الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
غزة: بين الدم والحبر

بواسطة azzaman

نبض القلم

غزة: بين الدم والحبر

طالب سعدون

 

المقارنة صعبة بين الكتابتين .. بالدم والحبر ..  لكن مع ذلك فالثانية لها دورها المؤثر ايضا عندما يراها كاتبها أنها وسيلته المتاحة  للتعبير عن موقف مؤازر لمن يكتب بالدم تاريخا لن يمحى أبدا ما دام هناك دم يجري في العروق وقلب ينبض ويضخ  دما  في شرايين الارض نقيا وفيا لها ويستمد منها عنوانه وحياته ومجده وتاريخه ...

لا يمكن للمداد مهما سال أن يعادل تلك الانهار من الدماء التي جرت وروت أرض غزة  العظيمة أو أن تصل حتى الى قطرة واحدة من دم طفل أو صرخة أم على ولدها القابع تحت الانقاض عله يسمع صوتها أو تعرف مكانه  بين  الاحجار والحديد لتصل اليه ، او النساء اللاتي همن على وجوههن هربا من قصف العدو والهمجية الحديثة التي تدعي انها حامية وراعية للانسانية ..

 أي انسانية تلك التي  ترفض ايقاف اطلاق النار لكي تحصد الالة الصهيونية المجرمة  اكثر ما تستطيع من الارواح وتدمر المباني على ساكنيها ..  وهي بهذا الفيتو تعطي تصريحا  دوليا ( لاسرائيل )  بقتل المزيد من الاطفال دون حساب أو عقاب  ..

أي انسانية هذه التي تعترض على قرار لوقف اطلاق النار وهي تحصد الالاف ومن الاطفال والنساء والشيوخ .. وأي دول عظمى أو كبرى أو سمها ما شئت  توافق على هذه المجازر دون أن تحرك ساكنا لوقفها وهي ترفض نداءات اليونسيف والامم المتحدة والمنظمات المعنية الدولية والمحلية  لوقف المجزرة بحق الطفولة في غزة ..

مهزلة العصر ان تسمى عظمى  وكبرى .. وعار على الصغار أن يبقوا على ( صغرهم )  بتلقي الضربات من الهمجية ويكتفوا بالمناشدة والاستنكار وحتى الوساطات بين القاتل والضحية وكأنه قام بعمل ( جبار)  يستحق الاشادة والمجد بدل أن يقف مع الضحية خاصة عندما تكون قضيتها عادلة  .. لا حياد بين الحق والباطل .. والحياد في القضايا العادلة هو تشجيع للباطل .

غزة  وصمة عار في جبين من تخلى عن نصرتها أوسكت عن مأساتها.. وفخر لابنائها ولكل من وقف معها في العالم  ، بكل وسائل الاعلام والاحتجاجات   الواسعة يوميا على المجزرة التي يتعرض لها اطفالها ..

غزة بهذه التضحيات ليست اضحت فقط  منجما للصبر ولا رمزا للشجاعة  والفروسية فحسب  بل  عنوان هزيمة اخرى لامريكا واسرائيل والهمجية الجديدة وكأن فيتنام تعيد نفسها مرة اخرى بغزة وستكون الهزيمة على ارضها لامريكا وحلفائها في الحرب على غزة  كما هزمت في فيتنام  رغم تضحياتها  الكبيرة وفي مقدمتها التي قدمها الاطفال والنساء ...

       

اخر الكلام :

ارجو من الاعزاء القراء وهيأة تحرير الزمان  وفي مقدمتهم الدكتور احمد عبد المجيد  والذي سبق ان اعتذرت منه قبول اعتذاري هذه المرة ليكون هذا المقال الاخير لي بالموعد المحدد يوم الخميس من كل اسبوع وذلك لمعاناتي من غسيل الكلى لثلاث مرات في الاسبوع اضافة لضعف البصر.. وأترك الامر للظروف والوضع الصحي دون الالتزام بموعد محدد .

 مع بالغ اعتزازي ومحبتي.. والصحة والعافية والسلامة للجميع..

      

كلام مفيد :

إنا هنا باقون

فلتشربوا البحرا

نحرس ظل التين والزيتون

ونزرع الأفكار , كالخمير في العجين

برودة الجليد في أعصابنا

وفي قلوبنا جهنم حمرا

إذا عطشنا نعصر الصخرا

ونأكل التراب إن جعنا .. ولا نرحل

وبالدم الزكي لا نبخل .. لا نبخل .. لا نبخل

الشاعر الفلسطينى توفيق زياد

 

 

 

 


مشاهدات 461
الكاتب طالب سعدون
أضيف 2023/12/13 - 3:18 PM
آخر تحديث 2024/07/17 - 3:35 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 336 الشهر 7904 الكلي 9369976
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير