الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نوم على أزمة وإستيقاظ على محنة

بواسطة azzaman

نوم على أزمة وإستيقاظ على محنة

 

فؤاد مطر

 

نوم على أزمة سياسية مفتعلة لأغراض في نفوس يعقوبيها.. وإستيقاظ على محنة بغرض أن يسود الباطل ويهزم الحق في حال أثمر سعي سعاة الخير إتيانه..

هكذا حال اللبناني المغلوب على أمره من بعض بني قومه من سياسيين ورؤساء أحزاب وتيارات وحركات ومعهم الذين تم إستيلاد جمعيات وهيئات لهمهكذا حال هذا اللبناني الذي يريد أن يكون مواطناً صالحاً فخوراً براية الوطن ولا رايات سواها وبالصيغة التي تعكس إرادة الله في تعايش مذاهب بشَّر بها الأنبياء وسقاها رعاية الصحابة وشهود الحق في زمن الجهاد ضد الجاهلية وضد سافكي الروح المقدسة على خشبة. هكذا حال هذا اللبناني الذي يخشى نفرة لا عودة عنها لدول عربية وأجنبية تريد للوطن الصغير أن يستمر كبيراً بصيغته الوطنية والمذهبية وتريد له من خلال المحادثات والإتصالات والمساعدات إستقراراً وطمأنينة مستدامة في ميادين عمل المؤسسات الرسمية والخاصة التربوية والصحية والأمنية بشكل خاص.

كانت تحققت هناءة عيش مستقر وتنمية نوعية في عهد الرئيس الراحل رفيق الحريري الذي رأى في إتفاق الطائف أنه ليس مجرد مصالحة سعى أهل الحكم السعودي لإنجازها درءاً لأهوال الحرب ولوضع لبنان في مدار السلامة وإنما هو خارطة هداية من شأن تنفيذ بنود الإتفاق الذي دعم معالمها حادبون عرب وأجانب أن يكون لبنان خلال عقدين من الزمن الوطن الذي هو موضع إهتمام ورعاية الأشقاء العرب له ومن دون أن تكون هنالك محاذير كتلك التي حفلت بها الأجواء السياسية اللبنانية على مدى عشر سنوات وأوجبت في بعض الحالات كثيراً من العتب أحياناً وقليلاً من الإجراءات الإضطرارية عند خروج التصرفات الحزبية والتصريحات غير المسؤولة على أصول العلاقات .

قبل أن يصحو اللبناني على محنة شاحنة تنقل مئات صناديق ذخيرة لأسلحة وصواريخ مرسلة من إيران إلى "حزب الله" بتسهيل أمر إرسالها من جانب السُلطة الرسمية السورية، كان نام وكما بين حين وآخر على أزمة تعامل مريب من جانب الحكومة القائمة شكلاً العاجزة فعلاً، مع حاكم البنك المركزي، وعلى ضجيج سياسي لا مبرر له نشأ عن خطوة لافتة إبتكرها رئيس الحكومة المستضعَف الشأن أو هي جاءت بإيحاءة  من جانب الذين يشورون عليه وتتمثل بلقاء غير مفاجئ _ كونه أعلن عنه قبل يومين من حدوثه_ في المقر الصيفي لبطريرك الطائفة المارونية بطرس الراعي.

معادلة وطنية

وبدل أن يُرفد اللقاء بترحيب من جانب بعض سياسييي الطائفة فإن هؤلاء صبوا جام الغضب على رئيس الحكومة الزائر وحجتهم أن الزيارة إضعاف للمعادلة الوطنية ولنظرتهم إلى مستقبل الإمساك بروافد السُلطة المنقوصة رئيساً للجمهورية وقائداً للجيش على أهبة إنتهاء ولايته مع إحتمال إختصارها دستورياً لترئيسه الجمهورية وهذا يرتبط بموقفه من خفايا واقعة شاحنة المقاومة وهي خفايا تتصل بمرورها الهادىء عبْر الحدود، أو غير الهادىء بمعنى أن أحد العسكريين الذين في سُلطة الحدود أبلغ بعض أهل ما سُمي "كوع الكحالة" بالطريدة السمينة، كما أن أحداً آخر في تلك السُلطة أبلغ من جانبه قيادة مخابرات المؤسسة العسكرية فكان الحضور الجيشيْ في ساحة إنقلاب الشاحنة التي لم يخطر في بال مستوردها حزب الله أنه سيحدُث وسينكشف المخبوء هذه المرة، أي ما معناه إن شاحنات مماثلة مرت آمنة ولم يتدخل القضاء والقدر للإنقلاب الذي كشف على الملأ وفي ليلة شديدة الحرارة ما تنقله بعض الشاحنات المرسلة من النظام البشَّاري أو بإرتضاء منه إلى الذراع الإيرانية المستقوية بالعطاء من جانب الجمهورية الإسلامية وبرحابة الصدر من جانب النظام المستعاد من جانب الأشقاء العرب. وفي إنتظار الإستعادة من جانب الجار التركي الذي لا يبدو أنه سيجلو ولا من جانب الأميركي الذي لا مؤشر إلى أنه سيجلو هو الآخر ربما في إنتظار أن يجلو الروسي في الوقت نفسه، تتواصل الهجمات الإسرائيلية الجوية مروراً بالأجواء اللبنانية وبعضها أجواء الضاحية الجنوبية عرين "حزب الله" على مواقع ومستودعات في دمشق وغيرها يقال إنها تخص إيران  التي تستوطن حرسياً ثورياً  في سوريا وربما من أجل ذلك تنشط عملية نقل الأسلحة والذخائر وقطع الغيار إلى "حزب الله" في لبنان على أساس أن الحرب عليه غير واردة في ٍأجندة حكومة نتنياهو أو هي مرجأة إلى حين والإكتفاء حتى حدوثها بالتصريحات وعلى مستوى الكبار(السيد حسن نصرالله ووزير الدفاع الإسرائيلي). ومن هذه التصريحات تهديد الأخير بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، عِلماً بأن مثل هذه المحاولة وفي ضوء ترسانة "حزب الله" يمكن إعادة يهود فلسطين إلى من حيث أتوا عام 1948. وفي علم الغيب ما قد يحصل للبنان في ما هو حاصل. عسانا في قراءة لاحقة نزيد المخاوف والهواجس توضيحاً.

والله مع الصابرين، والذين أهل لبنان منهم، إذا صبروا.


مشاهدات 607
الكاتب فؤاد مطر
أضيف 2023/08/18 - 4:57 PM
آخر تحديث 2024/07/15 - 12:28 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 334 الشهر 7902 الكلي 9369974
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير