الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دفتر‭ ‬غزة‭ ‬الأعظم

بواسطة azzaman

دفتر‭ ‬غزة‭ ‬الأعظم

علي السوداني

 

وهذا‭ ‬جوزيف‭ ‬بايدن‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬بباب‭ ‬حفرة‭ ‬الجحيم‭ ‬الأكبر‭ ‬،‭ ‬واختصر‭ ‬مشهد‭ ‬الرعب‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬انتصار‭ ‬اسرائيل‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬هام‭ ‬جداً‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‭ !!‬

منذ‭ ‬أن‭ ‬جاء‭ ‬إلى‭ ‬كرسي‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬الثمين‭ ‬وهو‭ ‬يواصل‭ ‬سياسته‭ ‬الشهيرة‭ ‬وبلاده‭ ‬بتقسيم‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬محاور‭ ‬متضادة‭ ‬متصارعة‭ ‬،‭ ‬فمن‭ ‬كان‭ ‬مع‭ ‬امبراطورية‭ ‬الشر‭ ‬والكاوبوي‭ ‬القاتل‭ ‬فأهلاً‭ ‬وسهلا‭ ‬به‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬وقف‭ ‬موقفاً‭ ‬مغايراً‭ ‬حتى‭ ‬بباب‭ ‬الحياد‭ ‬،‭ ‬فهذا‭ ‬ضد‭ ‬أمريكا‭ ‬وذيلها‭ ‬الناتوي‭ ‬القذر‭ ‬،‭ ‬ومصالحها‭ ‬وعليه‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬الثمن‭ ‬دماً‭ ‬وجوعاً‭ ‬وحصاراً‭ .‬

في‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬المدينة‭ ‬البطلة‭ ‬الشهيدة‭ ‬الإستثنائية‭ ‬،‭ ‬تصرف‭ ‬هذا‭ ‬الخرف‭ ‬الجشع‭ ‬مثل‭ ‬زعيم‭ ‬مافيا‭ ‬يدري‭ ‬أن‭ ‬فرصته‭ ‬في‭ ‬الفوز‭ ‬بولاية‭ ‬ثانية‭ ‬صارت‭ ‬بعيدة‭ ‬بعد‭ ‬ظهور‭ ‬بوادر‭ ‬فشله‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬يرى‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬دمار‭ ‬غزة‭ ‬وإزالتها‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬قد‭ ‬يعيد‭ ‬حملته‭ ‬الإنتخابية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬مبكراً‭ ‬إلى‭ ‬جادة‭ ‬الأمل‭ ‬،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬خصمه‭ ‬المعتوه‭ ‬الآخر‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬يغطس‭ ‬الآن‭ ‬بكرسي‭ ‬المحكمة‭ ‬ومسلسل‭ ‬حماقات‭ ‬تسهل‭ ‬أمر‭ ‬عدوه‭ ‬من‭ ‬الفوز‭ ‬عليه‭ ‬بضربة‭ ‬قاضية‭ ‬متاحة‭ !!‬

من‭ ‬نتائج‭ ‬دماء‭ ‬غزة‭ ‬الطاهرة‭ ‬أن‭ ‬مصطلح‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬اللقيط‭ ‬قد‭ ‬انكشف‭ ‬على‭ ‬حقيقته‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تدويخة‭ ‬دعائية‭ ‬،‭ ‬وأنه‭ ‬حدث‭ ‬فقط‭ ‬بين‭ ‬حكومات‭ ‬عربية‭ ‬خائفة‭ ‬أو‭ ‬هي‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬مغادرة‭ ‬دور‭ ‬المحمية‭ ‬المطيعة‭ .‬

الواضح‭ ‬وشديد‭ ‬الوضوح‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬أربعمائة‭ ‬مليون‭ ‬آدمي‭ ‬يسكنون‭ ‬الأرض‭ ‬العظيمة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬بغداد‭ ‬شرقاً‭ ‬حتى‭ ‬الرباط‭ ‬غرباً‭ ‬،‭ ‬يكرهون‭ ‬اسرائيل‭ ‬كرهاً‭ ‬شديداً‭ ‬يكاد‭ ‬يتساوى‭ ‬مع‭ ‬كراهيتهم‭ ‬لأمريكا‭ ‬بوصفها‭ ‬الراعي‭ ‬الرسمي‭ ‬للكيان‭ ‬الملفق‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬بضعة‭ ‬ملايين‭ ‬من‭ ‬قطعان‭ ‬المهاجرين‭ ‬الذين‭ ‬جاؤوا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض‭ ‬ليجتثوا‭ ‬شعباً‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬بوجوده‭ ‬التأريخي‭ ‬وليخرجوا‭ ‬أهله‭ ‬بغير‭ ‬حق‭ ‬أو‭ ‬منطق‭ ‬أو‭ ‬بعض‭ ‬عدل‭ .‬

حتى‭ ‬الحاكم‭ ‬العربي‭ ‬يشعر‭ ‬اليوم‭ ‬بورطة‭ ‬كبرى‭ ‬وهو‭ ‬يرى‭ ‬إلى‭ ‬شعبه‭ ‬يتململ‭ ‬ويتظاهر‭ ‬وينتفض‭ ‬ويغضب‭ ‬،‭ ‬ويطلب‭ ‬منه‭ ‬استعمال‭ ‬جزء‭ ‬ولو‭ ‬بسيط‭ ‬من‭ ‬ضميره‭ ‬وكرامته‭ ‬ودينه‭ ‬حتماً‭ .‬


مشاهدات 684
الكاتب علي السوداني
أضيف 2023/10/24 - 3:56 PM
آخر تحديث 2024/07/15 - 5:58 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 260 الشهر 7828 الكلي 9369900
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير