قمة جدّة تؤكّد مركزية قضية فلسطين وزيلينكسي يدعو لموقف من حرب أوكرانيا

قادة الدول يحثّون على التعاون ويرحبّون بعودة سوريا وإتفاق السعودية وإيران

جدة - الزمان

بغداد - قصي منذر

حث رؤساء وزعماء الدول خلال القمة العربية المنعقدة في مدينة جدة بدورتها الحالية امس ، على استثمار الفرص لارساء تعاون اقتصادي يحقق طموحات شعوب المنطقة ،ورحبوا باستعادة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية ،واتفاق استئناف العلاقات السعودية الايرانية. وجاء في مسودة البيان الختامي للقمة ،اطلعت عليه (الزمان) امس (تأكيد دعم العراق ومركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية جمعاء، والهوية العربية للقدس عاصمة دولة فلسطين، بالإضافة الى حث السلطات اللبنانية على مواصلة الجهود لانتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن)، واشار الى (تجديد الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها وتكثيف الجهود لمساعدتها على الخروج من أزمتها ودعم شعبها ،وكذلك تأكيد التضامن الكامل في الحفاظ على سيادة واستقلال السودان ووحدة أراضيها والالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها ورفض أنواع التدخل الخارجي كافة، والامتناع عن التصعيد والالتزام بوحدة وسيادة اليمن واستمرار دعمه)، ورحب المجتمعون (بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين السعودية وإيران الذي يتضمن استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح بعثاتهما وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين وإدانة جميع أشكال العمليات الإجرامية التي شنتها المنظمات الإرهابية). وافتتح رئيس وزراء الجزائر أيمن بن عبد الرحمن، أعمال القمة في جدة ،وقال (نثمن جهود السعودية لإعادة سوريا إلى الجامعة)، داعياً المجتمع الدولي الى (تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني ووضع حد لسياسة لاستيطان الاحتلال)، مطالبا (السودانيين بتغليب الحوار وتجنب الانزلاق لدوامة العنف). ورحب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، بملوك ورؤساء الدول في مستهل انعقاد القمة ، وعودة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور اجتماعات الجامعة بعد غياب دام أكثر من عقد.وقال (نأمل أن يسهم ذلك في دعم استقرار سوريا، وعودة الأمور إلى طبيعتها، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي، بما يحقق الخير لشعبها، وبما يدعم تطلعنا جميعاً نحو مستقبل أفضل لمنطقتنا).  من جانبه ،أكد الأمين العام لجامعة الدول أحمد أبو الغيط، أن (قمة جدة فرصة لاستعادة قضايا عربية تركت للآخرين منذ زمن)، واضاف ان (الجامعة ترحب بالاتفاق الذي عقد بين السعودية وايران)، مشددا على (أهمية إعطاء القضية الفلسطينية أولوية ومواجهة التحديات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني). ودعا الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينكسي (الدول العربية الى موقف موحد من الحرب في أوكرانيا). ورحب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، بـ(جهود السعودية والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في السودان)، واضاف خلال كلمته ان (الصراع في السودان لن يكون عسكرياً وليس من مصلحة الشعب السوداني دمار الدولة وتدمير بناها التحتية)، وطالب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين ابراهيم طه، إلى (حل الأزمة في السودان بما يحقق تطلعات شعبه)، واشار خلال كلمته ان (منظمة التعاون الإسلامي لم تدخر جهداً لوقف الصراع في السودان منذ اليوم الأول)، مناشداً الأطراف السودانية (إعلاء المصلحة الوطنية).  وأكد العاهل الأردني عبد الله الثاني، دعم خطوات الحكومة العراقية لإعادة دور العراق في المنطقة.وقال خلال كلمته (ندعم خطوات الحكومة العراقية لإعادة دور العراق في المنطقة)، وأضاف أن (منظومة العمل العربي المشترك بحاجة إلى تطوير دائم لمواجهة التحديات الدولية تستدعي تعزيز التعاون بين الدول العربية). كما رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ،بعودة سوريا الى الجامعة.وشدد السيسي على (أهمية تفعيل مفهوم العمل العربي المشترك)، واشار الى (التمسك بمبادرة السلام العربية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة،وانه سيدعم كل الجهود لتفعيل التعاون العربي لمراعاة مصالحنا). ودعا العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، الى استكمال مسيرة السلام في فلسطين.وقال (ندعم حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة،وندعو الى تحقيق التكامل العربي). بدوره ، اشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بـ(مواقف القادة العرب الثابتة تجاه القضية الفلسطينية)، وطالب بـ(حماية دولية للشعب الفلسطيني من الجرائم التي ترتكب بحقهم من قبل قوات الاحتلال). وجدد الرئيس التونسي قيس سعيد، رفض بلاده أن تكون في تحالف ضد آخر.وقال  خلال كلمته إنه (يجب وضع حد للانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني والصمت الدولي تجاهها، واننا نرفض أن نكون ضحايا لنظام عالمي جديد لا نشارك في وضع أسسه وقوانينه).  ورأى الرئيس السوري بشار الأسد، أن الدول العربية أمام فرصة تاريخية لإعادة ترتيب البيت العربي بأقل قدر من التدخل الأجنبي.واعرب عن امله بإن (يتم تطوير ومراجعة ميثاق الجامعة العربية ونظامها الداخلي لتتماشى مع متطلبات العصر). وحث رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ، الدول العربية على بناء تكتل اقتصادي . وقال خلال كلمته (نرحب بعودة سوريا الى الجامعة،ويجب منع انزلاق السودان في أتون الحرب والتقسيم،كما نؤكد الموقف العراقي الثابت من القضية الفلسطينية)، داعيا الى (بناء تكتل اقتصادي). والتقى السوداني في وقت سابق، ولي العهد السعودي في مدينة جدة على هامش مشاركته في اعمال القمة بدورتها الحالية.

 وقال بيان تلقته (الزمان) امس ان (ابن سلمان استقبل في مدينة جدة السوداني والوفد المرافق له ، وجرى بحث الملفات المشتركة بين البلدين). كما ناقش السوداني ،مع نظيره اللبناني نجيب ميقاتي ، التعاون المشترك. وقال البيان ان (السوداني استقبل، في مقر اقامته في جدّة، ميقاتي، وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون بين العراق ولبنان وتطوير الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين).

واختتمت القمة امس بعد ان اعلن رئيسها محمد بن سلمان اعتماد قراراتها بالاجماع.