الملتقى الإذاعي والتلفزيوني يضيّف سلام حربة
منذ زمن لم يقترب الأدب من الفن لتنمية ذائقة المتلقي
بغداد - ياسين ياس
احتفى الملتقى الاذاعي والتلفزيوني وعلى قاعة الجواهري في الاتحاد العام للادباء والكتاب بالعراق بالكاتب الدرامي سلام حربة،للحديث عن موضوع (الأدب والفن) بجلسة قدمها رئيس الملتقى صالح الصحن قائلا(يتواصل الملتقى الاذاعي والتلفزيوني بجلساته وفي أحدث جلساته يستضيف الكاتب الدرامي سلام حربة، لتسليط الضوء على علاقة الأدب بالفن).
ثم اعتلى منصة الجواهري حربة قائلا( هناك مؤثرات كثيرة عن دور الأدب والفن في الحياة اليومية العراقية،رغم عدم لقاء الأدب والفن لظروف التي مرت بالبلد والحروب التي تحاصر الجميع،كذلك هناك جهل في رموز السياسة والفن وكل مفاصل الحياة الاخرى،لكن يبقى الفن هو الواجهة الحقيقية لأي بلد ،مثلا لم تنهار مصر كما انهار العراق،مصر حافظت على رموزها الفنية لان مصر ام الدنيا كون الأدب والفن موجود ،الان في العراق لايوجد ترابط بين الأدب والفن . والثقافة عبارة صورة هناك مؤسسات تحاول الهيمنة فكريا على دور الأدب والفن والثقافة،للأسف لم يساهم الفن في ثقافة المواطن كونه يعمل في جانب اخر بعيد عن كل شيء..وانا على يقين ان الفضائيات من خلال الدعايات والخرافات والاوهام للان لم تستخدم العقل ومناهجه والياته كي تستطيع أن يرتقي بالوعي الجماعي).
سأله الصحن :الأدب والفن متى يتفاعلان؟ اجابه حربه(الأدب والفن هما مصدر واحد هنا تبقى مهمة المبدع،كون منذ زمن لم يقترب الأدب من الفن لتنمية ذائقة المتلقي، لكن هناك دور مهم لاتحاد الادباء،ونقابة الفنانين،رغم ان الفن العراقي متقطع كون القائمين على المؤسسات الفنية ليس لهم خبرة،وهناك عملية سائبة لوجود دخلاء على الفن)واضاف(والملاحظ في العملية الفنية وجود نفس الأشخاص ومعظمهم غير مختص،خصوصا عمل السيناريو لذلك تجد من يتابع الدراما العراقية يتلمس أخطاء في السيناريو وعدم الترابط). وقال مجيبا على تساؤل : لماذا الثقافة من الأدب إلى الفن مهمشة في الداخل ؟،اجاب قائلا(السبب لم نجد جلسات بين الرواية والفن اوقيام علاقة دائمة بين الأدب والفن وعدم وجود تفاعل بين الكاتب والفنان،والاعمال الراكزة تضم تاريخ العراق لم ينتج اي شيء بسبب الاخوانيات والمجاملات دون وجود ورش أدبية وفنية وانا أشعر بالخيبة والمرارة من مؤسسات مخرومة لاتعالج ابدا).
مداخلات متعددة
وشهدت الجلسة عدد من المداخلات منها مداخلة للفنان والاكاديمي عقيل مهدي الذي قال( سرديات نتمنى أن نوصل إلى نقطة ونموذج ،كاتب يعنى بهموم الناس البسطاء،أمام شراهة المتجبرين والمسكوت عنه،كون الفنان الحقيقي ضمير العصر،لكن هناك من يشوه الاخرين للأسف،في الدول الاشتراكية يقدم بكت في كل مكان،حتى برخت في المسرح الملحمي لم يسيء إلى زملاءه ،هناك الكثير من السلبيات هدفها تحقيق أهداف غير نبيلة)،مضيفا( انا تناولت قسم من اعمال سلام حربه في كتاباتي كونه انسان واضح وجميل).
وقال الأكاديمي عبد القادر الدليمي (كنت اتحدث لطلبتي في زمن ما عن كيفية تطويع الأدب إلى الفن،كنت اعمل في الإذاعة قصتي المفضلة في كل اسبوع،كنت اسمع الطلاب للقصة وطريقة الاعداد والطالب يتناول القصة ويكتب نص اذاعي كثير من الكتاب العراقيين كتبوا للمسرح والسينما والاذاعة،لكن ليس لدينا من يهتم بالفن والادب في العراق).
وفي مداخلة للأديبة سلامة الصالحي قالت (ان تداخل ،الفن ،والادب،والرواية،مع السينما والدراما والمسرح،يجعل الامي يقرا ويشاهد الرواية،ونحن دوما نعاني بسبب وجود الشخص المناسب ليس في المكان المناسب كون الثقافة اخر القلاع لمواجهة الجهل والتخلف،كون الثقافة ضربت واصبحت المواهب متوقفة،نحتاج إلى مؤسسة مصغرة تشرف عليها عقول تحب العراق).
واكد الكاتب سمير النشمي ان( علاقة الفن بالادب هي علاقة قائمة هناك كتاب كتبوا ،لم يتبنوا الادب جزء من الفن ،لذلك اتسم بطابع المحلي،وعدم الاستقرار كون الفن بحاجة إلى دعم مادي ،في مصر الدولة تدعم والقطاع الخاص ايضا،كون الفن يدعم الاقتصاد الوطني، في العراق هناك محاولات لتدمير الفن من الداخل لخلق تذمر لدى الكاتب والفنان لذلك ستبقى المشكلة قائمة طالما هذه الظواهرموجودة إلى الآن )،
وفي مداخلة لرئيس اتحاد الادباء علي حسن الفواز قائلا ( هذه الجلسة تثير أسئلة كثيرة حول الأدب والفن والسينما والمسرح ولللحديث عن هذه التفاصيل لابد من الاشارة الى ان الوضع بالداخل مربك ينعكس على تفاصيل أخرى تخص الثقافة،المطلوب كي ننهض بالصناعة الثقافية ان نعول على بطل ينقذ البلد،وعلينا خلق رأى عام يضغط على صانع القرآر ،كون الملف الثقافي والفني مهم جدا، كلنا يعرف بغداد عاصمة الثقافة العربيه انتجت12 فيلما ميزانية ضخمة كل هذه الأفلام مخجل عرضها،السبب يوجد جهل وتخلف وسوء تخطيط وضعف القانون،نحن الآن أمام كيف نصنع سينما ومسرح نحتاج إلى تخطيط وضغط اجتماعي،وادبي،وفني،من خلال الحوارات مع الجهات المعنية ).
وفي نهاية الجلسة تم تكريم المحتفى به شهادة تقديرية قدمها الفواز، واخذ الصور التذكارية بهذه المناسبة.