للمواقف رجال وللذكورة قادة وحكام
كامل الدليمي
اثبتت غزة إنها مصنع للابطال ، وأبت بطون نسائهم التي حملت رجال غزة إلا ان تنجبهم اسودٌ وملوكُ غابة ، وقادرين على انتزاع حقوقهم دون الاستعانة بالمرجفين الذي يخشون ان يفقدوا كراسي سلطتهم البائسة ،
دروسٌ عميقة وبالغة سَتُدَّرس لاجيال من القادة، على ان الامة لن تخلوا من الرجال رغم كثرة الراقصين والمُخنثين والخائفين ،
درسٌ سيكون لها الأثر البالغ في نفوس الاجيال المقبلة لتزيد من اصرارهم وتشد عزيمتهم نحو المطالبة بحقوقهم دون خوف ووجل ، غزة اصبحت إيقونة غيرت حركة التأريخ بعد ان اجبرت المؤرخين على ان يكتبوا تأريخها بماء الذهب ويتحدثون عن تلك الملاحم الجهادية التي ستبقى خالدة في تاريخ العالم ، شعب تم عزلهُ عن العالم بلا طعام ولا دواء ولا اتصال ولا ابسط سبل العيش الكريم ورغم ذلك يقول سنعطي لفلسطين اكثر واكثر ، يقولون باعلى اصواتهم وهم يودعون احبتهم وعوائلهم يارب خذ منا حتى ترضى ، كم هم عظماء ومن اي شيء صنعهم الله ليصطفيهم ويتربعوا على قمة مواقف الرجولة والإيثار ، يقابلهم قادة يتمسكون بالكراسي كتمسك الكفار بالحياة ، ويخشون ساحات الشرف والوغى كخشية الكفار لقاء الله ، فاخزاهم الله في الدنيا وسيكون مأواهم جهنم وبئس المصير ، لو أن المقالات تفي حق الرجولة والتضحية من اجل الوطن لكتبنا بحق رجال غزة مجلدات لكن بالتاكيد حروف الكون تقف خاشعة خاضعة امام لحظات صبر وجلد رجال غزة وهم يواجهون ابشع عمليات ابادة يشهدها التاريخ القديم والحديث ، ان لم ينصفكم بعض قادة العرب وحكامه ايها الرجال سينصفكم التاريخ والشعوب المتضامنة معكم ، ستنصفكم بنادق العراقيين وصدورهم المملؤة بالايمان وغضبهم على عدو الانسانية الكيان الغاصب وحزنهم على مايحدث لكم ، سارفع قبعتي ما حييت لاطفالكم ولنسائكم ولشيوخكم ولشبابكم المجاهد وهم يلتحمون ببعضهم البعض ليصنعوا معجزة الدنيا في كسر شوكة الشر رغم ان عالم الكفار كله اجتمع من اجل اخضاعكم ستبقى رؤوسكم رماح الله في الارض .
اما القيادة الامريكية فأقول لهم نصيحة من مسلم عربي يحترق قلبهُ الماً لما يحدث لأهله في غزة ، تعلموا الرجولة وتعلموا كيف تطالب الشعوب بحقوقها وحريتها الكاملة لذا انصحكم بنقل نصب الحرية من بلدكم الفاقد للشرف والحرية الى غزة التي اصبحت قبلة لكل احرار العالم واعطت دروساً في الحرية لن تتعلموها الا من شعب سصبر وسيظفر باذن الله .