ذكرى مرور 100 عام على تأسيس الصيدلية الإسلامية في العراق
محسن حسين
الصيدلية الاسلامية .. تأسست سنة 1924.. اول صيدلية في العراق صاحبها مسلم (لذلك سميت بالاسلامية) حيث كانت هذه المهنة مقتصرة على الاخوان المسيحين واليهود فقط بالإضافة و كما كان معروفاً عن الطب المرادف هي مهنة العطارة.. افتتحها الصيدلي سامي سعد الدين و قام بأدارتها لحين افتتاحه لصيدلية سامي سعد الدين وحققت شهرة و أرباحاً كبيرة ويقال بان الناس وخصوصا من ابناء المناطق المجاورة لمدينة بغداد كانوا يرابطون بجمالهم وخيولهم في الساحة المقابلة للصيدلية قبل نصب تمثال الرصافي كلهم بانتظار ابو سهام الصيدلي.
الصيدلي سامي سعد الدين تنازل عن الصيدلية لابن اخته الصيدلي الكيمياوي المشهور أكرم مكي آل حمودة (أبو قيس) عام 1951 (حيث ان القانون العراقي لا يجيز لصيدلي بامتلاك اكثر من صيدلية واحدة) ..والذي اشتغل مع خاله الصيدلي سامي منذ ان كان طالب بالمرحلة الثانوية وتربى على يده. كان موقع الصيدليتين على ركني ساحة الرصافي حيث كانت عيادات الرعيل الاول من اطباء العراق المرموقين ..
اكتفى الصيدلي سامي سعد الدين بإنشاء صيدلية حديثة وواسعة كانت الأكبر في بغداد وسميت صيدلية سامي سعد الدين.
استمرت الصيدلية الاسلامية بالعمل تحت ادارة المرحوم الصيدلي أكرم مكي لغاية عام 1995 عندما اضطر لمغادرة العراق للعلاج .. استلم ادارتها اخيه الاصغر المرحوم عدنان مكي حمودة و ابنه الدكتور عمر عدنان مكي لغاية عام 2007 عندما اغلقت الصيدلية ابوابها نهائيا بعد 86 عام من السمعة الطيبة و العمل العلمي المرموق .. تعتبر هذه الصيدلية احدى معالم جودة الخدمات الدوائية في العراق آنذاك .
فروع الصيدلية
يجدر الذكر ان للصــــــــــيدلية الاسلامية فروعاً واحدة في الحلة بادارة الدكتور ابن حسين هـــــــــاتف ( من أقارب والدة سامي سعد الدين) و الصيدلية الإسلامية في مدينة العمارة بالإضافة كانت لديها معمل لصناعة قطرات برولين للعيون (قطرة برلين ثم تحولت قطرة نظر كما كانت تسمى ) و لديها مذخر ادوية الاسلامية و صيدلية المدينة (المرحوم الصيدلي ميخائيل زوما) و صيدلية اكرم (المرحوم مكي محمود حمودة) في جانب الكرخ و كذلك الفضل في تشجيع و دعم المرحوم السيد فاضل قرة علي في فتح صيدلية المربعة في شارع الرشيد و الصيدلي المرحوم سعدي خالد سعد الدين نقيب صيادلة العراقين وأول مدير عام لمعمل ادوية سامراء وصاحب صيدلية سامي سعد الدين بعد وفاة عمة.كان قامة كبيرة في عالم الصيدلة والصحة في العراق. كان المرحوم سامي سعد الدين سباقا في عمل الخير فقد ارسل طلابا لدراسة الطب على نفقة الخاصة الى اللمانيا وكذلك العراق منح للطلبة المحتاجين ورواتب الى بعض العوائل لمساعدتهم على العيش رحم الله ابو سهام واسكنة الجنة وجعلة مثل للاخرين فقد نهج نهجه هذا في مساعدة المحتاجين من تولى بعده الصيدلية الاسلامية لحين غلقهارحم الله جـــــــــميع من ذكرناهم و جزاهم كل خير عن عملهم المتقن و سمعتهم الطيبة ومساعدتهم للألاف من الفـــــــقراء والمتعففين.