الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لا تخدعكم الأرقام وإنتبهوا لنسبة المشاركة الحقيقية

بواسطة azzaman

لا تخدعكم الأرقام وإنتبهوا لنسبة المشاركة الحقيقية

منقذ داغر

 

أنتهت يوم 18 ك1 عملية الأنتخابات للمجالس المحلية في العراق. وبحسب المفوضية العليا للأنتخابات فقد بلغ عدد الشاركين بالانتخابات  6 ملايين و599 ألفاً و668 ناخباً، من مجموع حوالي 16 مليون ناخب ممن يحق لهم التصويت. طبقاً لذلك فقد أعلنت المفوضية أن نسبة التصويت بلغت 41بالمئة. وعلى الرغم من أن هذه أدنى نسبة رسمية معلنة للأنتخابات منذ أول أنتخابات عام 2005 لكنها من زاوية أخرى قد تحجب حقيقة نسبة المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار السياسي في العراق.هذا أذا نظرنا لعملية الانتخابات بأنها أحدى أهم أدوات المشاركة والتغيير السياسي في الديموقراطيات الحقيقية.

لقد حدد  قانون الأنتخابات العراقي رقم 4 لسنة 2023 الناخب الذي يحق له التصويت بأنه العراقي البالغ 18 سنة ممن يمتلك بطاقة الناخب البايومترية المحدّثة. بالتالي فأن من لا يمتلك بطاقة بايومترية لا يمكنه التصويت. لذلك وطبقاً لما أعلنته المفوضية العليا للأنتخابات فقد تم أصدار حوالي 16 مليون بطاقة بايومترية.

تقديرات الجهاز

 وبات هذا الرقم هو المعتمد عند حساب نسبة المشاركة في الانتخابات عموماً. لكن هذا الرقم يثير أسئلة مهمة عن المشاركة السياسية للناخبين في العراق ومدى شمولها. فبموجب تقديرات الجهاز المركزي للأحصاء في وزارة التخطط العراقية فأن عدد نفوس العراق بلغ 43,320,000 مليون نسمة في عام 2023. وأن أكثر من 52بالمئة منهم يبلغون أكثر من 18 سنة عمراً. هذا يعني أن عدد المشمولين بالتصويت أو الأنتخاب هو 22,638,000  عراقي،في حين أن المفوضية أصدرت 16 مليون بطاقة بايومترية!أن هذا قد لا يعود لتقصير المفوضية في أصدار البطاقات أو توزيعها بل قد يعود لأســــباب أخرى منها عدم رغبة المواطن في الحصول على البطاقـــــة أو أخطـاء أدارية وفنــــية. لكن هذا يعني من جهة أخرى أن هناك بحدود 6.5  مليون ناخب محتمل لم يشتركوا في الأنتخابات وهو عدد أكبر من عدد الذين صوتوا في يوم 18 ك1 والبالغ 6 مليون. وأذا أفترضنا أن هناك 5 مليون عراقي يسكنون الخارج نصفهم فقط (2.5 مليون) يحق لهم التصويت فهذا يعني أن هناك 4 مليون ناخب محتمل داخل العراق لم يشاركوا في الأنتخابات سواءً بسبب تقصيرهم أو تقصير المفوضية. طبقاً لذلك فأن نسبة المشاركة التي يُعتّد بها من حيث المشاركة السياسية في الأنتخابات ستكون بحدود 30بالمئة فقط هذا أذا أخذنا بصحة رقم من صوتوا يوم أمس والبالغ 6 مليون بحسب المفوضية.أن الأنتخابات هي أحدى أهم أسس الديمقوراطية وأدواتها الهادفة لزيادة أشراك المواطن في عملية صنع القرار السياسي في دولة ما. لذا علينا أن لا نهتم فقط بنسبة من شارك بل نهتم  أكثر بنسبة من قاطع سواء كان مصيباً أو مخطئاً في قراره لأن الجميع في نفس القارب وأن عدم أشتراك 6.5 مليون عراقي عموماً (أو 4 مليون ممن يسكنون داخل العراق) في العملية الأنتخابية ستكون له آثار سلبية كبيرة على عملية المشاركة السياسية التي صممت الأنتخابات لزيادتها.

قراءة ارقام

صحيح أن الأنتخابات بموجب القانون العراقي حق وليس واجب وبالتالي يحق لمن يريد أن ينتخب أو لا لكن علينا أن نقرأ الأرقام جيداً ولا نعتقد أن 41بالمئة قد شاركوا فعلاً رغم أنها بحد ذاتها نسبة ضئيلة. أعلم أن كل من فريق المقاطعين والمشاركين سيستخدم الأرقام التي تدعم وجهة نظره لكن علينا أن لا ننخدع بلعبة الأرقام ونقرأ ما ورائها وليس ماهي عليه كما نريد أن نراه.

 

 


مشاهدات 402
الكاتب منقذ داغر
أضيف 2023/12/19 - 3:51 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 8:19 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 11528 الكلي 9362065
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير