إنّها غَزّة وهي تاجُ العِزّة

حسين الصدر

-1-

توهم الكثيرون أنَّ العِزّة لم يعد لها وجود في صفوف المسلمين والعرب بعد أنْ تسارعت خطى الكيانات الكبرى نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، في منحى بالغ الدلالة يؤكد تقديم ( المصالح ) على ( المبادئ ) وهو أكبر الانتهاكات العقائدية والأخلاقية .

-2-

وفي ظل الأجواء الملبدة بالغيوم فوجيء العالُم كُلُّه – لا الكيان الصهيوني الغاصب وَحْدَهُ – بالهجوم المباغت الذي شنه أبطال المقاومة الاسلامية فزلزل الأرض بالصهاينة، وأذاقهم كؤوس الذل والهوان، وأبطل اسطورتهم الكاذبة التي كانوا يتشدقون ويزعمون أنهم القوة التي لا تقهر.

-3-

واذا كان الاعترافُ سيدَ الأدلةِ فقد اعترف الصهاينة الأوغاد بفشلهم وكشفوا عن أعداد قتلاهم وأسراهم – وفيهم ضباط كبار –

-4-

ولم يبق للعدو الصهيوني الغادر الاّ التخطيط للانتقام من ( غَزّة )

- باعتبارها القطاع الذي ضمّ الابطال وحرضهم على النزال والمواجهة الساخنة الكبرى مع المحتل الغاصب - وتم الاعلان عن اتخاذ القرار بالهجوم على غزة برا وبحرا وجوا بعد أن تم قطع الماء والكهرباء ووصول المؤن والمواد الغذائية اليها منذ أيام .

فماذا فَعَلَتْ ( غزة ) ؟

انها لم تزددْ الاّ اصراراً على نهجها في مقاومة المحتل الغاصب غيرَ عابئةٍ بِكُلّ ما يملكُ مِنْ معدّات الدمار، ومِنْ ترسانات الأسلحة الفتاكة، وبكل ما يملك من دعمٍ من القوى الاستكبارية العظمى في العالم .

قرر أبناء غزة الأبطال البقاء في منازلهم، وفضلوا الاستشهاد، وداسوا القرار الصهيوني بأقدامهم .

واستمعتُ اليوم الى شيخ مِنْ أهالي غَزّة يؤكد للصهاينة أنهم سيلقون في غزة مالم يكونوا يتوقعون .

وبصراحة :

يحق للمسلمين والعرب جميعا أنْ يرفعوا رؤوسهم عالياً افتخارا واعتزازاً بالعِزّة التي جسدها أهلُنا في غَزّة ، فسجلوا بها تاريخا جديداً للامة لا يمكن ان يتخطاه أحد .

اللهم انصرهم نصراً مبينا، ورُدَّ عنهم كيد الصهاينة الحاقدين ومَنْ دعمهم مِنْ المستكبرين ، انك وليّ النصر وأنت مجيب الداعين المتضرعين  .