الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الطائي آيقونة السينما والناس

بواسطة azzaman

الطائي آيقونة السينما والناس

هدير الجبوري 

رحلت أعتقال الطائي ، قرأت الخبر وأعدت قراءته مرات عدة باماكن عدة وتوقفت عنده مطولاً كانني لااصدقه وشعرت مع كل مرة أقرأه  بشئ من الغصة والكثير من الحزن..

فبعض الاشخاص أرتبطت أسماؤهم بذاكرتنا وبأعوام مميزة من حياتنا لايمكن أن ننساها أو ننساهم ..

قبل أشهر عدة عثرت علــــــــى صفحتها في موقع التواصل الاجتماعـــــــــــي (فيســـــــــــــــبوك) وتفاجئت بذلك وفي الوقت نفسه شعرت بالسعادة لاني وجدت لها صفحة موثوقة وبامكاني ان اراسلها عليها لاني كنت أحدى معجباتها ..كنت أريد ان أرفق مع اي رسالة ارسلها اليها أحترامي الكبيروالذكرى التي أحملها لها...

كلما طالعتني صورتها تبادر الى ذهني أسم برنامجها (السينما والناس). الذي أذكر منه أسمه وحديث الاكبر مني سناً عنه وعنها لكنه راسخ في ذاكرتي. لم يكن الاعلامي شيئا صغيرا وضئيلا في وقت ظهور اعتقال الطائي بل كان يحمل من الثقافة الشئ الواسع والمتشعب..وكانت هي كغيرها من الاعلاميات المميزات تمثل رمزاً من رموز الزمن الجميل كما أصبح يُطلق عليه الان.

برنامجهـــــــــــــا السينما والناس الذي قدمته في عام 1976 كان مدخلاً ليتعرف العراقيين مــــــــــــن خلاله علــــــــــى السينما الغربيــة والعربية على حد سواء.. وبقـــــــي عالقاً في أذهـــــان جيل كامــل منذ بـــدء عرضه ولغايه توقفه . أسمها كان مميزاً مثلهــــا وأرتبط باحــــداث سياسية عديدة مر بها بلدنا وهــــــذه التسمية كان لهــــا وقع كبير على مجريـــات حياتهـــا فيما بعد أيضاً.

لم تكن أعتقال الطائي ساكنة او مستسلمة وجمـــــعت في شخصيتهـــــــا ميول عديدة منها الاعلام والأدب والفن التشـــــــكيلي حيث كانت (نحاتة) مميزة واصبحت فيما بعد أديبة وقاصة..

كانت تعمل في قسم الديكور بمبنــــــــى الاذاعة والتلفزيون ولم يتوقف عطائها عند هذا الحد بل امتد لتحقــــــق طموحها كمقدمــــــة برامــــج معتمدة وعندما نــــــــال برنامجــــــــــــــها الســـــــــــــــــينما والنـــــــــــــــــاس باســــــــــــــتفتاء شعبي درجـــة افضل برنامـــــج سينمائي وهي افضل مقدمـــــــــة برامــــــــــــــــــــــج  جعلها هذا الشئ ســــــــــــعيدة للغايــــــة وكـــــــان ذلك في العـــــــــام 1976. كانت مسيرة الطائي حافلة بالمصاعب لكنها كانت تواجهها بالقوة والعزم لا الاستسلام..

وعندما غادرت العراق الى المجر في العام  1978 كما هو معروف لم تتوقف مسيرة العطاء الخاصة بها  بل اصرت على اكمال دراستي الماجستير والدكتوراه في المجر  واصبحت حلقة الوصل بين الادب العربي والمجري من خلال قيامهــــــــــا بترجمة العديد من القصص والاشعار المجرية الى العربية وبالعكس. وفي عام 2004 وبعد غياب خمسة وعشرون عادت لتزور بلدها الام العراق وهذه العودة اثارت في دواخلها الحنين للكتابة والادب حيث ترجمت ســـــيرتها الذاتيـــــة التي كتبتها بالعربية بكتاب أسمته ذاكرة الاشياء وايضا اصدرت المجموعة القصصية عندما نحب ورواية الارملة 2015.

ظلت تقاوم مرض سرطان الرئة سنوات طويلة لكنه تغلب عليها اخيرا لكن ذكراها ومسيرتها ستظل حاضرة في تـاريخ الاعلام العــــــــراقي والثقــــــــافة العراقيــــــــة المميزة.


مشاهدات 668
الكاتب هدير الجبوري 
أضيف 2023/12/13 - 1:15 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:36 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 352 الشهر 11476 الكلي 9362013
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير