أمانة بغداد تعزو ضياع 50 بالمئة من المياه إلى التجاوزات وتذبذب الطاقة

خبير لـ (الزمان): ضرورة  العمل بمقاييس الإسالة لترشيد الإستهلاك اليومي

بغداد - ابتهال العربي 

كد خبير المياه، جمعة الدراجي، ان مشاريع المياه في بغداد تعاني من مجموعة مشكلات ابرزها حاجة اغلب المجمعات المائية قديمة ومتهالكة منذ سبعينيات القرن الماضي، وتحتاج الى بنية تحتية جديدة، مشيراً الى ضرورة إعتماد عدادات احتساب صرف الماء في المنازل للحد من شح المياه. وقال في تصريح لـ (الزمان) امس ان (اكثر من 13 مشروع انتاجي كبير، و100 محطة ماء في بغداد، تعاني من التكسرات والتهالك في الانابيب، وذلك يؤثر على مستوى وفرة المياه)، واوضح الدراجي ان (افتتاح مناطق ومجمعات سكنية جديدة، و سحب المياه من قبل الحدائق يولد الضغط على الشبكة).

استخدام منزلي

مبيناً ان (شبكة احتياجات الماء الصالح للشرب مخصصة للاستخدام المنزلي فقط، وليس للحدائق والزراعة)، واضاف ان (هنالك تجاوزاً على مياه الشرب التي تذهب لأغراض سقي الحدائق)، منوهاً الى انه (سابقا كان العراق لديه شبكات خاصة للحدائق دون التعدي او الاستعانة بشبكات مياه الشرب)، لافتاً الى ان (50 بالمئة من المياه الواردة تذهب لأغراض الشرب)، ودعا الدراجي الى (تحصين هذه المياه ومنع التجاوزات وتقليل الهدر الذي قد يتجاوز 7 ونص بالمئة، امام التكسرات وحاجة الحدائق، وكذلك استهلاك المواطن للماء اكثر من اللازم)، مشدداً على (ضرورة فرض اجور رمزية مع الدولة، لكون الدولة تساهم بأكثر من 90 بالمئة من الاجور)، ونوه الى ان (عدادات المياه في المنازل وجودها ضروري مع فرض اجور مناسبة لا تضغط على المواطن)، وبشأن طبيعة المشاريع، ذكر انها (خالية من معايير الجودة الخاصة بإنتاج المياه الصالحة للشرب، وتحتاج الى بنية تحتية جديدة من اجهزة حديثة وصديقة للبيئة، وتتضمن احواض ترسيب وتعقيم لتوفير مياه صافية ونقية لمناطق بغداد لا سيما المكتضة بالسكان). وكشفت امانة بغداد، عن نسبة هدر 50 بالمئة في كميات المياه المنتجة من مشاريعها، بسبب التجاوزات والكثافة السكانية، لافتة الى استيفاء 10 بالمئة فقط، من أجور الجباية من المواطنين. وقالت مدير إعلام دائرة ماء بغداد، أسيل عزيز، امس ان (جباية الماء الصافي رمزية ومدعومة من الدولة بنسبة 90 بالمئة، واستيفاء أجور الماء يتم بنسبة 10 بالمئة من كلفة الإنتاج، بعد وضع خطة مدروسة تنسجم مع الوضع الاقتصادي والمعيشي للافراد المشتركين)، واضافت ان (الهدف من وضع التسعيرة هو ترشيد الاستهلاك واستخدامه للحالات الضرورية بالنسبة للمنازل والمقار التجارية مثل المولات والمطاعم والمحال)، مبينة ان (حصة الفرد من الماء الصافي تبلغ 400 لتراً مكعباً).

مشاريع الامانة

واوضحت ان (كميات الماء الصافي المنتجة من مشاريع الأمانة تبلغ 4 ملايين و205 أمتار مكعبة يومياً، كما تصل نسبة الهدر في بعض الأحيان الى 50 بالمئة، اي لأكثر من مليوني متر مكعب يومياً، لأسباب تتعلق بالتجاوزات على الخطوط الرئيسة الناقلة، والانشطار السكاني المتمثل بتقسيم الدور إلى وحدات سكنية صغيرة الذي بدوره يضغط على المنظومة الرئيسة للمياه)، مشيرة الى (شح المياه في بعض المناطق لاسيما باطراف بغداد، جراء تذبذب التيار الكهربائي الناتج عن زيادة الأحمال على الشبكة الوطنية، بالرغم من استثناء وزارة الكهرباء مجمعات إنتاج الماء).

واكدت عزيز ان (الشح ازمة خارج إرادة الامانة، لكونها تتطلب إعادة الماء بالضغوطات في الشبكة بعد انقطاع الكهرباء الى مدة تتراوح بين اربع الى خمس ساعات، فضلاً عن تأمين المولدات وخطوط الطوارئ 50 بالمئة فقط من احتياج العاصمة قياساً بكميات الإنتاج اليومية)، منوهة الى ان (ملاكات الدائرة، وبالتنسيق مع أقسام الماء في الدوائر البلدية، انهت تجديد شبكات الماء بنسبة 95 بالمئة لمناطق بغداد، بعد انقضاء عمرها الافتراضي، لتأمين وصول المياه بضغوطات عالية بعيداً عن التكسر والنضوح من الأنابيب الناقلة)، واردفت بالقول ان (ملاكات شرطة الأمانة تنفذ حملات بالتعاون مع قيادة عمليات بغداد بين الحين والآخر، لإزالة ورفع المخالفات على الخطوط الرئيسة والأنابيب الناقلة للماء، المسحوبة لغرض تغذية بحيرات الأسماك، فضلاً عن مرائب لغسل السيارات، التي يستهلك أصحابها كميات كبيرة من المياه المنتجة).