لماذا لم يظهر السوداني في صورة مؤتمر القاهرة ؟

نديم الجابري

الأسبقية في البروتوكولات التي تنظم عملية استقبال الرؤساء او توديعهم أو مكان جلوسهم أو مكان وقوفهم تعد أحد الممارسات التي تعبر عن الحق الذي تتمتع به الشخصيات السياسية الرسمية بما يؤهلهم للتقدم على أقرانهم من المدعوين في الاجتماعات و الاحتفالات الرسمية . و من هنا أصبحت الحاجة ملحة لبيان مجموعة القواعد المنظمة للأسبقية . تلك القواعد التي تدور حول تبني قاعدة التداخل و توزيع أصحاب الأسبقية على يمين و يسار أو على أمام و خلف ، اضافة الى تحديد من له الأسبقية بترأس الاجتماعات أو الاحتفالات بناء على المناصب و الأقدمية . لذاك فان معرفة الشخصيات الرسمية ببروتوكول الأسبقية تكفل لهم حضورا متميزا ، و تحفظ لهم مكانة بلدانهم .و بناء على ذلك ، لا تلام الدولة المضيفة في مؤتمر القاهرة للسلام 2023 على تأخير كلمة رئيس مجلس الوزراء العراقي أثناء انعقاد المؤتمر ، و لا تلام أيضا عندما طلبت من رئيس مجلس الوزراء العراقي أن يكون في الصف الثاني أثناء التقاط الصورة الجماعية لأن نظام البروتوكول العراقي وضع رئيس الجمهورية في المقام البروتوكولي الأول ، ثم يأتي بعده رئيس مجلس الوزراء . و ان انسحاب رئيس مجلس الوزراء ألعراقي اثناء التقاط الصورة الجماعية لرؤساء الوفود التي حضرت مؤتمر القاهرة لم يحل المشكلة ، انما أضاف لها خرقا بروتوكوليا جديدا .ان هذا الخلل بلا شك يضعف من مركز رئيس مجلس الوزراء و يقلل من شأن البلد الذي يمثله ( العراق ) . عليه ، يمكن القول أن الخلل يكمن في تراتبية النظام السياسي العراقي و في بنيته . و ان لم يعالج ذلك مستقبلا سيبقى رئيس الوزراء معرضا للحرج و الدولة معرضة لتراجع منزلتها الدولية .و بناء على ذلك كله ، ينبغي معالجة هذا الخلل البروتوكولي الذي يمس مكانة العراق عن طريق احدى الحلول الآتية :

1 - أن يسن مجلس النواب العراقي قانونا للبروتوكولات يضع رئيس مجلس الوزراء في المقام الأعلى ، و تبلغ دول العالم كافة عبر قنواتنا الدبلوماسية بذلك على غرار ما فعلت المانيا عندما وضعت ( مستشار المانيا ) بالمقام الأول ) .

2 - و اذا بقي الحال على ما هو عليه ، فمن الضروري أن يمثل العراق في المؤتمرات و الاحتفالات الرسمية ( رئيس الجمهورية) حفاظا على هيبة العراق و مكانته الدولية .

3 - أو يصار الى تغيير نظام الحكم من النظام البرلماني الى النظام الرئاسي . و هذا التغيير يحتاج الى تعديل دستوري يصعب تحققه في ضوء التوازن السياسي في البلاد .