الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
آلاف المدنيين يفرّون من شمال غزة ومفاوضات في الدوحة من أجل هدنة

بواسطة azzaman

آلاف المدنيين يفرّون من شمال غزة ومفاوضات في الدوحة من أجل هدنة

 قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية), (أ ف ب) - واصل الفلسطينيون الفرار من شمال قطاع غزة المدمر إلى الجنوب مع خروج عشرات الآلاف الخميس سيرا على الأقدام هربا من القصف والمعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، فيما تجري محادثات أميركية إسرائيلية قطرية في الدوحة بشأن هدنة إنسانية.وبعد أكثر من شهر من القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل ردا على هجوم حماس غير المسبوق على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ما زال مئات آلاف المدنيين عالقون في وضع إنساني كارثي في شمال القطاع، بحسب الأمم المتحدة.وقتل ما لا يقل عن 1400 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون سقطوا في اليوم الأول من هجوم حماس غير المسبوق منذ قيام الدولة العبرية عام 1948. كما تعرّض ما يقارب 240 شخصًا من إسرائيليين وأجانب للخطف وتمّ نقلهم الى داخل قطاع غزة.ومن الجانب الفلسطيني، قتل 10812 شخصا بينهم 4412 طفلا، بحسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس الخميس.واستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مجددا الخميس وقفا لإطلاق النار، قائلا «وقف إطلاق النار مع حماس يعني الاستسلام».

اداء جيد

وأعلن نتانياهو أن أداء جيشه “جيد بشكل استثنائي» في هجومه على حركة حماس في غزة، مشددا على أن إسرائيل لا تخطط لاحتلال القطاع الفلسطيني.وقال نتانياهو لشبكة فوكس نيوز «أعتقد أن أداء الجيش الإسرائيلي جيد بشكل استثنائي»، مضيفا «نحن لا نسعى إلى حكم غزة. ولا نسعى إلى احتلالها، لكننا نسعى إلى منحها ومنح أنفسنا مستقبلا أفضل».وفيما ترفض إسرائيل أي وقف إطلاق نار بدون الإفراج عن الرهائن، أجرى مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز ومدير الموساد ديفيد بارنياع محادثات في الدوحة مع مسؤولين قطريين بشأن «وقف إنساني» للحرب، وفق ما أفاد مسؤول مطلع على الزيارة الخميس.وقال المسؤول لوكالة فرانس برس إنه جرى خلال الاجتماع «العمل على تفاصيل وقف إنساني محتمل (للقتال) من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح رهائن وإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة» مضيفا أن «المحادثات كانت تتقدم بشكل جيد في الأيام القليلة الماضية نحو التوصل إلى اتفاق».وكان مصدر مقرب من حركة حماس في غزة أكد أن مفاوضات تجري حول «وقف إنساني لثلاثة أيام» مقابل إطلاق سراح 12 رهينة «نصفهم أميركيون».وبثت حركة الجهاد الإسلامي الخميس شريط فيديو لامرأة وفتى قالت إنهما من ضمن الرهائن الذين تحتجزهم، مؤكدة استعدادها للإفراج عنهم في حال توافرت «الشروط الملائمة ميدانيا وأمنيا».وقال أبو حمزة، المتحدث باسم سرايا القدس الجناح العسكري للحركة، في شريط مصوّر إن الحركة مستعدة للإفراج عن السيدة السبعينية والفتى البالغ 13 عاما «لأسباب انسانية وصحية».ودان الجيش الاسرائيلي نشر الفيديو ووصفه بانه “إرهاب نفسي».الى ذلك، أعلنت حركة حماس الخميس أن رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية يزور مصر لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين عن الأوضاع في قطاع غزة.في هذه الأثناء، تواصل خروج الفلسطينيين من رجال ونساء وأطفال بأعداد كبيرة من شمال القطاع، على ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس، وذلك بعدما أعلنت إسرائيل فتح «ممر» جديد للإخلاء لعدة ساعات.وأعلن البيت الأبيض الخميس أن إسرائيل وافقت على تنفيذ “هدن” يومية لأربع ساعات للسماح للسكان بالتوجه جنوبا، بينما استبعد الرئيس الأميركي جو بادين أي إمكانية لوقف إطلاق النار.وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين «ستبدأ إسرائيل بتنفيذ هدن لمدة أربع ساعات في مناطق بشمال غزة كل يوم، مع الاعلان عنها مسبقا قبل ثلاث ساعات».ويشن الجيش الإسرائيلي عملية برية منذ 27 تشرين الأول/اكتوبر وتتحرك وحداته منذ عدة أيام في قلب مدينة غزة، بما يشمل محيط مستشفى الشفاء حيث أعلن «القضاء على أكثر من خمسين إرهابيا في معارك عنيفة».كما أعلن الجيش “تدمير مداخل أنفاق ومصانع صواريخ مضادة للدبابات ومواقع لإطلاق الصواريخ»، مشيرا إلى أن المنطقة تؤوي «المقر العسكري» لحركة حماس داخل شبكة الأنفاق.وتكبدت المنطقة أضرارا جسيمة واضطر أحد سكانها يدعى محمود المصري وهو مزارع في الستين من العمر، إلى دفن أشقائه الثلاثة وأبناؤهم الخمسة في بستان منزله في بيت حانون في شمال شرق القطاع بالقرب من الحاجز الفاصل مع إسرائيل، قبل الفرار جنوبا.وروى الرجل الستيني الذي لجأ مع عائلته إلى مستشفى في خان يونس بجنوب قطاع غزة «لا خيار لدينا، فالمقبرة تقع في المنطقة الحدودية التي توغلت فيها الدبابات» مضيفا «الوضع خطير جدا، سوف أنقل الجثث بعد الحرب».ووصف الطبيب الجراح في اللجنة الدولية للصليب الأحمر توم بوتوكار وضعا «كارثيا» في المستشفى الأوروبي في خان يونس. وقال لفرانس برس «رأيت في الساعات الـ24 الأخيرة ثلاثة مرضى في جروحهم ديدان».وأظهر شريط فيديو لوكالة فرانس برس، وقوع انفجارات ضخمة على مقربة من المستشفى الاندونيسي في بيت لاهيا بشمال غزة، ما أثار ذعرا في أرجائه.وتعرضت المناطق المحيطة بعدد من المستشفيات في شمال القطاع للقصف ليل الخميس الجمعة، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس، بما في ذلك مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في قطاع غزة وحيث لجأ 60 ألف شخص، ومستشفى الرنتيسي للأطفال والمستشفى الإندونيسي. وأبلغت حماس عن وقوع إصابات من دون أن تتحدث عن سقوط قتلى.

تراجع مخزون

وبحسب الأمم المتحدة، فر 1,5 مليون شخص من أصل تعداد سكاني قدره 2,4 مليون نسمة في قطاع غزة، بسبب الحرب، فيما يتكدس مئات آلاف اللاجئين في وضع يائس في الجنوب حيث يتراجع مخزون المواد الغذائية بصورة خطيرة، وفق المنظمة الأممية.من جهتها، نفت اسرائيل أن يكون هناك “أزمة إنسانية” في غزة، مقرة في المقابل بـ»صعوبات كثيرة» يواجهها المدنيون فيما تصل المساعدات الدولية بشكل بطيء من مصر من خلال معبر رفح.وأعيد الخميس فتح المعبر للسماح بمرور عدد محدود من الجرحى والأجانب وحاملي جوازات السفر الأجنبية وإدخال شاحنات مساعدات، وفق ما أفاد مدير إعلام المعبر وائل أبو عمر.وتفرض اسرائيل منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر «حصارا مطبقا» على قطاع غزة حارمة سكانه من المياه والكهرباء والمواد الغذائية والوقود. ويخضع القطاع أساسا لحصار إسرائيلي بحري وجوي وبري منذ العام 2007 بعد سيطرة حماس عليه.وفي شمال القطاع، ما زال مئات آلاف الفلسطينيين في شمال وادي غزة «في وضع إنساني كارثي» بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا) الذي اشار إلى أنهم «يكافحون للحصول على أدنى قدر ممكن من الماء والطعام الضروريين لبقائهم على قيد الحياة».والمستشفيات التي لم تغلق بعد تعاني نقصا في الأدوية والوقود لتشغيل مولدات الكهرباء.ووصف الطبيب أحمد مهنا في مستشفى العودة في جباليا وضعا «محزنا ومأسويا» مشيرا إلى أن الجراحين يجرون العمليات تحت «التخدير الموضعي» لعدم توافر الكهرباء لتشغيل المعدات الضرورية للتخدير العام.توازيا أكّد الجيش الإسرائيلي أنّ مسيّرة مجهولة المصدر تحطّمت الخميس على مدرسة ابتدائيّة في مدينة إيلات على البحر الأحمر في جنوب إسرائيل، ما سبّب أضرارا مادية وحالا من الذعر.وخلال مؤتمر إنساني دولي حول غزة نظمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس في باريس، وجهت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنذارا جديدا.وأعلنت أن “الكابوس الذي تعيشه غزة اليوم هو أكثر من أزمة إنسانية، إنه أزمة البشرية».ودعا ماكرون خلال المؤتمر إلى «العمل من أجل وقف إطلاق نار» مشددا على «الحاجة إلى هدنة إنسانية سريعة».وأعلنت الدول المشاركة في المؤتمر عن التزامات بتقديم مساعدات تتجاوز قيمتها مليار يورو، بحسب ما أفادت الرئاسة الفرنسية.من جهة أخرى، قدم محام فرنسي الخميس ملفا باسم حوالى مئة منظمة من المجتمع المدني ونحو ثلاثمئة محام إلى المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية يطالب بفتح تحقيق بشأن «إبادة جماعية» في قطاع غزة خلال الحرب بين إسرائيل وحماس.كما يطالب الموقعون بأن ينظر مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية في الجرائم التي ارتكبها مقاتلو حماس خلال هجومهم على إسرائيل ولا سيما قتل أطفال ونساء ومدنيين إسرائيليين.وفي الضفة الغربية المحتلة، قتل 15 فلسطينيا الخميس برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مشيرة الى أن 11 منهم قضوا خلال عملية عسكرية للجيش لا تزال متواصلة في مدينة جنين.ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، تصاعد التوتر في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وبلدتها القديمة، وقتل أكثر من 170 فلسطينيا بنيران جنود أو مستوطنين إسرائيليين وفق وزارة الصحة.


مشاهدات 577
أضيف 2023/11/10 - 9:20 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 11:49 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 43 الشهر 43 الكلي 9362115
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير