الزيدي والنصّار يعالجان المساحة السردية بحياة سعيدة

الفكاهة السوداء أسلوب يدفع الجمهور إلى المتابعة

بغداد - ياسين ياس - يثرب أحمد فاضل

عرضت الفرقة الوطنية للتمثيل على خشبة المسرح الوطني في 13 من الشهر الجاري ولمدة ثلاثة ايام مسرحية (حياة سعيدة) إنتاج نقابة الفنانين العراقيين، بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح، تأليف علي عبد النبي الزيدي، اخراج كاظم النصار ،ودراما تورج الفنان سعد عزيز عبد الصاحب، تمثيل حسن هادي ولبوة عرب وعلاء قحطان وادارة المسرح لعبد الأمير الصغير. والمسرحية تتناول الواقع الذي نعيشه من خلال مجموعة من الشباب ،يقررون الزواج في غرفة واحدة ويحدث صراع بينهم حيث تتضح الحقيقة ان هؤلاء الشباب هاربون من مصحة عقلية.

 وقال المخرج النصار لـ (الزمان)(تدور قصة العرض حول رجل يدخل غرفة زفافه ليجد عروسين سبقاه إليها، في نوع من فكاهة مسرحية تصنف ضمن كوميديا الموقف) . مؤكدا(من جديد حاولنا في هذا العرض وكما فعلنا سابقا ان نقترب من الهم الاجتماعي وانعكاس التحول السياسي عليه وذلك عبر نص دال ومكثف غالبا مايدون الكاتب المبدع علي عبد النبي الزيدي نصوصا شبيهه تشير لهذه التحولات والحكايات المنبثقة منها مع اختلاف الحكاية ونوعها وعبر فرضية اخراجية راعت التنوع المشهدي وعالجت المساحة السردية عبر الفكاهة السوداء حينا وعبر نسف ادائي حاول أن يحفر بحرفية في خطاب النص وشخصياته) واضاف(العرض بانساقه الثلاث يقدم قراءة لما مر بنا وما جرى لبلادنا خلال تلك التحولات السريعة).

وقالت بطلة المسرحية لبوة عرب(سرني وصول الفكرة بوضوح للجمهور الذي تفاعل مع كوميديا الموقف التي بناها مؤلف المسرحية الزيدي ومخرجها النصار)، متمنية أن(نكون قد توفقنا في تجسيدها وفق رؤيتيهما بما يسعد الجمهور).

وقدم نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي باقة من الزهور والأمنيات لنجوم العرض متمنياً لهم مواصلة عطائهم الثر والتكاتف الدائم في تقديم ما يليق باسم العراق. وقال (تضع نقابتنا فن المسرح في أولويات عملها اداريا ومهنيا ودعما للعروض ومشاركتها داخل البلاد وخارجها، وقد دعمت نقابتنا هذا العرض وانتجته لمجموعة من المسرحيين ومنهم المخرج كاظم النصار ليقدم لنا رؤية جديدة في عرض جديد ينهل من مجريات مامر في بلادنا من تحولات وانعكاساتهاعلى البنية المجتمعية،حياة سعيدة نحلم ان تكون حياتنا هكذا واجمل ومسرحنا يزدهي بالجمال).

 حدوته مشوقة

ولفت الناقد رياض موسى سكران، الى أن( كاظم النصار، دأب على تلوين رؤاه، منذ أطل في بداياته.. مطلع التسعينيات، وحتى عرضه الأخير حياة سعيدة) مفيداً( أرى أن الجمهور لن يكف، وسيواصل متابعة العرض؛ لأن الحدوتة مشوقة، بما إنطوت عليه من مفارقة فكهة ونكات ملتزمة تسر المتفرج بلطافتها، من دون أن تتحول الى هدف، إنما الكوميديا في هذا العرض وسيلة مكملة تشد الجمهور الى المتابعة؛ كي تصل رسالة المؤلف، التي أجاد المخرج رسمها.. في أداء حركي.. نفذه الممثلون مضفين عليه نسق جمال تكامل مع الموسيقى التصويرية التي وضعها دريد الخفاجي، والديكورات التي صممها سهيل البياتي، والإضاءة التي حرص المخرج النصار على تصميمها وتنفيذها بنفسه، في ما إتضحت لمسات الدراماتورج – مضيء فكرة العرض الدكتور سعد عزيز عبد الصاحب، من خلال السينيوغرافيا – فضاء المسرح).

ونوه القاص عامر حمزة( شاهد الجمهور مسرحية إقتربت من تكامل وحدات العرض، بما أبداه الممثلون من حيوية في الطرح حققت معنى وقيمة الفكرة بإنسيابية تناغمت فيها إشتغالات المؤلف والمخرج والموسيقار الخفاجي والفنانان عبدالصاحب والبياتي.. كل من جانبه ليترسخ فن مسرحي شهدناه بإعجاب، حق لهم علينا أن نتحفظ على هنات.. في مواضع ما من مساحة المكان وأفق الزمان).

 واكد الناقد والاكاديمي علي حمدان (كعادته علي عبد النبي الزيدي يتناول الموضوعات الحياتية،من وجهة نظر مغايرة طالبا الفعل الواقعي إلى اللاواقعي إذ يدخل إلى حياتنا بمنظور فلسفي عبثي ،فالحياة عبارة عن عملية جنسية لاتكتمل كما هي مشاريعنا الحياتية بعد التحول السياسي، وعلى هذا الأساس يضعنا المخرج كاظم النصار ،في مستشفى المجانين،فالواقع مجنون غير مقبول لايمكن الحدوث، ليس له قيم في الحياة ،ليتبارى في بلورة الفكرة ،ممثلون انتصروا على أنفسهم ليقدموا لنا وجبة فنية دسمة تناغم كل فيها كل من ،حسن هادي ، لبوة عرب،وعلاء قحطان،والممثلة،هديل سعد،التي لم تنطق بكلمة وقالت كل الكلمات).

واشار الفنان والاكاديمي عقيل مهدي ان (العمل لايخلو من الجرأة لايمكن أن تكون متداولة الا حين تتوفر فيها مايمكن ان يجعلها مالوفة،وليست بمثل الطرح المفاجىء وغير المعهود، امتازت المسرحية بجودة أداء الممثلين،وبتاثر الديكور بعروض سبق وأن قدمت في العراق) مضيفا(بشكل عام نتمنى أن تكون العروض القادمة تبرر سبب اختيار المنصة للجمهور والصالة للممثل).