الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أستميحكم العذر أصدقائي المسيحيين

بواسطة azzaman

فم مفتوح .. فم مغلق

أستميحكم العذر أصدقائي المسيحيين

زيد الحلي

سنة ميلادية جديدة ، ملؤها المحبة والامل والتعاضد ، تحل غدا ، وهاهو الزمن يمضي ، وما بقى إلا ساعات قليلة ، وتنطوي صفحة العام 2023 .

 لقد اعتدتُ في السنين الخوالي ، ان اتصل هاتفيا ، او اقوم بزيارات شخصية وعائلية للأصدقاء المسيحيين ، او في الاقل مهاتفتهم ، مهنئاً بالسنة الجديدة ، وكم كانت الاحتفالات، بهيجة في بيوت هؤلاء الاصدقاء ونواديهم الاجتماعية التي تزدان بالزينة ، حيث يتواصل الفرح حتى غبش الصباح ..

لكني في السنوات الاخيرة ، لم اقم ، حتى بمهاتفة  اي احد من اصدقائي المسيحيين ، حيث لم يتبقى منهم إلاً القليل ، وهذا القليل اشعر امامهم بالخجل ، لما اصابهم من أذى على ايادي لا تعرف الرحمة .. لقد خنق المتخلفون هؤلاء الاخوة المسالمون ، الطيبون بسموم الحقد ، وهم بناة حضارة العراق ، وهجرّناهم ، الى حيث لا امل، بدل ان نهيئ لهم هواء المحبة ، وتنهمر لهم دموعنا عند عطشهم .. ونقتطع لهم من اجسادنا عند جوعهم.

لقد اصبحوا اشباحاً ، في بلدهم ، وخبأ ضياء شمس حياتهم ، وسط زئير الرياح الصفراء ، حتى ضاعت امام اعينهم نجوم المستقبل ،  وراء افق مزروع في سراب المخيلة ..  لقد انطفأ الحلم في وجدانهم ، وباتوا يشكون غدر الزمن ، لم يتوقعوا حدوثه .

وكأني ، اشعر بما يجول في دواخلهم من اسئلة :  لماذا لم نرم لهم طوق النجاة في لحظه الغرق .. ونبني لهم جسر الأمان في لحظات الخوف ؟

احبتي ... لن اذكر اسماءكم ،  فأنتم تعرفون من اعني ... ايها الساكنون في كرفانات البؤس ... تعانون البرد والجوع ، وانتم اهل خير وضيافة ، ثقوا ، بأن حبكم هو محنتي  وعذابي ، ومحنة وعذاب كل الطيبين من اخوانكم في ربوع عراقكم .. ومازالت في عيوننا الحزينة قبلة على جباهكم المضيئة بالصدق والطيبة . ..

لعن الله من شوه جمال سريرتكم ... لكن ثقوا ان الزمان لم يقهركم ...وعذرا لعدم تهنئتكم بالسنة الجديدة ..

 

 

 


مشاهدات 548
الكاتب زيد الحلي
أضيف 2023/12/30 - 5:53 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 12:09 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 322 الشهر 11446 الكلي 9361983
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير