فم مفتوح .. فم مغلق

حين يحضر الوفاء

زيد الحلي

مؤكد ان العديد من الاخوة القراء ، يستوقفهم عنوان عمود هذا الاسبوع ، واعتقد إنهم على حق ، فالوفاء ، صفة ومعنى ، اصبح نادرا ، وحلت محله الانانية وحب الذات ، على حساب النقاء الانساني ، غير ان « الوفاء» يبقى صلدا عند النفوس الابية ، التي تربت على الود والنبل ..وحين يحضر الوفاء ، فإن القلوب تسعد ، كونه  شدو نهر عذب في جريانه ، همه السؤال عنك ، والتبحر في احتياجاتك … هو شريانك ، مرتع الخصب في حياتك ..

يحل بيننا منذ ايام ، صديق ، بمثابة اخ ، تجاوزت معرفتي به اربعة عقود ونصف ، في زيارة لبغداد من مقر عمله .. وهذه الزيارة حركت فينا احاديث الشوق ، وذكريات الامس ، ما جعلنا ننسى وجع الزمن الذي لوى ذراع الحياة ، في تقلبات متسارعة ، لم نقوى على مجابهتها ، وبقينا ندور حولها ، بحذر ! 

أن المحبة ، المعجونة بالوفاء  المقترنة بالصداقة الحقيقية  ، إن لم تكن مصاغة ، صياغة انسانية، تتسق فيها الكلمات مع المعاني، تفقد قيمتها،وتسيء الى  متلقيها بدلا من أن تثري الوجدان ، وان الصداقة الحقة ، لاسيما الممتدة مع العمر ، شأنها شأن السراج المضيء ليست بحاجة الي دليل ، لكن لن اخفي حدسي بالقول  أن مفهوم الصداقة،  قد يختلف عند الكثيرين ، وهذا موطن القوة فيها لا موطن الضعف لأنها تتجاوز به رؤى الذاتية المفرطة  في حين  أن العرف العام للصداقة ، لا يعرف هذا الاختلاف أو هذا التجاوز إلا في أضيق نطاق. .. فالوفاء والصداقة صنوان متلازمان .. هما  طيور حب بلا اجنحة .. وصح القول ان  الوفاء هو بصدق المواقف، وقديما قيل ان  الصديق الوفي ،  يلمع معدنه وقت الضيق ،  وهو ألذ بكثير من عذوبة مياه الينابيع .

عزيزي واخي وزميلي  وفاء داود الصفار ، ضيفنا الحبيب ، تيقن ان اسمك على توافق عجيب مع سلوكك ، فالوفاء ممارسة يتميز به الأقوياء، وما أصعب أن يكون المرء قويا بناء على هذه الرؤية .. واكيد إن الوفاء هو الذي يجعلنا نتلذذ بالعلاقات  الانسانية ، وبالوفاء نحافظ على أواصر المحبة رغم الغياب الذي تمكن منا بسبب الظروف.

وفي الختام  اقول  أننا في حاجة إلى الوفاء ، الذي يمثله اخينا ابا الوفاء.

Z_alhilly@yahoo.com