الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المفوَّضْة الوحيدة .. من دفتر اللقاء بياسر عرفات

بواسطة azzaman

المفوَّضْة الوحيدة .. من دفتر اللقاء بياسر عرفات

عادل سعد

 

ما الذي  يستحق الانتباه اكثر من هذا الصمود الفلسطيني بوجه الالة التدميرية الوحشية الإسرائيلية ، وما الذي يمكن  التعويل عليه في حسم معركة غزة لصالح الارادة الفلسطينية من هذه المداولة على مدار الساعة بين الموت والحياة في معادلة ناضجة تغذي بجدارة  تاريخ السمو النضالي .

إن التعشيق والشراكة  الباهرة بين الثقة والامل ، والتعايش مع الخطر بالمزيد من التجلي النابض أنما أضاف ويضيف أدامة باسقة للروح الفلسطينية  ضمن اجل قيمها في انتزاع مصيرها من التسويف والاستهانة ،والاستخذاء.

لقد سألتٌ  الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات  في احدى لقاءاتي له  عندما كان يزور بغداد في ثمانينات القرن الماضي ( على ماذا تعوّل  سيدي الرئيس )،قال دون تردد (على الصبر، لدينا رصيد لايتوفر لدى أي شعب اخر من هذه الثروة النفسية العظيمة ، نحن شعب الجبارين) واخذت راحتي في المداولة معه  وسألته ومم تخاف سيادة الرئيس ، لكني استدركت وطرحت السؤال بتهذب  ، وقلت له مم تخشى على القضية فقال بأسرع مما توقعت ،(اخشى ما اخشاه أن تتحول الخيانة الى وجهة نظر)  واستطردت معه ، (هل  تحولت الخيانة الى وجهة نظر)…؟ . كنا في جوٍ شتائيٍ ، وكان عرفات يعتمر غطاءَ رأسٍ أسود سميك وأختصر الرد بأبتسامة فقط ، وكأني به لايريد الذهاب الى التسميات وما تثير من اسئلةٍ

لقد جرت المقابلة  في احدى بيوت الضيافة المخصصة له عندما كان يزور بغداد وكانت الدار  تغلق بإحكام عندما  يغادرها لأعتبارات أمنية صارمة ،

ونشرت ما قاله في مجلة (الف باء) ، والان  ،وانا أتابع العرب الذين ركبوا رؤسهم تحت مظلة مثقوبة أن لا طائلة من المقاومة ، أقول  جازماً ، ان السلام بدون عدالة في انصاف الحق الفلسطيني مجرد اغتصاب للحقيقة وضربٌ من التهويم والوهم ، إن لم يكن فجوراً سياسياً خالصاً ، والا  مَنْ  أجبر الامين العام للأمم المتحدة  انطونيوا غوتيريش على القول،( ان هجمات حماس لم تأتِ من فراغ) ،وكيف أضطرت صحيفة هارتس الاسرائيلية الى الاعتراف الواضح ، ان الفلسطينيين اشجع شعوب الارض  ،وانهم رواد المفاجآت النادرة غير المحسوبة في العقل الاسرائيلي .

معركة حاسمة

المعركة الجارية الان حاسمةٌ  لصالح الامل الفلسطيني  وإن كانت كلفتها البشرية مفزعةً ، واذا كان من الحتمي ان تتوقف فانها  لا بد أن توثق هزيمة اسرائلية غير مسبوقة . إن الانكسار الذي اصاب الصهيونية لايمكن جبره مهما  أمعنَ تنكيل الماكنة الارهابية الاسرائيلية .سيظل الدم الفلسطيني الذي سال حبراً مضافاً  لوثيقة هذه القضية ، لقد أوجدت معركة غزة فرصةً مفتوحةً لتحقيق العدالة  التي عَجرَ ان تحقيقها اكثر من 300 قرارٍ وتوصيةٍ  دولية صادرة عن مجلس الامن الدولي والهيئة العامة للامم المتحدة ، قرارات اقرت بالحق الفلســـــــطيني في تقرير مصيره  ، لكنها بقيت مركونةً دون أي حراكِ.بخلاصة ، المقـــــــــاومة هي المفوض الوحيد لتقرير مصير القضية  الفلسطينية.


مشاهدات 606
الكاتب عادل سعد
أضيف 2023/11/06 - 5:39 PM
آخر تحديث 2024/09/24 - 2:32 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 1127 الشهر 39684 الكلي 10028306
الوقت الآن
الجمعة 2024/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير