسة . فهل تستند الهوية الجامعة للعراق على العروبة وعلى اساس انه جزء من دولة عربية قومية اكبر ام ان التراث العربي للعراق مجرد جزء- حتى وان كان جزء بالغ الاهمية- من التراثات الثقافية التعددية لدولة التي تستند هويتها الى تعددية ثقافية تعزز التوع الاثني للبلاد؟ المفارقة السوداء بدلا من هيمنة وتسيد الانموذج العراقوي القطري او العروبي القومي هي تسيد الهوية الفرعية الطائفية في عراق ما بعد 2003 كنتيجة حتمية لتفكك الدولة والمجتمع وغياب الطبقة الوسطى وبروز الاسلام السياسي بعد ثلاثين عام من الحروب والحصار ثم الغزو الاحتلال الأمريكي في 2003 .
ذلك ما يفسر ظاهرة برزت بعد 2003 حيث التراث الثقافي الرافيديني ميت وجدانياً وحي آثاريا؛ اي ان ابناء الرافدين في غربة عن تراثهم ألعريق لصالح ارتباطات اكثر بكثير من عمق ماضيهم ألأول والماثل امام اعينهم اثاراً في كل شبر من ارض بلدهم . ان هذا الأنكار للتاريخ ليس انكاراً بالمعنى المفهوم بقدر ما هو فقدان للرابط التخيلي ما بين الجماعة الموجودة وما بين الأسس التخيلية التي قامت عليها الأثار المشاهدة وان هذا الرابط يمكن استعادته وتأويلية بطرق مختلفة اذا ما قررت المؤسسات الحاكمة ذلك.»
يقال ان الشعر هو خمرة معتقة لروح الامة وابطالها والشعر السومري هو من أقدم الأعمال الأدبية التي تم اكتشافها على الإطلاق، ويعود تاريخه إلى حوالي 3000 قبل الميلاد . موضوعاته هي الحياة وما بعدها, تشمل مجموعة واسعة من المواضيع، تمامًا مثل العديد من القصائد اليوم. الحب والحرب والموت وأفراح الحياة والقلق بشأن الحياة الآخرة كلها مواضيع يتم استكشافها. وفي الشعر السومري يختلط الآلهة والبشرية وغالبًا ما تصور القصائد السومرية الآلهة.