الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
من أوراق صحفي عراقي.. الفرق بين وهيكل بهاء الدين

بواسطة azzaman

من أوراق صحفي عراقي.. الفرق بين وهيكل بهاء الدين

محسن حسين 

 

تعرفت على الكاتب الصحفي الكبير أحمد بهاء الدين أثناء زياراته إلى العراق قبل أن  انتقل عام 1972 إلى القاهرة حيث توطدت بيننا علاقات صداقة أعتز بها.

وفي تلك الفترة وبالتحديد في عام 1974 تولى احمد بهاء الدين رئاسة تحرير صحيفة الأهرام كبرى الصحف المصرية والمقربة عادة الى رئاسة الجمهورية منذ أن كان رئيس تحريرها محمد حسنين هيكل.

تقليد متبع

وفي احد لقاءاتنا شكا لي إنه يعاني من عدم استطاعته إرضاء العاملين معه في الأهرام بتزويدهم بالإخبار المهمة كما كان يفعل سلفه محمد حسنين هيكل.

وقال إنه بعد أن يعود من لقائه الأسبوعي لرئيس الجمهورية أنور السادات وهو تقليد متبع في مصر يلتف حوله رؤساء الأقسام في الصحيفة لسماع الأخبار التي حصل عليها لنشرها في عدد اليوم التالي لكنه كان دائما يخيب آمالهم.

وقال إنه كان يقضي وقته مع رئيس الجمهورية في حوارات سياسية ولم يخطر بباله أبدا أن يسأله عن خبر ما كما كان يفعل هيكل في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وفي أوائل عهد السادات. والذين يعرفون أحمد بهاء الدين يعرفون إنه من بين أذكى وأكفأ الكتاب المصريين في القرن العشرين ، لكنه يختلف عن هيكل أن أساس عمله الصحفي ليس الخبر إنما المقال السياسي والثقافي وبالتحديد العمود الذي كان يكتبه كل يوم في الصفحة الأخيرة من الأهرام وينشر في عدة صحف عربية في وقت واحد ، في حين بني هيكل مجده الصحفي على الخبر والتقرير الإخباري منذ أن كان مراسلا صحفيا لمجلة آخر ساعة وصحيفة أخبار اليوم ثم عمله في الأهرام رئيسا للتحرير ، حيث كانت مقالاته الأسبوعية لا تخلو من أهم أخبار القيادة المصرية.

و"أحمد بهاء الدين" هو اسمه الأول وهو من الأسماء المركبة أما اسم والده فهو (عبد العال).

وفي فترة عملي في القاهرة كنت ألتقي به كثيرا سواء في مكتبه في صحيفة الأهرام أم في شقته في الجيزة أم في شقتي في الزمالك.

وقد ربطتني به علاقة صداقة كان أساسها حبه الشديد للعراق والعراقيين ، ومن الصدف أن زوجته (السيدة ديزى روفائيل أرمانيوس) كانت تعمل في مؤسسة صحفية هي وكالة أنباء الشرق الأوسط (ا.ش.أ) وكذلك زوجتي التي كانت تعمل في صحيفة الجمهورية ببغداد قبل الانتقال إلى القاهرة. وكثيرا ما نجده في غرفة مكتبه في منزله عندما نزورهم وهو يستمع إلى الأشرطة التي طلبها مني والتي تضم أغاني المطرب العراقي ناظم الغزالي.

وكان أحمد بهاء الدين رئيسا لاتحاد الصحفيين العرب الذي طلبت مني نقابة الصحفيين العراقيين تمثيلها فيه وحضور اجتماعاته برفقة النقيب  آنذاك الزميل المرحوم سعد قاسم حمودي أو الزميل سجاد الغازي عندما  كانا يحضران إلى القاهرة. وخلال تلك الفترة مرّ أحمد بهاء الدين في ظروف متناقضة. كان كاتبا له عموده الثابت في الصفحة الأخيرة في الأهرام منذ أن أقنعه هيكل بالعمل في الأهرام بعد أن نقله الرئيس أنور السادات من منصب رئيس مجلس إدارة دار الهلال إلى منصب آخر رفضه هو رئيس مجلس إدارة دار روز اليوسف بسبب وشايات ومؤامرات كانت تدبرها شقيقة السادات (السيدة سكينة السادات) التي تعمل في مجلة المصور التي تصدر عن دار الهلال.

وفي تلك الفترة كان أحمد بهاء الدين ضمن مجموعة كبيرة من الكتاب والصحفيين الذين منعهم السادات من الكتابة بعد أن أصدروا بيانا عام 1972 حول الوضع في مصر والصراع العربي الصهيوني وكان في مقدمتهم توفيق الحكيم.

ثم وفي مرحلة لاحقة عين احمد بهاء الدين رئيسا لتحرير صحيفة الأهرام ، وفي أوائل عام 1975 أصيب بجلطة في المخ مما أدى إلى استقالته من رئاسة التحرير وعودته كاتبا في الأهرام له مكتب وسكرتيرة مثل عدد من الكتاب وبينهم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ  ويوسف إدريس.

تولى أحمد بهاء الدين خلال حياته رئاسة تحرير مجلة صباح الخير والهلال والأهرام ومجلة العربي الكويتية (1976 - 1982). وكان يكتب مقالات في العديد من الصحف المصرية والعربية

ولد في محافظة أسيوط عام 1927. تخرج في كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا) عام 1946 وقد كان أحد أصغر رؤساء التحرير (30 عاما) حين توليه رئاسة تحرير مجلة (صباح الخير) عام 1957. كان أول من هاجم عشوائية سياسة الانفتاح الاقتصادي التي اتبعها الرئيس أنور السادات كبديل لاشتراكية الرئيس جمال عبد الناصر وذلك بمقاله الأشهر "السداح مداحأثناء رئاسته لتحرير الأهرام.

توفي عام 1996 بعد صراع مع المرض حيث قضى أخر ست سنوات


مشاهدات 757
الكاتب محسن حسين 
أضيف 2023/09/11 - 3:52 PM
آخر تحديث 2024/09/26 - 9:16 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 989 الشهر 39546 الكلي 10028168
الوقت الآن
الجمعة 2024/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير