(كلام الناس) في حلقة خاصة عن فاجعة الحمدانية
ناجون في مدينة توشّحت بالسواد يستذّكرون هول الحريق
الموصل - سعدون الجابري
27 أيلول الماضي كان يوماً أسوداً على أهالي قضاء الحمدانية في نينوى وعلى العراق كله.. عشرات البيوت أصابتها المصيبة الكبرى ، بعد إندلاع حريق قاعة الهيثم للحفلات و الأعراس ، راح ضحيته 120 شخصاً و حوالي أكثر من 400 مصابا و 41 مفقودا لم يتم العثور على جثثهم لحد الآن ، و مجالس العزاء بالحمدانية كانت لكل عائلة من شهيدين أو أكثر فضلاً عن المصابين و المفقودين .
برنامج(كلام الناس ) من قناة(الشرقية) حضر الى موقع الحريق المؤلم لقاعة الأعراس واعد حلقة خاصة .. وعن ذلك قال مقدم و معد البرنامج علي الخالدي (قاعة الأعراس شيدت بموقع لا يجوز البناء فيه كونة بجانب أعمدة الضغط العالي للكهرباء و أرض أصلها زراعية و جوارها مدينة الألعاب ، و بناءها من مادة السندوج بنل سريع الإشتعال .. و سقفها مغلف بالقصب كديكورات ، و قيام صاحب القاعة بأشعال العاب نارية ( على البطارية ) و أرتفاع النيران وصل لحد السقف ، مما تسبب بوقوع الكارثة و تحويل حفل الزفاف الى عزاء كبير) لافتاً إلى أن (أستيعاب القاعة من 400 / 600 ، لكن عدد الحضور بداخل القاعة كان أكثر من الف و مائتان شخص عدا الأطفال ، و هذا مخالف لشروط السلامة .. و بالقاعة منفذ واحد هو الباب الرئيسي فقط وعرضه متر و عشرون فقط و لاتوجد أبواب طوارئ ).
مؤكداً ( بعد الساعة الحادية عشر ليلاً بدأت رقصة العرسان الخاصة ( السلو ) و تم أشعال الألعاب النارية ، و بدأ سقف القاعة يلتهب بالنيران القاتلة .. و بدأت كتل نارية تسقط على رؤس الحضور صغاراً و كباراً تم حرقهم ، و انطفأ التيار الكهربائي داخل القاعة التي سادها الظلام الدامس و غطاها الدخان ، و أصبح الخروج من الباب الضيق صعب جداً .. و الناس بدأت تركض بلا رؤية تبحث عن باب أخر للخروج ، و هذه الحالة المؤسفة ساعدات بزيادة أعداد الضحايا و المصابين).
و قال أحد الناجين من الحادث :( كنا مدعوين أنا و أسرتي و الحضور كان عددهم يتجاوز الف و مائتي شخص وعند إشعال الألعاب النارية التي تعمل على البطارية ، و خلال أقل من 3 دقائق بدأت الكارثة التي حصدت أرواح الناس الأبرياء وحرق أعداد كبيرة من الحضور ، هذه جريمة كبرى لا تغفر لمسببي الحادث المأساوي ).
و روت لنا سيدة كبيرة السن و دموعها تذرف مثل شلال الماء .. تبكي ألماً لما فقدتهم من أسرتها( فقدت أولادي و بناتي و أحفادي و عددهم تسعة أشخاص .. ، وهذه الجريمة نأمل أن لا تكون مثل حادثة العبارة وتغلق القضية و أنتهى كل شئ ، نريد فرض عقوبة الإعدام بحق المتسببين بهذه الجريمة ).
و قال لنا مواطن معوق بسبب حادث مروري سابق .. و هو لم يكن حاضراً للحفل ، لكن أسرته كانت حاضرة و فقد بالحريق زوجته و أبنه الوحيد و وله ابنتين في وضع حرج بسبب الحروق).
و قالت لـ( كلام الناس ) طفلة جميلة بعمر 12 عاما فقدت جميع عائلتي عدا والدي الذي لم يكن حاضراً للحفلة ، فقدت أمي وأخوتي عددهم ستة أشخاص ماتو حرقاً ، و أنا الناجية الوحيدة منهم حيث سحبني خالي من داخل القاعة بين النيران).
و قالت لنا سيدة و هي تبكي (توفى أبني و زوجتةو أحفادي و زوجي مفقود لم نعثر عليه ، و من عائلتنا نجى حفيدي الذي يبلغ من العمر 6 سنوات أبن أبني أيمن ، أطلب من الحكومة معاقبة كل مشارك بهذه الفاجعة) .
