الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المجتمع بين الحرية الحقه .. والحرية بالإكراه

بواسطة azzaman

المجتمع بين الحرية الحقه .. والحرية بالإكراه

مزهر الخفاجي

 

يقول المفكر والاديب (ادونيس) في اخر مقابلاته الصحفية لا حرية للعربي لكي نفكر بحرية .. واساس انعدام الحرية يكمن بالسلطة السياسية التي تحتج بالدين وبالمشاعر الدينية وبأداء المشاعر الدينية كأن الدين مجرد ضحية واهنه .. (اذا أحد نفخ عليها انهارت) ويضيف الدين قوي بعمق مبادئة لا يجب ان نخاف عليه منها ويقصد الحرية

لا يجب ان نخاف على الدين من العلم والتحليل والحرية .

لان الدين كما عاشة الصحابة والاوائل والصوفية .. مثل الحب هو علاقة اكبر من الوجود واعمق من المشاعر وارفع من الطقوس .. لكن هذا الحق ان لا يحُد بحيز زماني او مكاني و لا تعليق عن العقل في التفكير بحرية .

ان المشكلة التي تواجه الدين ، الحرية والعدل هو التفكير في الفصل بينهما .. لانها مهمة معقدة وشاقة ..  لكننا نحاول عند الفصل بينهما اظهار مفاعيل السلوك عند احتمالات البقاء طويلة الامد .. لكي لا نُسهب في التأويل اكثر نقول :- ان التصادم بين الدين والمبادئ نقصد الحرية والعدل وان كان الدين حاضنة اخلاقية للبعض منها تشترط توفر مستلزمات العبادة الحقه والتي على اساسها يمكن ان يقام العدل ويكافئ الفرد في العالمين الزماني والمكاني والحرية التي تستلزم اعلاء الذات الانسانية والعلو في استحقاقها ، يستحق الفرد موضوع خلافته عليها وان هذه الخلافة ( البقاء ، الاستقرار ، العمران) انما قائمة على الوجود الانساني الفاعل الذي تكرسهُ مبادئ السلوك الحقة ان الحرية في التفكير وفي السعي الى توفير مستلزمات هذا البقاء الانساني الذي يجب ان  يشترط في إستمرار البقاء أن يقيم السلام العدل المساواة .

تاريخ البشرية

ولأننا نعتقد ان كلا المفهومين ونقصد كلاً من الدين والحرية وتمظهراتهما قد شوُها سلوكاً وتفسيراً عبر تاريخ البشرية الطويل .. نعم لقد تعرضت الحرية الى تغييرات في المعنى والتفسير والسلوك حتى افُرغت من محتواها الانساني وصارت مطلباً مخملياً عند البعض وحاجة انسانية عن الأخر وبذخاً في التعاطي معها حد الانحراف عن معناها صار  بعض المتنطعين بها يدعوا لها وكأنها اعلاناً لعبودية جديدة .. ؟ حتى تحولت  الحرية تعني نوعاً من انواع الاكراه تعرض عند بعض الافراد او المجتمعات او الدول او الانظمة السياسية .. وهي صارت تصطدم او تتخلى عن مفهوم الحرية التي درجت عليه الافراد والشعوب فهماً ومطلباً والقائم على .. التحرر من القيود التي لا تترك للفرد خيار .. الا ( اطاعة أوامر السلطة  ) .. وهذا النوع من الطاعات صارت تكبل حرية الفرد وحاجاته .. فكان لا بد من الكفاح ضد هذه السلطات ( سلطة الدولة الغاشمة ، العشيرة ، المعبدبغية التحرر من الحاجة والتحرر من الاكراه والظروف التي تحدد لنا حتماً مجال الاختيار جمعاً ..

وان من الغرابة بمكان ان تجر ..او أن تخطف ( الحرية ) تفسيراً او سلوكاً او تأويلاً  لتتجاوز مع الالحاد ، المثلية ، الاباحية فتتحول في هذا التجاور غير الواعي الى  نوعاً من انواع التعسف في تنفيذها وسلطة الاكراه

وتتحول سلطة الحرية بالاكراه .. الى نوعاً من انواع العبث الانساني الذي وصل في فهمها حد التجاوز عليها - او الانحراف عن جوهر تطبيقاتها  وهذا الفهم ناقص جملة وتفصيلاً للفهم الانساني اذ ان هذا النوع من الممارسة للحرية في منحيها

(الاكراه او الانحراف  ) يعد نوعاً مرض من امراض السلوك السياسي في المجتمعات المتحضرة او النامية او اللاهثة وراء فهماً قاصر .. قد يقترن بعادات وطبائع وسلوكيات غير مسؤولة .. وهي ستعمل مما لا شك فيه الى غرس مفاهيم لا تقترب من قريب او بعيد من مفهوم الحرية .. لينعكس انحراف الفهم السلوكي للحرية على حاجات ونقصد ( الافراد ، الاسرة ، المجتمعات ، الدولة ، الحضارات ) ويستدعي هذا الفهم الخاطيء وتفاقم هذه الفوضى في تحلل مفهوم الحرية والتمادي في تطبيقها المنحرف

الى تصلب العرب المسلمين في البلدان العربية والاسلامية تمسك المسلمين بتلابيب الدين او التعسف في قتالها

رغم اننا نعتقد ان فوضى الحرية تعيشها البشرية الان( افراد و مجتمعات ) سببه ضعف دور المؤسسة الدينية في القيام بدورها العقائدي و الاخلاقيوضعف هذا الدور قد يكون اهمالاً او عدم تقدير الخطر الذي سيهددُ بنيانين ( الديني ، منظومة القيم الاخلاقيه )

والامر الثاني : تمادي المجتمعات في دول العالم المتحضر في افراغ مفهوم الحرية فيها وعياً وسلوكاً من مضامينه الانسانية والاخلاقيه والسلوكية الى الحد ان كثيراً من زعمائها هذه الدول قد احتفوا بهذا الانحراف والشذوذ واعتبروه يدخل في ميدان تطور مفهوم الحرية للنوع الاجتماعي.. وهذا الامر تزامن مع انحسار دور المؤسسات العلمية والاكاديمية

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 372 الشهر 7940 الكلي 9370012
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير