هادي يرى رسم الطبيعة بوابة إلى الحلم: الموهبة لا تدرس بل نتاج متقدّم عن الآخرين

بابل - كاظـم بهيـّــة

التشكيلي صلاح هادي بشن الحسن  (مواليد بابل 1969) هو ضيف حوارنا ، والحسن حاصل على دكتوراه فنون تشكيلية وهو  نائب رئيس  جمعية الفنانين التشكيليين في بابل .استاذ جماليات فن . اقام 6   معارض شخصية للسنوات 1991 - 1992 -2006  -2008  -2011 -  اخرها معرض "الاقنعة " عام  2022  ومشاركته  بمعرض الطبيعة السنوي التي اقامته جمعية التشكيليين العراقيين ـ بغداد ،فضلا على مشاركاته في عدة معارض مشتركة  داخل وخارج العراق كمعرض مشترك في ايطاليا مدينة باري  2016.وسمبوزيوم في مدينة سلارينوا بايطاليا   2016  ومعرض الشمال ممثل  السلام  في ايطاليا  2017. سألناه:

{ هل فكرت يوما لماذا ترسم ؟

-لم يخطر في بالي هذا السؤال ، لان منذ  الطفولة  احببت الرسم ، كان حلمي ان احصل على علبة زيت . فعشقي للرسم لا يترك أثرا في ذاكرتي ،السؤال حول الرسم ، فالاستمرار في الرسم ، اصبح جزء من شخصيتي ، لذا  لا يخطر في بالي لماذا ارسم ، لربما خطر في بالي لماذا لا ارسم ؟.

{ لوحاتك تدل على وعي عميق وجمالية في الخطوط والالوان لمن تعزو الفضل بذلك للموهبة ام للدراسة ام للتأثير ؟

-بالتأكيد الموهبة هي التي  تعد مقياس لتقنية واسلوب الفنان، فالموهبة لا تدرس بل تظهر بشكل نتاج متقدم عن الاخرين ، وايضاً القراءة  هي التي تُرسم لوحة للوعي ، وتبقى كبنية استرجاع تحظر أثناء الممارسة، فالقدرة على تصوير الاشياء المحيطة والتي لا نعير اليها انتباهنا ، والتي نسميها بالأشياء  والتفاصيل العابرة  والحديث عنها ، هي فضاءات السعادة والتي تشاركنا التفاصيل أثناء الانجاز الفني , وتكون حاضرة كذكريات او لقاءات عشقية .

{ ايهما مهم اكثر بالنسبة لك الفكرة ام اللون؟

-العمل الناجح  هو في شكل الاظهار الذي يجذب المتلقي ، من خلال الخبرة والتقنية  والجمالية ، وهذا بطبيعة الحال اللون الذي يكون عباءة تحيط بالفكرة . اما من ناحية الدراسة ستكون الموضوعة هي مركز الفكرة التي تطرح كتجربة فنية .

رؤية خاصة

{ لكل فنان رؤية فنية فما هي رؤيتك الخاصة؟

-يبقى الفن والعمل الفني هو المترجم  لأحاسيس عصية الظهور الا من خلاله . ولغة حوار عالمية وطرق الوصول الى الحقيقية .

{ اخر ما رسمته اناملك ؟

-معرضي الشخصي  الموسوم بـ(الاقنعة). ومشاركتي بمعرض الطبيعة السنوي التي اقامته جمعية التشكيليين العراقيين ببغداد.

{  قد نرى في مشاركاتك الاخيرة موضوع حول الطبيعة ما الذي جعلك تتناول موضوعات تختلف عن تجربتك الاخيرة لاسيما في معرض " أقنعة " والذي اقيم في قاعة حوار؟

-في الحقيقة كانت مشاركتي في معرض الطبيعة  السنوي المقام في جمعية التشكيليين في بغداد وهي احد الانشطة التي تظهر مدى براعة الفنانين في تناول الطبيعة العراقية وهو جانب فني وجمالي ومن منظور آخر توثيق تاريخي لمناظر ومناطق ألهمت الفنان وكانت مشاركات  رائعة جدا من قبل فنانين محترفين . وان كنت تقصد  الاختلاف في التناول ما بين الحداثة ثم الانتقال الى الرسم الواقعي فهذا المطلب يعيد لنا التساؤل حول  معنى الفن ومعنى ان تكون فنان في الحقيقة كأطروحة  لا يوجد شيء اسمه الفن  بل يوجد فنانون ، وهؤلاء كانوا ذات يوم  رجالاً تناولوا  تراباً ملوناً ورسموا وتركوا أثراً منذ جدار الكهوف ولحد فنون الحداثة , فلا ضير ان نسمي تلك النشاطات  كلها فناً طالما حفظنا  في أذهاننا  أن مثل  هذه الكلمة قد تعني  أشياء مختلفة في أزمنة  وأمكنة مختلفة وطالما ادركنا ان الفن بالمعنى المجرد  غير موجود . والدافع الرئيسي  لتلك النشاطات هي الطبيعة.

 فالطبيعة تفسير لوني فقد أخذت عند الفنانين المختلفين صنوفاً وأشكالاً،لا تخلو من اتفاق  يصل بنا الى مجموعة  من الاستخلاصات المهمة حول الطبيعة  وكيفية تناوِلها ، فلكل فنان له تفسير حول الرؤية وكيفية الوصل  في سياق تناولها بمظاهرها وتمثيلاتها  المختلفة . فرسم الطبيعة بوابة الى الحلم. وأخذت الاعمال الفنية التي قدمها الفنانون إشاراتها البصرية من الأشكال الفعلية في الطبيعة ، فهناك معالجات اسلوبية تختلف من فنان لآخر. ويمكن للفن أن يساعدنا في أن نصبح أكثر وعياً بعلاقتنا الحقيقية مع الطبيعة ومدى تأثيرها على الفنانين فالبدايات  اي الحداثة هي كيفية تمثيل الفن بشكل مختلف فهي الدافع الرئيس للمتغير في الفن طبقاً للمفاهيم الفلسفية والمستحدثة لكل مرحلة تاريخية.