الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الذكاء الاصطناعي آفة قادمة

بواسطة azzaman

الذكاء الاصطناعي آفة قادمة

كفاح حيدر فليح

 

 يتميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية  بالكلام، وهو طريق تواصله الاجتماعي ووسيلته الاتصالية وقدرته على التواصل وهذه القدرة تتجلى في ثلاثة أسياسيات هي التعبير والأخبار والإقناع، وأهم مميزاته الإقناع ويُعد الإنسان الوحيد بين الكائنات الحية الذي يقوم بالإقناع مستنداً على الكلام وهو نشاط متعدد الأوجه.  لو نرجع إلى الماضي البعيد وكيف كان يعيش الإنسان في العصور البدائية، نجد أن الثورة الزراعية قد غّيرت طريقة معيشته، والثورة الصناعية أحدثت قفزات واسعة في حياته، وجاءت الثورة الثالثة ثورة المعلوماتية وغيرت كل عاداته وقيمة الاجتماعية والحياتية وهي الأكثر تأثيراً وتغييراً لحياته، والمثل الغربي قديم يقول “ غّير معيشة الإنسان يتغّير بذلك تفكيره “.  هذا المثل ينطبق على تأثير الإنترنت الذي أشاع في المجتمعات سلوكيات أفرزت مشكلات كثيرة منها الجرائم الإلكترونية والانحرافات السلوكية والابتزاز عن طريق تكريس ثقافة الصورة، وتسبب في أحداث أزمة أخلاقية في المجتمع وفي مجتمع الإنترنت الافتراضي، لقد غّير الإنترنت حياتنا في القرن الواحد والعشرين فقد تخلى الفرد عن كل شيء في حياته وسلم رقبته بلا مقابل وبدون ثمن إلى سيف الإنترنت يقدم له المعلومات مجاناً، وبهذا أصبح الفرد عاري أمامه تماماً ليفعل به ما يشاء وبرضا تام من الفرد، ومن المصائب الكبرى أننا نقدم كل المعلومات حول حياتنا وصحتنا وانفعالاتنا النفسية وحتى بصمتنا الوراثية وندعها بإرادتنا تُجمع في قواعد التخزين في الحواسيب، التي تُسيطر عليها الولايات المتحدة فبَعد أحداث (11) أيلول 2001، ومنذ زمن حكم جورج بوش الأبن دخل العالم عصر المراقبة الشاملة وآليات التنصت التي وضعتها الولايات المتحدة ، نعم أنه زمن هيمنة غوغل على العالم بالرغم من التحديات التي تواجه العالم(الاحتباس الحراري، اللاجئين، التحكم الرقمي، التلاعبات الوراثية الحيوية)، وأن من يهيمن على مقدرات العالم الاقتصادية والقوة والمعلوماتية يُعد اليوم أول دولة مارقة في العالم الأول(الولايات المتحدة).   لقد قلبت الولايات المتحدة العالم كما تقلب السلحفاة على ظهرها وكما يقال “ أذا قلبت سلحفاة أليفة على ظهرها، فلن تنجح أبداً في أعادتها إلى وضعية وقوفها على قوائمها”.   أن التقدم والتطور في وسائل الاتصال والمعلوماتية والتكنولوجيا والإعلام وبالذات صناعة الروبوتات التي تحاكي الإنسان بالصوت والصورة والحركات، خلقت الانبهار بالصورة الإعلامية التي تؤدي للتلاعب والتضليل الإعلامي الذي هو بناء الصورة التي تحاكي الواقع وتبدو كأنها حقيقة(تقنية الهولوغرام)، ووسائل الإعلام غالباً ما تؤدي دوراً كبيراً في تضخيم إجراءات التضليل، ومن وسائل التضليل في وسائل الإعلام الجديدة صناعة الروبوت الصوتي الذي يستخدم الذكاء الصناعي لفهم اللغة الطبيعية للبشر الذي هو حل للمحادثة البشرية، والذي عن طريقه يستطيع الفرد تغير نبرات صوته ليطابق أي صوت يريد عن طريق برامج الذكاء الاصطناعي وأحد أهم هذه البرامج والذي تم تحديثه مؤخراً هو برنامج(imyfone mogicmic )، والذي يستطيع من خلاله الفرد تغير نبرت صوته ليطابق صوت أي شخصية من الموجودة في البرامج والتي تضم(225) شخصية عالمية مشهورة(سياسية، فنية، رياضية)، وأيضاً بالإمكان تغيير صور والقيام بحركات لهذه الشخصيات قد تسيء اليها وبالطريقة التي يرغب بها من يتحكم بهذه الوسائط، وهذا سيقود إلى أثارت الكثير من المشاكل على الصعيد السياسي والاجتماعي نتيجة استخدام ما يسمى الذكاء الصناعي الذي سيكون آفة المجتمعات العالمية في المستقبل القريب، ولكن مهما وصل علم الإنسان فبالإمكان خلق ماكينات مبرمجة، لكنهم لم ولن يخلقوا الذكاء الاصطناعي الذي يوازي ويساوي ذكاء البشر، والله هو الخالق وبيده كل شيء.


مشاهدات 1068
أضيف 2023/09/08 - 10:37 PM
آخر تحديث 2024/07/18 - 8:06 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 327 الشهر 7895 الكلي 9369967
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير