بهكذا رجال تبنى الاوطان

خلدون المشعل

طالما انتقدت عمل بعض المؤسسات الحكومية بسبب البيروقراطية والروتين الذي يطبقه بعض موظفي الدولة في هذه المؤسسات ومن خلال تصرفاتهم هذه چلبو لمؤسساتهم سمعة سيئة ، ومن خلال حضوري واشتراكي في احدى الدورات التطويرية في المعهد العالي للاتصالات والبريد هذا المعهد العريق ومن خلال محاضرة مادة القانون وتحديدا قانون انضباط موظفي الدولة رقم (14) لسنة 1991 حيث نصت احدى المواد التي كلفت الموظف بضرورة احترام المواطنين وتسهيل انجاز معاملاتهم وكنت طيلة هذه الايام وعلى مدى الشهرين المنصرمين وانا اراجع مؤسسة الشهداء فرع الانبار من اجل الحصول على تأييد استشهاد ولكن دون جدوى رغم الاتصالات و(الواسطات ) و(العرف ) فلم ولن تنفع محاولاتي الا ان اتصلت باحد الاصدقاء ليخبرني ان الحل يكمن في مراجعة مؤسسة الشهداء قرب بناية برج الحياة في منطقة الكرادة وتحديدا الدكتور كفاح حيدر فليح معاون المدير العام في هذه الدائرة ، وبقيت ايام احدث نفسي هل فعلا بان هذا الرجل سينجز معاملتي التي كفلها لي القانون ام سأعود من حيث بدأت وفعلا توجهت لهذه الدائرة وللوهلة الاولى وانا ادخل على السيد كفاح انتابني شعور بالامل وان العراق مازال فيه رجال سباقون لفعل الخير حيث وجدت ان الرجل يجلس في قاعة كبيرة مفتوحة الابواب لكل المواطنين ويجلسهم حوله ومن كافة الاتجاهات ولم يضع سكرتيرا اوحاجبا يمنع الدخول اليه وشعرت انني امام رجل عراقي وانسان بما تحمله الكلمة من معاني ناهيك عن كلمات الترحيب حتى قبل ان يعرف من ارسلني له لقضاء حاجتي وما ان سمع بحاجتي قال لي بالحرف الواحد ( ابشر معاملتك اليوم كاملة ) وبالصدفة عرفت ان السيد كفاح حيدر فليح هو كاتب في نفس الجريدة التي اكتب بها مقالاتي الا وهي جريدة الزمان الغراء وانه كاتب واعلامي وهنا اقول ان هكذا رجال تبنى بهم الاوطان ويجب على الحكومة العراقية ان تمنحهم اعلى المناصب مادام ان همهم هو خدمة الوطن والمواطن ، رحم الله امك واباك يا كفاح حيدر فليح يا صاحب القلب الكبير وانت تنجز معاملات اهم شرائح المجتمع الا وهم ابناء وذوي شهداء هذا الوطن الجريح .