الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أصلاح أم بقاء الحال كما هو عليه

بواسطة azzaman

أصلاح أم بقاء الحال كما هو عليه

خالد محسن الروضان

 

كان عام 2003 بدأ العملية السياسية في العراق والتي لم ينتج عنها نموذج مشرق يتناسب وتضحيات هذا البلد المظلوم ولم تتفق مع تطلعات شعبه في الحياة الحرة السعيدة ، فكانت الحكومات التي تشكلت سبباً في اشاعة الفساد والتي تمثلت بحكومات المحاصصة الطائفية والاثنية السياسية والتي اشاعت الفساد والخراب في البلد.

في عام 1991 طلب من الدكتور علي الوردي بأن يلقي محاضرة مفتوحة وفي احدى القاعات في بغداد بتوجيه من صدام حسين، بعد انتهاء المحاضرة التي تصدى فيها للمشكلات والتحديات الاجتماعية ختم المحاضره بقوله ماذا يريد العراقي؟ اجاب نفسه العراق بحاجة الى حكومة قندرة تفصل على مقاسه يلبسها ويمشي بها. ونقلت بهذا النص الى صدام حسين والرجل الدكتور علي الوردي كان يعني بحكومة قندرة حكومة تخدم الشعب مثل القندره يسيرها الانسان مع قدميه اينما يتجه ولاتزال هذه الحاجة قائمة حتى الان وأعني في العراق الجديد ونحن نتحدث عن تشكيل الحكومة في اجواء الانسداد السياسي وبعده فهل يحصل المواطن على حكومة قندرة ( حكومة تخدمة ) . بل حصل على حكومة محاصصة بأمتياز وهي حكومة أمافجه. أمافجه : كلمة متداولة في عشيره السودان فعندما يقبل ضيفاً على جماعة جالسة على مأدبة طعام يقال له أمافجه. فحال الحكومة الحالية تشبه المشهد التمثيلي في مسرحية ( بيت وخمس بيبان ) مع الاعتذار حيث يطلب علو من عنجر ان يوصل رساله الى جوري لكن عنجر يتردد ويقنعه علو ويقول له سوف امشيك لاسقياً ويقول علو : عنجر امشي كبل .. كبل وبعدها يقول له عنجر اخذ يمنه يرتبك عنجر ويتخبط بالدوران فيقول له علو ولك هاي يمنه عنجر كما كنت وبعدها يتحرك عنجر يمنه وعندما يصل قرب جوري يقول له علو عنجر سلم.. سلم ولكن الرساله تقع بيد مشعل فيخاف علو وينهزم ويقرأ مشعل الرساله ويفهم منها انه يطلب استقراض مبلغ دين  لقد أصرت هذه الطبقة السياسية على رفض حكومة الاغلبية السياسية – وعرقلة قيامها وشكلت حكومة محاصصة وتقاسمت الكعكة كالعادة وتصر على اعادة مجالس المحافظات وتشرع قوانين تصمم حسب مقاساتها لغرض الحفاظ على بقائها في السلطة ومهما كان الثمن فلا اصلاح ولا تغيير هكذا يريد الحاج مترنيخ ابقاء الحالة كما هو عليه مثلما يقال في احكام نزاعات الملكية  مترنيخ : سياسي نمساوي دعا الى ابقاء القديم على قدمه .

 


مشاهدات 594
الكاتب خالد محسن الروضان
أضيف 2023/09/22 - 10:59 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 7:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 134 الشهر 134 الكلي 9362206
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير