جرائم إسرائيل في غزة نسخة عن الجرائم الأمريكية

سامي الزبيدي

الجرائم الوحشية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة هي استنساخ للجرائم الأمريكية في حروبها العديدة ضد شعوب العالم ولولا الدعم الأمريكي لإسرائيل في حرب غزة لما ارتكبت كل هذه الجرائم الوحشية ضد المدنيين فأمريكا الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني و من خلال تزويده بالأسلحة المتطورة والذخائر والأموال أو من خلال التغطية على جرائم الصهاينة الوحشية بل وتأييدها تحت ذريعة حق إسرائيل في الدفاع عن النفس أو باستخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن  ضد كل قرار يدين العدوان الإسرائيلي ويدعو لإيقافه فهذا الدعم يؤكد بما لا يقبل الشك ان أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين والتي هي نسخة من الجرائم الأمريكية في حروبها ضد مختلف شعوب العالم كجريمة قصف هيروشيما وناكازاكي بالقنابل النووية  ثم جرائمها في فيتنام ولاووس وكمبوديا وصولا الى العراق وليبيا وسوريا  .

حرب امريكية

وأمريكا الداعم الأول للكيان الصهيوني في كل حروبه مع العرب وتقف وراء كل الحروب في المنطقة وفي مقدمتها حربها ضد العراق وليبيا وسوريا واليمن وليس هذه فحسب بل تقف وراء اغلب الحروب والأزمات في العلم وأفغانستان أقرب مثال  فأمريكا عبر التاريخ الحديث تقف وراء اغلب الحروب والكوارث التي حدثت في العالم ففي الحرب العالمية الثانية ارتكبت أمريكا اكبر الجرائم وأفضعها عندما استخدمت القنبلة النووية في ضرب مدينتي هيروشيما وناكزاكي اليابانيتين وتسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة ناهيك عن التلوث الإشعاعي الذي لازالت آثاره  قائمة الى أيامنا هذه واقتداءاً بأسياده فقد هدد احد وزراء إسرائيل بقصف غزة بالقنبلة النووية , ولم تمضي إلا بضعة سنين عن نهاية الحرب العالمية الثانية حتى اندلعت الحرب الكورية بمشاركة أمريكية فاعلة ثم شنت أمريكا عدوانها على الشعب الفيتنامي فكانت حرب قذرة استخدمت فيها أمريكا احدث الأسلحة وأكثرها فتكا واستخدمت حتى الأسلحة المحرمة دولياً كالنابالم والأسلحة الكيمياوية والبايلوجية كما فعلت إسرائيل وارتكبت أمريكا جرائم وحشية في فيتنام تسببت في خسائر بشرية كبيرة ناهيك عن الخسائر المادية , وبعد الحرب العالمية الثانية ببضعة سنين بدأت أمريكا بما سمي بالحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي حيث شهدت تلك الحقبة سباقاً كبيراً في التسلح خصوصا ً في مجال الأسلحة النووية والصواريخ البعيدة المدى كما شهدت  توترا في العلاقات بينهما كادت تتسبب في حرب عالمية أخرى خلال الأزمة الكوبية مطلع ستينات القرن الماضي , وخلال  هذه الفترة وما تلاها أنشأت أمريكا العديد من القواعد العسكرية في مختلف بلدان العالم لتهديد الاتحاد السوفيتي ودول حلف وارسو كما تدخلت أمريكا في شؤون بلدان أمريكا اللاتينية خصوصا ذات الأنظمة الشيوعية ودبرت مخابراتها العديد من الانقلابات العسكرية في تشيلي والأرجنتين وغيرهما , ولا ننسى الدعم الأمريكي الكبير للكيان الصهيوني منذ ان استولى هذا الكيان الغاصب على فلسطين فقد قدمت أمريكا كل الدعم العسكري والمادي والسياسي لهذا الكيان في حروب  1948 و 1967 و 1973 ولا زالت تقدم له الدعم اللامحدود التسليحي والمالي والسياسي باستخدامها حق النقض الفيتو ضد كل القرارات التي أصدرها مجلس الأمن بحق هذا الكيان ,كما كان لأمريكا الدور الكبير في إنشاء حركة طالبان أيام التدخل السوفيتي في أفغانستان وأمدتها بالأسلحة والمعدات والأموال والمعلومات الاستخباراتية حتى تمكنت هذه الحركة من إخراج السوفيت من أفغانستان وإسقاط الحكومة الشيوعية الموالية للاتحاد السوفيتي لكن شهر العسل بين طالبان وأمريكا لن يستمر طويلا فقد ظهر تنظيم القاعدة والذي خرج من رحم طالبان وبات يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة العربية الى ان دبرت أمريكا فضيحة تدمير برجي التجارة ونسبت عمليتها الى تنظيم القاعدة وأفغانستان فكانت هذه العملية المبرر للغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2002 وإسقاط نظام طالبان .

عاصفة الصحراء

وفي حرب الخليج عام 1991 التي سميت بعاصفة الصحراء فقد حشدت أمريكا جيوش (60)  دولة لتقودها لحرب مدمرة وغير متكافئة ضد العراق وارتكبت أمريكا فيها جرائم حرب عديدة بقصفها دور المواطنين ومحطات الكهرباء والماء والمستشفيات والجسور وارتكبت افضع جريمة ضد الإنسانية بقصفها ملجأ العامرية الذي استشهد فــــــيه المئات من المدنيين الأبرياء .

وكما تفعل إسرائيل في غزة ولم تكتف أمريكا بذلك ولإرضاء اللوبي الصهيوني فعمدت لغزو العراق عام 2003 ضاربة عرض الحائط كل المواثيق والقوانين الدولية بعد ان فرضت عليه حصاراً جائراً دام ثلاثة عشر عاماً تسبب في قتل أكثر من مليون طفل ناهيك عن آثاره الاجتماعية والاقتصادية على البلد وكانت أمريكا تقصف بغداد والمدن العراقية بين الحين والآخر طوال عقد التسعينات لأسباب واهية وسوقت أمريكا عند غزوها العراق تبريرات لم تقنع اغلب دول العالم إلا حلفاءها فقط وكان الغزو مخالفة كبيرة لميثاق الأمم المتحدة أما الأسباب الحقيقية للغزو هي تدمير العراق وتحجيم قدراته العسكرية والاقتصادية والبشرية وتدمير كل وسائل نهضته وتطوره في الميادين العلمية والتـــــــــــــكنولوجية والصناعية والزراعية والاقتصادية والاهم من هذا كله تدمير بنية المجتمع العراقي وإثارة النعرات القومية والطائفية بين مكوناته المتآخية لان العراق بات يشكل خطراً كـــــــــــــــبيراً على امن إسرائيل ومصالح أمريكا في المنطقة وهذا ما تفعله إسرائيل في الشعب الفلسطيني منذ عقود فجرائم إسرائيل الوحشية ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية هي استنساخ لجرائم سيدتها أمريكا في مختلف الدول وزادت عليها فضاعةً وإجراماً ووحشية لان التلميذ قد يتفوق على أستاذه  .