و بين لنا المواطن سيف ( بعد الحادث المؤلم ذهب الكثير من المواطنين الى مصرف الدم في الموصل لغرض التبرع بالدم ، هناك حالة مؤلمة لأب يحتضن ولدة الصغير و جدناهم بين جثث الشهداء ، حاول المعنيين فصل الجثتين للأب و الأبن لكن لم يتمكنوا من عملية الفصل بسبب إحتراقهما بالنيران و تلاصق الجسدين).
الناجي الوحيد
و روى لنا رجل قائلاً : (نتيجة الحادث البشع بحرق قاعة الأعراس .. فقدت عشرة أشخاص من عائلتي جميعهم فارقو الحياة و انا الناجي منهم ).مضيفاً( كما أني فقدت 23 شخصا من أبناء عمومتي وهم قريبين لنا ، و زوجة اخي لم نعثر على جثتها المحترقة ، و نحن نرفض تعويضات الحكومة ، هذه المبالغ لا تعوض الناس الذين فقدانهم بعرس الحمدانية ).
و شاب أخر قال لنا (عند نقلنا لعدد من المصابين الجرحى و المحروقين بالحادث.. نقلناهم لمستشفى الحمدانية لم نجد العلاجات و الضمادات للمصابين ، و أمي نقلناها مع المصابين .. لكنها بالمستشفى فقدت الأوكسجين و توفيت بسبب عدم توفر أسطوانات الأوكسجين ، و مشاهد أخرى لي شاهدت عدد من الناس يتحركون و فيهم نفس ، لكن دون جدوى ماتوا دون إسعافهم بسبب تأخر نقلهم للمستشفيات في الموصل و أربيل ، من يتحمل موت هؤلاء الأبرياء صاحب القاعة أو دوائر الصحة .. سؤال نوجهه للحكومة المركزية)؟
و بين الخالدي (بعد الحادث الأليم زرنا عدد من مجالس العزاء في أحياء الحمدانية و أكثرهم في منطقة سنحاريب و غيرها من مناطق ، و هذا الحي يوجد فيه دار العريس .. و أستمعنا لقصص مؤلمة من كل أسرة مفجوعة بينهم ، و أول مجلس عزاء فقدت تسعة أشخاص قتلوا جميعهم .. هم أخوه إثنين و زوجاتهم وأبنائهم ، بعظهم مفقودين ينتظرون فحص الـ DNA ).
وأشار مقدم البرنامج ( كانت لنا زيارة لكنيسة ( مار بهنام و ساره ) في الحمدانية و التقينا مطران الكنيسة الذي قال : في ساعة الحادث المؤلم كانت ( زعة) لأهالي الحمدانية و الموصل لإنقاذ الناس المصابين و جثث الضحايا التي تم نقلها من القاعة للمستشفيات في الموصل والحمدانية و أربيل ، و ثاني يوم الفاجعة قررت العوائل المنكوبة أن يكون مجلس عزاء واحد لجميع الشهداء ، و المكان هم أختاروه في هذه الكنيسة .. و بالفعل بدأ وصول المعزين مسلمين و مسيحيين وأيزيديين ).مبيناً (هذه المصيبة هي ليس مصيبة أهالي الحمدانية و أنما مصيبة كل العراقيين الغيارى) .مشدداً ( أن قرار اللجنة التحقيقية غير صحيح ولا نقبل به إطلاقاً ، نريد لجنة تحقيقية دولية تنصف عوائل الضحايا من الشهداء و الجرحى والمفقودين ).
و أوضح الخالدي (في ساعة متأخرة من الليلة الثانية للحادث .. زرنا مقبرة القيامة للديانة المسيحية بالقضاء المنكوب ، حيث هذه المقبرة غصت بالجثث المعلومة التي دفنت فيها ، و التي باتت لا تستوعب أعداد أخرى من المتوفين ضحايا قاعة الهيثم للأعراس ، و وجدنا عشرات العوائل تتجول بين قبور أهلهم و أحبتهم و أصدقائهم ، و هم يوقدون شموع الأسى و الحزن بفقدانهم أهلهم و أحبتهم ). مضيفا(علمنا من دائرة صحة نينوى أن نسب الحروق بالمصابين هي من 95 - 96 درجة .. و هذه الدرجتين خطورتها شديدة جداً ، و من الحالات المميزة للكوادر الطبية في دائرة صحة نينوى ، هناك طبيب جراح يدعى شعلان .. أجرى لوحدة 35 عملية جراحية للمصابين ، من بين الذين نقلوا من الحمدانية لمدينة الموصل ).
فريق برنامج كلام الناس ضم :-الإعداد و التقديم : علي الخالدي ،مخرج منفذ ومدير تصوير : عمر الجابري ،تصوير : سرمد بليبل ،درون : علي الطرفي،المتابعة الصحفية : سعدون الجابري،ومونتاج : عمر مظفر و أدريس الكعبي.