الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بيان المرجعية أزاء فلسطين

بواسطة azzaman

بيان المرجعية أزاء فلسطين

 

حسين الزيادي

 

  يؤكد تاريخ المرجعية الدينية  العليا على انها ومع الأحداث والمواقف التي مرت بها بقيت صامدة تواصل توعيتها ونشاطها وارتباطها لا على مستوى المسلمين والعالم الاسلامي، بل على المستوى الإنساني العالمي، وصمت المرجعية في موارد معينة لا يعني عدم متابعتها للأحداث وعدم تفاعلها معها، لكنها اقدر على تشخيص المواقف، وربما كان الصمت في بعض الموارد ابلغ واحجى، وأبرز ما تتصف به المرجعية الدينية هو العمق الفكري والقراءة الحكيمة للأحداث، والتنبؤ الواقعي بها، فضلاً عن الحيادية والزهد، وهذا الامر جعل المجتمع مرتبطاً بها ارتباطاً روحياً قوياً على مر الازمان، منقاداً لتوجيهاتها على الرغم من انها لاتمتلك أي سلطة تنفيذية، ولاشك ان التوفيق الالهي والعناية الربانية كانت حاضرة في كل توجهات المرجعية لان عملها يستند الى اسس رصينة خالصة لوجه الله تعالى.

  ولعل بيان المرجعية الدينية العليا الأخير الداعم لفلسطين وشعبها المظلوم، لم يكن الأول من نوعه، فقد حرصت المرجعية دومًا على إظهار التعاطف والتأييد والدعم المعنوي والمادي لكل الشعوب المظلومة والمضطهدة في العالم، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، والى ذلك اشار السيد المرجع علي السيستاني خلال لقاءه مع بابا الفاتيكان، والبيان الأخير ليس بغريب على تاريخ المرجعية الدينية العليا فهو صيحة مدوية في عالم الصراع بين الحق والباطل، وهو  منهجا ودليلا لكل الاحرار الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه، وان قراءة متأنية لهذا البيان تعكس جملة من الحقائق هي:

1.بينت المرجعية في مستهل بيانها حجم المأساة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بقولها (قصف متواصل وهجمات مكثّفة قلّ نظيرها)، معززاً ذلك بأرقام لإعداد الشهداء والجرحى.

2.بينت المرجعية الموقف الاسلامي الشرعي الذي لا لاغبار عليه، ودعت الى ازالة الاحتلال والعدوان، وعلى جميع حكام العالم بكل اتجاهاتهم وانتماءاتهم ان يضعوا هذا الموقف في اولويات حساباتهم وهم يتحركون لدعم فلسطين وشعبها المظلوم .

3.اعطى المرجع الاعلى السيد علي السيستاني المشروعية والاحقية في المقاومة فقد وصف ضحايا العدوان بالشهداء، مبينا صنوف الاعتداءات التي نالت الشعب الفلسطيني من تهجير وتدمير وحصار.

4.ابدى البيان استهجانه واستغرابه من بعض المواقف التي تساند الاعمال الاجرامية للعدو الصهيوني ويبرّرها بذريعة الدفاع عن النفس، داعياً العالم للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع ومنع تمادي قوات الاحتلال عن تنفيذ مخططاتها لإلحاق مزيداً من الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم.

5.اعطى البيان السبل الوحيدة لإحلال الأمن والسلام في المنطقة والمتمثلة بإنهاء مأساة الشعب الفلسطيني من خلال نيله لحقوقه المشروعة وإزالة الاحتلال عن أراضيه المغتصبة، وبدون ذلك فان دوامة العنف ستستمر وتزهق معها المزيد من الارواح البريئة.

6.اعتبرت المرجعية الدينية العليا القضية الفلسطينية والعدوان على الشعب الفلسطيني قضية انسانية عالمية، وليست قضية عربية او اسلامية، مؤكدة مساندتها القاطعة للشعب الفلسطيني.

7.حمل بيان المرجعية استنكار غير مباشر لمواقف بعض الدول التي اكتفت ببيانات الاستنكار والشجب والادانة ) ويجري هذا بمرأى ومسمع العالم كله ولا رادع ولا مانع) مؤكداً على هول المأساة وحجم الكارثة الانسانية .

8.كل عبارات البيان ومصطلحاته على قصرها منتقاة بشكل موضوعي دقيق لا تنتمي لمفردات قاموس الأدب السياسي المتداول، وقد خلت لغة البيان من أي مفردة دينية أو مذهبية ومن أي ميل او مدح او تمجيد او ترجيح لاي جهة او تيار او منظمة سياسية كانت او اجتماعية او ثقافية ، والمرجعية بسلوكها هذا قدمت المثل الاعلى في الحيادية والوقوف على مسافة واحدة بين جميع المكونات والتيارات، والى ذلك اشارت عبارة (..الشعب الفلسطيني..) الواردة في البيان فلا فرق بين قطاع غزة أو في الضفة الغربية.

 


مشاهدات 531
الكاتب حسين الزيادي
أضيف 2023/10/13 - 10:33 PM
آخر تحديث 2024/07/15 - 10:57 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 128 الشهر 8117 الكلي 9370189
الوقت الآن
الجمعة 2024/7/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير