الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إعملوا فسيرى اللـه عملكم ورسوله و المؤمنون

بواسطة azzaman

إعملوا فسيرى اللـه عملكم ورسوله و المؤمنون

قال تعالى « و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون» صدق الله العظيم

كتبتُ مقالتي هذه بعد الانتهاء من التصويت - الساعة السادسة مساء -حتى لا أُتّهم بأني أُحرضُ الناسَ إلى عدم الذهاب الى مراكز الانتخابات.

و قد عاهدتُ اللهَ على ألّا أقولَ إلًّا الصدق فلا أدلي بشيءٍ غير ما يمليهِ عليَّ ضميري، و غيرُ ما يرضي الاخرين من امثالي و غيرُ ما يضع الأشياءَ في مواضعها.

أزمعتُ على الذهاب الى مركز الانتخاب القريب من سكني إلا ان أولادي قالوا لي :

لا يزالُ في الوقتِ متسع ولا يحتاج الأمر الى أكثرِ من نصفِ ساعة. و شفاءً لطموحي و تحقيقاً لأهدافي اصطحبتُ عائلتي معي الى مركز الانتخابات بعد ان لمستُ فيهم صدقَ المشاعر في المشاركةِ في التصويت للمرشح الذي وقع أختيارنا عليه جميعاً و ألّا يضيعُ جزءٌ من وقتنا في غيرِ طائل. قصدنا المركز الانتخابي خفافاً طائرينَ حالمينَ في التغييرِ و هو الجانبُ الجديرُ بأن يُمارس الناسُ خاصتهم و عامتهم دون أن يكونَ ثمة محظور و دونَ أن يختصَ بهِ قومٌ دون قوم أو حزبٌ دون آخر و كُنّا فرِحينَ فرحَ الواثق من نفسهِ لذا كانت تشيعُ الغِبطةُ في قَسَماتِ وجوهنا و نتمنى على الله ان نظلَ غارقينَ في هذهِ الغبطةِ.

ثمار الارادة

وصلنا الى المدرسةِ أو الى مركز الانتخاب. فأردتُ انا ان ارى ملاعبَ شبابي و مواطِيءَ اقدامِ أترابي من المُدَرِسين و قد فاضت فيها إرادتي. فانطلقتُ أعُدُ العُدةَ لهذهِ اللحظة التي أبذُر فيها بِذاري في الحقلِ الذي إخترتهُ لِأجني ثِمارَ إرادتي و أقتلع أُصولَ الفسادِ المستشري و أستأصلها من جذورها بشتى الطرق - لستُ وحدي- بل على الجميع أن يعرفوا قيمة الأمانة المُلقاة على عاتقهم في هذا الجانب.

إنطلقت أساريرُ وجهي و طَفِحَ البِشرُ على مُحَيّايَ حتى أضاعني طريق المحطة الانتخابية لِشدةِ الفرح و لم أعد اعرفُ كيف يجب ان يكون التعبير عن الأحاسيس و ما الذي يجب ان يُقال من كلمات الشُكرِ. و ليس السرور وحده هو الذي اضلّني الطريق و إنما كان للإستقبال الذي لمسته من طلابي العاملين في المركز الانتخابي .مما جعلَ لهذا المقام شأنٌ كبير في ذبذبةِ نفسي و عدم تملكي إيّاها و ما كُدتُ اسمعُ هذا الترحيب من طلابي حتى أحسستُ بما يشبهُ الهزةُ تنتقل الى جميع اطرافي ثم تجول في ذهني لتستقر بعد ذلك في قلبي.

فإذا بهذا القلبُ يُفتحُ فيدخلهُ الإعتزاز بهؤلاء الطلاب.

هذه هي بطاقتي و هويتي اخذهما مني القائم على جهازِ الإقتراع دون ان ينظر الى هويتي التعريفية وضعها في الجهاز لم يستجب الجهاز لاظهار أيةِ معلومةٍ عني عدا صورتي. رفعها من الجهاز ثم وضعها ثانيةً. لم يحصل اي تغيير. ما العملُ؟ قلتُ لمسؤول الجهاز. قال اذهب الى ( فلان) و هذا قال لي : اذهب الى مدير المركز الانتخابي. و لم احصل على اي جوابٍ. ولكني استطعتُ ان اطويها ولو للحظةِ في احدى زوايا ذهني و رحتُ أُمعنُ النظرَ فيها. و هذا الشعورُ المخيبُ. ابني هذه نفسُ البطاقة التي انتخبتُ فيها في انتخابات مجلس النواب

هزة عنيفة

يا الله، أنّي لا أكادُ أسمعُ اجابتهُ حتى انتفضَ كلُ وجودي كما لو كان قد مسني مسَّ خيطٌ من الجنون على حينِ غفلة. و اعتراني ما يشبهُ القشعريرة بل لقد احسستُ بهزةٍ عنيفةٍ تنتابُ الجملةُ العصبيةِ منهُ فتبدو مظاهرها جليةً على قسماتِ وجهي و حين تعمقتُ في تأملاتي ادركتُ تماما اني بعيدُ تماما عمّا أُريد.

فتأثرتُ تأثيراً عميقاً حملني على ان افيضُ بما احسُ و اشعرُ لأني لم اكن قادرا على مقاومةِ ظنوني: انهُ الفشلُ في الانتخابات ان لم يكنُ التزوير.

و ما عسى ان اقولَ إلّا: رجعتُ من الغنيمةِ بالإيابِ و من التصويتِ بالخيبةِ و انا الذي

 جاوزتُ الخامسةَ و السبعينَ من عمري.

سعد عبادي احمد الفريجي - بغداد


مشاهدات 1205
أضيف 2023/12/27 - 4:37 PM
آخر تحديث 2024/12/04 - 5:49 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 422 الشهر 1722 الكلي 10057817
الوقت الآن
الأربعاء 2024/12/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير